ذم البدع والأهواء وأهلها
[14] قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "يكون في آخر الزمان دجالون كذابون، يأتونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم، لا يضلونكم ولا يفتنونكم".
[15] قال معاذ بن جبل رضي الله عنه: "أيها الناس، إنها ستكون فتنة يكثر فيها المال، ويفتح فيها القرآن، فيقرأه المؤمن والمنافق والمرأة والرجل والصغير والكبير،
حتى يقول الرجل: قد قرأنا القرآن ولا أرى الناس يتبعون، أفلا أقرأه عليهم علانية؟ قال: فيقرأه علانية فر يتبعه أحد، فيقول: قد قرأته علانية فلا أراهم يتبعوني.
فيتخذ مسجداً في داره، فيبتدع فيه قولاً ليس من كتاب الله ولا من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإياكم وما ابتدع، فإنما ابتدع ضلالة".
وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن بعده معاذ رضي الله تعالى عنه، فهاهم أكثر المحسوبين على الدعوة اليوم، والذين يُشار إليهم بالبنان، يأتون بكلام بعيد عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وهو مبني إما على الأحاديث الضعيفة والواهية، وإما مبنية على آرائهم واستحساناتهم، وهذا وذاك إما لجهل هؤلاء المذكورين، وإما أن حب التصدر والظهور غلب على حب ظهور السنة والحق، ويظنون أيضاً أن القرآن والسنة لا تكفي لوعظ الناس وتذكيرهم فيأتون بالقصص التي أكثرها كذب ليعظوا الناس، زعموا، والله المستعان.
[16] عن سعيد بن المسيب رحمه الله: "أنه رأى رجلاً يصلي بعد طلوع الفجر أكثر من ركعتين، يكثر فيها الركوع والسجود، فنهاه، فقال الرجل: يا أبا محمد يعذبني الله على الصلاة؟ قال: لا، ولكن يعذبك على خلاف السنة".
قال الشيخ الألباني رحمه الله: "وهذا من بدائع أجوبة سعيد بن المسيب رحمه الله تعالى، وهو سلاح قوي على المبتدعة الذين يستحسنون كثيراً من البدع باسم أنها ذكر وصلاة، ثم ينكرون على أهل السنة إنكار ذلك عليهم، ويتهمونهم بأنهم ينكرون الذكر والصلاة!! وهم في الحقيقة إنما ينكرون خلافهم للسنة في الذكر والصلاة ونحو ذلك".
[17] قال حسان بن عطية رحمه الله: "ما من قوم يُحدثون في دينهم بدعة إلا نزع الله من دينهم من السنة مثلها، ثم لا يعيدها عليهم إلى يوم القيامة".
فلا حول ولا قوة إلا بالله على ما يُحدثه المبتدعة في الإسلام، والله المستعان.
[18] قال الحسن البصري رحمه الله: "صاحب البدعة ما يزداد من الله اجتهاداً وصياماً وصلاة، إلا ازداد من الله بعداً".
وقال نحوه أيوب السختياني رحمه الله.