السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إذا ضربت أحداً فقد توجعه للحظة لكن إذا أوجعته بكلمة فقد توجعه الدهر كله
بصراحة قرأت هذه المقولة قبل أيام وأثرت فيَّ كثيراً لذلك أحببت أن أطرح هذا الموضوع
أحسست أن الصدق يعتري كل حرف من أحرفها ويجعلها تضيء بنورٍ أبيضَ وهّاج يبهر كل من يقرؤها ويتمعن فيها
نعم كيف لا ؟؟
فقد يتعرض الكثير منا لظروفٍ قاسية في حياته تخرجه عن طوره أو تنعكس سلباً على تصرفاته وطريقة تعامله مع الآخرين
مما يتسبب بجرحهم أو الإساءة لهم سواءً بكلمة أو بإشارة أو بتذمر ما أو تصرف من غير قصد
يؤدي إلى الفهم الخاطئ وخلق الحساسيات أو المنازعات بين الناس
أسئلة كثيرة جعلتها هذه العبارة تتبادر إلى ذهني وتجول بين أرجاء خاطري
ما تأثير الكلام الجارح على الآخرين ؟وما هي ردة فعلهم تجاهها ؟
ما هو الشعور الذي ينتابك عندما تجرح شخصاً ما ؟ ترى هل هو الندم ؟ أم أن الأمر بالنسبة إليك هو أمر عادي يمر مر النسيم ؟
إذا كان جوابك هو الندم , ماذا يمكنك أن تفعل ؟ وكيف تتصرف ؟
أسئلة تختلف من شخص إلى آخر حسب طبيعة الشخص ومعتقداته وطريقة تفكيره وتحليله للأمور
وهنا يجدر بنا الإشارة إلى أن المقصود بجرح الآخرين هنا ليس هو الكلمات التي نقولها فقط, ولكن في الحقيقة يتجسد في ثلاثة عناصر و هي:
1- الكلمات : وهي المفردات اللفظية المستخدمة في الكلام.
2- النبرات الصوتية :وهي أسلوب الكلام , أي الطريقة التي نلفظ بها المفردات (الكلام بشكل واضح ومريح ومبسط ولطيف, أو الكلام بشكل متوتر ومحتد وبصوت مرتفع...الخ)
3- حركات الجسد : وتتضمن طريقة الجلوس , هل تبتسم أم أنك وجهك عابس, حركات اليدين أثناء الكلام .........الخ.
كل من هذه العناصر على ما أعتقد لها أثر فعال في الشخص الذي تتحدث إليه .
لذا لابد أن نسعى دائما للوصول إلى طريقة مثلى للتعامل مع الغير لتجنب أذيته بقصد أو بغير قصد
وبذلك نتجنب الفهم الخاطئ من قبل الآخرين .
لكن يا ترى هل أنت من الأشخاص الذين لا يحبون الاعتراف بأخطائهم ؟
إذا كنت منهم فهذا أمر خطير حقاً !!
الكثير من الناس أو غالبهم لا يستطيعون أن يروا أنفسهم كما يراهم الآخرون
وهذا شيء طبيعي نوعاً ما حيث أنه من السهل جداً أن نرى سلبيات الآخرين وأخطاءهم
بيد أنه من الصعب جداً أن نرى ما نحن عليه من أخطاء وسلبيات
و أقدم لك في هذا الصدد نصيحة أرجو أن تأخذها في اعتبارات حياتك:
حاول أن تجعل لنفسك تأثيراً إيجابياً في حياة الآخرين ألا ترغب أن يبحثوا عنك عندما يحتاج أي منهم لبعض التشجيع و المواساة ؟؟
بالنسبة لي : أظن أنني أحب ذلك كثيرا
انتبه إلى مواقفك حيث "تتركز الأبواب الكبيرة على مفصلات صغيرة"
وأنا أجد في هذه العبارة حكمة رائعة
فنحن في معظم الوقت لا نرى المفصلات الصغيرة التي يتحرك بها الباب
إلا أنه بدون هذه المفصلات لن يعمل الباب على الإطلاق.
وبالتالي لا تستصغر أحداً أو تقلل من قيمته أو تحاول التفكير أنك تستطيع الحياة من دونه أو إنجاز أعمالك من دون تواجده
سواء كان عامل نظافة أو فراش أو آذن أو ناطور ..... إلخ
حتى لو أساء لك بتصرفاته حاول أن تحتويه بكرم أخلاقك وإياك من أن تجرحه
مواقفك وتصرفاتك في الحياة وقراراتك التي تتخذها هي أيضاً مفصلات صغيرة تعتمد عليها أبواب حياتنا
والموقف الخاطئ يؤدي إلى إتلاف تلك المفصلات، مما يؤدي في النهاية إلى انهيار الباب بأكمله .
لذلك حاول أن لا تتخذ قرارك وأنت غاضب وتروى كثيراً قبل أن تقوم بأي خطوة في حياتك .
قد يبدو لك الأمر صعباً في البداية
لكن تذكر دوماً
نحن نصنع عاداتنا ثم تقوم عاداتنا بصنعنا
وتذكر أيضاً قول الإمام ابن حزم الأندلسي
نقطة الماء المستمرة تحفر عمق الصخرة .
حاول أن تعامل الناس كما تحب أن يعاملوك
سوف يتوصل الإنسان إلى معرفة معنى الفضائل إذا فكر في الطريقة التي يرغب أن يعامله بها الآخرون
وإذا ما عامل المرء الآخرين حوله بعدل وبإخلاص وبإنصاف وبصدق وباحترام وبتهذيب و..... و
قد يستغرق هذا بعض الوقت ليقوم بذلك فإنه في النهاية سوف يبدأ الآخرين بمعاملته بالمثل.
نصيحة أخيرة
إذا كانت الكلمة ستسعد شخصاً ما فقلها.
أما إذا كانت الكلمة سوف تسيء إلى سمعة إنسان فاحتفظ بها لنفسك.
أتمنى أن يكون الموضوع قد نال إعجابكم
بقلم : هــمـسـة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة استغفار
احم احم
