الأمر بطاعة السلطان في غير معصية وإكرامه وعدم الخروج عليه
[46] قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن يطع الأمير فقد أطاعني، ومن يعص الأمير فقد عصاني، وإنما الإمام جُنَّة".
(جُنَّة): أي سترة، يُستتر به في إقامة الحدود واستتباب الأمن.
[47] قال صلى الله عليه وسلم: "يكون أمراء تلين لهم الجلود ولا تطمئن إليهم القلوب، ثم يكون أمراء تشمئز منهم القلوب وتقشعر منهم الجلود" فقال رجل: "يا رسول الله أفلا نقاتلهم؟" قال: "لا، ما أقاموا الصلاة".
[48] عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال: "قلنا يا رسول الله لا نسألك عن طاعة من اتقى، ولكن من فعل وفعل، فذكر الشر" فقال صلى الله عليه وسلم: "اتقوا الله، واسمعوا وأطيعوا".
[49] قال الرسول عليه الصلاة والسلام: "خمس من فعل واحدة منهن كان ضامناً على الله عز وجل: من دخل على إمامه يريد تعزيره وتوقيره ...".
التعزيز: التوقير والتعظيم.
[50] قال عليه الصلاة والسلام: "اسمع وأطع في عسرك ويسرك ومنشطك ومكرهك وأثرة عليك، وإن أكلوا مالك وضربوا ظهرك".
[51] قال أحمد بن حنبل رحمه الله: "... والسمع والطاعة للأئمة فيما يحب الله ويرضى ...، ولا يحل لأحد أن يبيت ليلة ولا يرى أن ليس عليه إمام براً كان أو فاجراً"
[52] وقال أيضاً رحمه الله: "ومن الإيمان ... السمع والطاعة للأئمة وأمير المؤمنين البر والفاجر، وليس لأحد أن يطعن عليهم ولا ينازعهم ... ومن خرج على إمام من أئمة المسلمين فقد شق هذا الخارج عصا المسلمين، وخالف الآثار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن مات الخارج مات ميتة جاهلية، ولا يحل قتال السلطان ولا الخروج عليه لأحد من الناس، فمن فعل ذلك فهو مبتدع على غير السنة والطريق".
[53] قال الحسن بن علي البربهاري رحمه الله: "ولا يحل قتال السلطان، ولا الخروج عليه وإن جار، وليس في السنة قتال السلطان، فإن فيه فساد الدنيا والدين".
[54] قال الإمام إسماعيل الأصبهاني رحمه الله: "ومن السنة السمع والطاعة لولاة الأمر أبراراً كانوا أو فجاراً".
[55] قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: "أجمع سبعون رجلاً من التابعين وأئمة المسلمين وفقهاء الأمصار على أن السنة التي توفي عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ...، ولا يخرج على الأمراء بالسيف وإن جاروا".
[56] قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "مذهب أهل الحديث: ترك الخروج على الملوك البغاة، والصبر على ظلمهم، إلى أن يستريح بر، أو يُستراح من فاجر".