بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد..
نفس السؤال الذي أعياني جوابه.. ما السبيل إلى إغلاق النوافذ والأبواب التي تُدخل الريح ؟.. إغلاقها ؟ هذا ما تودّ قوله يا صاحبي أليس كذلك ؟ طيب.. كيف ؟ كيف ويدي التي أريد أن تمسك المقبض وتدفعه للأمام حتى تحكم رتاج الباب، تمسكه وتجره للخلف لتزيد من الفرجة.. فتدخل السموم والموبقات أكثر، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
كيف.. وليست عندي نفسٌ غير هذه النفس المريضة حتى تقاومها وتروضها.. فكيف الحل وأين السبيل ؟
ولكن يا هذا.. لماذا تترك ما خولك الله وتبحث عما صعب إدراكه ؟ دعني أخبرك بالنافع المفيد، دعك من الفلسلفة ومضغ الهواء..
الحقيقة التي يجب أن تكون منها دوما على ذُكر هي أنك أنت من تفتح الباب.. أنت من تتبع الآثار والخطوات الشيطانية.. فلنتكلم عن هذا بدل الكلام عن النوافذ والشرفات التي تُفتح لوحدها..
عليك أن تفكر مسبقا، أن تعد جوابا لكل سؤال.. ردة فعل لكل موقف.. لا ينبغي أن تظل كالريشة في مهبّ الريح، كالطعم في الماء تلقمه أول سمكة.. واعلم - رعاك الله - أن مواجهة العدو تستلزم إعدادا واستعدادا، تستلزم خططا وخططا بديلة وخطط طوارئ وأمورا ثابتة لا تتغير كيفما كان الحال.. وغير ذلك، فأين أنت من كل هذا ؟
وسواء ارتفع معدل الشهوة وأو انخفض، سواء قيل لي ما (يستفزني) أو لم يكن من ذلكم شيئ.. وجب علي أن أتمسك بهذه الأساسيات المرعية بالضرورة، ولا أتركها، حتى لا تنزلق قدماي إلى الهاوية.
وعلى كل حال.. لا تخلو الحياة من المتاعب والتحديات ولا تكف الأيام عن صدمي بحقائق عن الدنيا وعن هذه التي بداخلي، ويمكنني أن أقول الآن غير شاك قيد أنملة أن التي بداخلي لا تأمر بالسوء فحسب، بل بالإجرام !
ألا - والله - قد حمى الوطيس واشتدّ التجاذب بيني وبين نفسي.. وصار الأمر حرجا جدا وأوشكت على الهلاك.. ولا يسعني إلا قول.. اللهم سلم سلم..
أقول لك يا نفسي.. إما نصر يغيظ الأعداء وإما تخلف وهزيمة نكراء عياذا بالله ولياذا بجنابه الرحيم. ويبقى الأمل في الله وتبقى رحمته التي وسعت كل شيء.. وهو يعفو عن كثير، وهو الحكيم الخبير.. سبحانه، لا إله إلا هو.
وكتب
رفعت خالد أبو عمران