توسعت عيناي تسترجع أحداث مشاهد تثير الجنون
فأجبته متأكداً من صحة الجواب:نــعم، وللأسف..
فسألني مستغربــًا: ألــم تستمر علاقتكما؟
رنَّ صـوتهـا بأذنـي يـهمس "سنــبقـى"
وضـعـتُ يـدي على أذنـي فهمستُ لنفسي
"أكــاذيب"
وأجبته: خــيرة إنـ شــاء الله.
سكــَتَ.. ثــم قال متسائلاً:كيف كانت مشاعركـ في النهاية؟
لكـي لا أسـتـثـير الموضوع قلتُ له: بــكيــتُ في عزلة.
صــرخ فؤادي: اسودت الجفون من دموع تـُـذرف في الليالي.
فقلت له: كنتُ مكتئبــًا.. قليلاً.
أخذ يواسيني قائلاً: لا تكترث، وقل لي هــل تركت لكـ تذكاراً؟
فضحكتُ:تركت لي جرحــًا صغيراً مــُخبأ في قلبي...
سكـتُّ.. وقلتُ لنفسي: هذا الجرح الصغير قلبَ الحـُبَّ همـّـًا
وجـــعلني أمــزّق كـلّ آمـــالــي.
انقلبت الجلسة لحظتها توتراً، فمنعت نفسي من إفراغ المشاعر
وحرصت على الاعتدال.
حدّقتْ نظراتهُ بي وسألـَ مُستبشراً: هـل ستحب غيرها؟
فأجبته وأنا أهزّ رأسي: سأحــبُّ الحـــياة.
فقال مستهزئـًا:تــأخرت كثيراً، فالحـياة جميلة.
قلت له:ربمــا شاءت الأقدار وجعلتكـَ أسعد مني.
قال مــبتسمــًا: لا طعم للحياة من دون الحــُبّ.
رفعت حاجبي:أعلم،وكأنك تقصد أنَّ الحــُبّ نكهة
اختيارية يستخدمها الكثير في حياتهم و
يشمئزُّ منها الباقـــي لأسبابهم الخاصّة.
قـالـ مـُـتعجــبـًا:مــَنْ يمتنـع عنِ الحــُبّ؟
وهـل برأيكـ سأقتنع بأن الحــُبّ اختياري ليس تلقائي؟
احتدَّ صوتي هنا: إذا عشقت بصدق وانتهى مصيركما<بالـوداع الأبدي>
بعدها ستقوى على الامتناع عن الحــُبّ، وهكذا يبدو أن الحــُبّ اختياري.
لـم يكــن يريد سماع هذا الحديث من شــخص كئيب مثلي،
والمشكلة أنني علمت أنه عاشق عندما سألني أوّل مرّة:هــل أحببت يومــًا؟
ومن تفاهتي لم أهتم ما إذا ضايقـــه هذا النقـــاش أم لا..
صَمَتَ يتأمـّل.. ثـم فجأة سألني:
لـم تــقل لي... كيف انتهت علاقتكما؟
انتهزتُ هذا السؤالـ كفرصة أغيّــر مجـرى الحديث إلى الأفضل.
فقلت له: بصراحـة.. لم تكن تناسبني كثيراً
لأنَّ شخصيتها غير مستقرّة
ولم تكن جيّدة في التعامل
سوى أنها مرحة،وكانت جميلة..
في النهاية أرادت اللهــو بــدلاً من الزواج
فما لي بهـــا بعد هذا؟
لذا أنــصـحـك إذا عَشِقتَ يومــًا وأدركتَ أنها تناسبُك
احرص على الزواج منها..
في هذه اللحظات هو بدوره ابتسمَ وعـادَ مُستبشراً
أما بدوري.. كل كلمة وصفتها بها
تزيد الحـرقة المشتعلة في داخلي
فكل نبضــات قلبي تقول لي
"كــاذب كــاذب كـــاذب"
فهي لا تــوصف أبــداً!
)(حــروفـــي)(
َِ ســألنـي ، أجــبــته فــندمــنا َِ
