كان أبا العاص كثير الترحال فكانت زينب
تفر من وحدتها لبيت أبيها تسلي
نفسها وتروح عن النفس بذكريات الطفولة
السعيدة
ومع الوقت بدأت تشهد ما يلوح في أفق الاسرة
من طلائع لحدث هام وقد كثر انقطاع
ابيها في غار حراء وبدت أمها لا يشغلها
شيء الا رعايته وتهيئة الاسباب الراحة والهدوء له
فتشاغلت زينب بأمور البيت تاركة لامها
الفرصة للتفكير في الحبيب والسهر علي راحته
وعندما يعود زوجها تفضي اليه بقلقها فيطمئنها
ويردها الي اشراقها
وأراد الله أن يمن علي الزوجين الحبيبين
فرزقهما بوليدة سماها جدها أمامة
وذات صباح سعت زينب الي بيت ابيها فرأت
أمها في حال غير الحال وسمعت منها حديثا عجبا
عن نزول الوحي علي ابيها
صلي الله عليه وسلم حيث يتعبد بحراء
وكان الامر اصعب عليها من ان تدركه وقد سكتت
لا تعرف ماذا تفعل وكيف تفكر
حتي جاءها صوت اختها فاطمة يقول
اوما يسرك يا أختي انك بنت نبي هذه الامة؟
فأجابت بعد تأمل
أجل والله يا فاطمة وايه فتاة لا يزدهيها
هذا الشرف الذي ما بعده شرف
لكنه الذي سمعت من قول خالي ورقة
ليكذبن أبي وليؤذين وليخرجن وليقاتلن
ففكرت فاطمة مشفقة علي أبيها الحبيب
ثم قالت
هو والله ما قالت أمي لأبي
الله يرعانا يا أبا القاسم , ابشر يا ابن عم
واثبت والله لا يخزيك الله أبدا
انك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل
الكل وتقري الضيف وتعين علي نوائب الدهر
ما أبهاك يا طاهرة يا حبيبة الحبيب
وما أروعك من زوجة