" القلوب لاتعرف جنسيات "
(الجزء الثانىوالأخير)
------------------------------------------------------------------------
" فرد عليها وهو يضحك ضحكة تنُم عن مفاجئة0" :-
بل هى ابسط مما تصورى ، يا تميمة لقد عشت فى دمى السنوات الماضية كنا فيها نشكو ونضحك ونتألم سويا لم ينقصنا سوى شيئا واحد. . هو ان اراك امامى لقد احببتك بكل قطعة منى قبل رؤياك ولعل هذا الحب هو ما دفعنى ان اجئ اليك الأن 0 وربما سألت نفسى وانا فى الطائرة ، هل من المعقول ان تحب فتاة دون ان تراها ،ووجدت الإجابة سريعة تسقط من بين شفتاى .. اجابة قوامها ثلاث سنوات كان كلا منا فيها يحيا داخل الآخر يعيش احلامه واماله وايامه يوما بيوم يعرف تفاصيل حياته يتألم معه ويفرح معه ويغرق فى مشاكله ويفكر فى حلها معه .. كنت دائما معى واعتقد اننى كنت دائما معك وكانت هذه الإجابه :-
نعم من المعقول ان احب فتاة دون ان اراها وجها لوجه ، ثم إن الحب ليس تقابل وجوه او لمس ايادى او لقاءاً جسديا فحسب .. انه اقوى من ذلك بكثير ، انه احساس .. احساس كبير يملأ العقل والقلب ويجتاح الكيان كله بثوره تطالب بالمحبوب وقد احسست بهذه الثورة داخلى تقوم بمظاهرات وتخاطبنى وتطلب منى ان اردخ لمطالبها وها انا اردخ لمطالب ثورتى التى احست بكِ قبل ان ترى تلك العينان الرائعة وهذا الجمال الهادئ ، ومنذ نصف ساعة فقط اعلنت الثورة مطالب جديدة ان تكونى زوجة لى .. واستطرد وهو يتسلل بيده الى يديها قائلا :
موافقة على مطالب ثورتى يا تميمة ..موافقة على زواجى منك .. وإبتسمت تميمة وهى تلقى بنظراتها على المائدة وتمسك بكوب العصير الموضوع امامها ، واحس عمار بإبتسامة ضعيفة تريد ان تجد لها مكانا على شفتيها وانطلقت الإبتسامة منها ورفعت رأسها وهى تشير بالموافقة برأسها 0
وفى اليوم التالى كان عمار يجلس فى غرفة الضيوف بمنزل صالح درويش والد تميمة يطلب يدها ويعرض عليه امكانباته المادية وشهادته العلمية وحبه الكبير لإبنته ، ثم تكلم معه بصراحة ، كيف عرفها وكيف احبها وكيف هداه تفكيره الى ان يجد عمل له بنفس المستوى المادى والمعنوى ليحل به مشكلة زواجها من ابن صاحب الشركة وعرض عليه العمل الجديد مع صديقه نايف ، وفرح به الأب كثيرا .. انه مثالا للرجل الناجح الطموح الذى يتمناه اى اب لإبنته ، ووافق على العرض بالعمل مع نايف موافقة مبدئية .. إن له رأى فى شئ واحد وهو مكان إقامة الشركة .. ان شركة كهذه لا تصلح فى السعودية . ليس رياضة الغوص منتشرة هناك بشكل تنشط فيه العملية السياحية البحرية ورياضة الغوص على وجه الأخص واقترح عليه بلد كمصر ، ان مدينة كشرم الشيخ وحدها كفيلة بهذا المشروع ان تتم له مقومات النجاح فإتفق عمار معه ان يخبر نايف بوجهة نظره وسيأتى به الإسبوع القادم ليتفقا معا على المبادئ الأساسية للمشروع ولإعلان الخطوبة رسميا ، وغادر عمار الأردن صباح اليوم التالى متجها الى الدار البيضاء قبل عودته الى السعودية ليخبر عائلته بنبأ خطوبته على تميمة وإصطحبهم معه الى السعودية والده واختيه عائشة وفاطيما ليطيراً منها الى الأردن ، وكان عليه ان يقنع نايف بضرورة اقامة المشروع فى بلد تهتم برياضة الغوص ومستلزمات البحر كمصر .. وقد رحب نايف بالفكرة ان يقيم مشروعا فى مصر وان يترك الإدارة الكاملة لصالح درويش ويبقى هو للمباشرة النهائية ، انها خدمة مشتركة نايف برأس المال وصالح بمجهوده وخبرته ومما زاد من ترحيبه ان مصر بلد الطرب والمطربين ولاشك لو تغنى بكلماته مطربا مصريا ستكون خطوة مهمة فى تركيز شهرته كمؤلف قصائد مغناه ، وانه لو حدث له الإنتشار فى مصر سيضمن شهرة واسعه فى ارجاء الوطن العربى ومثلما جاء نزار قبانى من سوريا واتسعت شهرته فى جميع انحاء الوطن العربى وانطلقت اشعاره من حناجر المطربين العرب .. وكما جاء كلا من محمد عبده وعبد المجيد عبدالله للغناء فى مصر ولاقو شهرة على نطاق اوسع .. اذن ليجرب مصر هو الآخر . وابتسم نايف وهو يقول لعمار .. هو ذلك ولتكن مصر .. وسافرا الى الأردن عمار ووالده واختيه عائشة وفاطيما وكان معهم نايف 0 واعُلنت مراسم الخطبة وسط فرح العائلتين..
تابع........