
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حمصي
البدائة و النهاية مليء بالاسرائيليات, و هذه منها...
أخي الحمصي الطيّب ..
لم أفهم ردّك وتشكيكك في العلاّمة الكبير والإمام الحافظ ، المحدّث ،
الفقيه إبن كثير ، رحمه الله !!!
لهذا فإني أضع أمامك حديث عبد الله بن عمرو بن العاص
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم انه قال:
[[ بلّغوا عني ولو آية ،
وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ،
ومن كذب عليّ متعمّداً، فليتبوّأ مقعده من النار]].
رواه البخاري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال الحافظ في الفتح : وكأن النهي وقع قبل استقرار الأحكام الإسلامية والقواعد الدينية خشية الفتنة
, ثم لما زال المحذور وقع الإذن في ذلك لما في سماع الأخبار التي كانت في زمانهم من الاعتبار .
وقيل : معنى قوله " لا حرج " : لا تضيق صدوركم بما تسمعونه عنهم من الأعاجيب فإن ذلك وقع لهم
كثيرا , وقيل : لا حرج في أن لا تحدثوا عنهم لأن قوله أولا : " حدثوا " صيغة أمر تقتضي الوجوب
فأشار إلى عدم الوجوب وأن الأمر فيه للإباحة بقوله :
" ولا حرج " أي في ترك التحديث عنهم .
وقيل : المراد رفع الحرج عن حاكي ذلك لما في أخبارهم من الألفاظ الشنيعة نحو قولهم
( اذهب أنت وربك فقاتلا ) وقولهم : ( اجعل لنا إلها ) .
وقيل : المراد ببني إسرائيل أولاد إسرائيل نفسه وهم أولاد يعقوب , والمراد حدثوا عنهم بقصتهم
مع أخيهم يوسف , وهذا أبعد الأوجه .
===> وقال الإمام مالك:المراد جواز التحدث عنهم بما كان من أمر حسن ,
أما ما علم كذبه فلا .
===> وقال الشافعي : من المعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يجيز التحدث
بالكذب , فالمعنى حدثوا عن بني إسرائيل بما لا تعلمون كذبه ,
وأما ما تجوزونه فلا حرج عليكم في التحدث به عنهم
وهو نظير قوله : " إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم "
ولم يرد الإذن ولا المنع
قوله ( وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ) أي لا ضيق عليكم في الحديث عنهم لأنه كان تقدم منه صلى الله عليه وسلم
الزجر عن الأخذ عنهم والنظر في كتبهم ثم حصل التوسّع في ذلك .من التحدث بما يقطع بصدقه . اهـ