شكرا أخي العزيز خافي على مرورك الطيب ......
...>>> بكاء الحجارة <<<...
-
/
عيون هنا تدمع .... وأجساد هناك تقطع
مسلسل مرعب أمامنا على شاشات الحقيقة .. ولأول مرة دون تهوين أوغشاوة ... ودون قيود الألسن
لقد ذهبت أيام حصار الأفكار وصمت الأفواه .. رغم قسوة القضبان والحدود بطولها بين البلدان ..
ولم يبقى إلا وديان وطريق بمتاهاته .. فيه نهايات كم يصعب تجاوزها ..
فكيف الوصول عبر تلك السدود ( كحدود واتفاقيات ومصالح ) تكتم جريان نهر الغضب الشعبي ..
طفح الكيل دما ... وترنحت الجبال بقسوتها .. وتوقفت سنين الطفولة ..
حجارة تتناثر يوميا حول أنقاض البيوت المدمرة ..
تحررت من صرخات الجوع من أفواه أطفال داخل الممرات المعتمة .. وأم ثكلا .. وأب مفجوع .. وطيور السلام هاجرت ...
كانت قبل هدمها تدق بها مسامير تحمل صورة جديدة بشريط أسود .
لم يخلو منها بيت فلسطيني عربي ..
حجارة عاصرت ماقبلهم حتى سنوات الضلال والضياع وماقبل الإسلام ورسالة الرحمة ..
لكن لم تكن يوما لتبكي ..........
تنظر حولها تبحث عن أيدٍ صغيرة ناعمة لتهب نفسها لتلك السواعد الفتية ..
في وجه من قسمها أجزاء وبعثرها أشلاء ولونها بالدم ...
لكن دون جدوى أين الصور ومساميرها وأين الأطفال أو من بقي .. >> تحت الركام
هل ستنتظر مرة أخرى لتبنى بها البيوت أوليصنع ويكبر جيل جديد ..
بعد الدخان ورائحة الفوسفور الأبيض ومازالوا في حاضنات تجري في أنفاسهم .. هذا إذا كبروا ... بعيدا عن جزار لايميز بين رضيع وطفل وكهل ... بين مسجد للعبادة ومشفى للتدواي ( أصبح ثلاجة ) .. وبين مدرسة للتربية وبيت للأمان ..
أم هل سيخرج السابقون من قبورهم الحديثة بتربتها الرطبة ..
ليست وحيدة لكن ... فقط تبكي ....
أحافير وآثار ستبقى عليها وبعناوين صغيرة .. وكتب ستسطرها أحرف التاريخ بلغات أخرى
بكلمات تكتب قرب لوحات نقلها رسامون معاصرون
بريشتهم يغلب عليها اللون الأحمر القاتم
ليست تجريدية وليست تشكيلية بل حقائق مُرة .. إمتلأت مثيلاتها أدراج مكاتب الأمم المتحدة وحقوق الإنسان ..
ولا حياة لمن ........ فقط هناك قرب المقدس .. حجارة تبكي ...
تلك الحجارة من بيوت هي مصانع للشهداء .. بناها أحرار
على ماتبقى من أرض يملكونها دون مشاركة فيما تعطيه بقليله من حاكم أو مستبد ..
وذاك القليل لعله كان يكفي بعض الطعام عند الحصار .. وقد دمر أو أحرق
في شتاء لايرحم ... والبطانيات قد استنفذت .. لُفّت بها أجساد الشهداء
في ثلاجات كبيرة .. وليست فارغة كالتي في ماتبقى من بيوت صامدة لاعمل لها دون كهرباء ..
وياويح المتخاذلين .. فأين المفر من غضب الله والحساب ..
وأمهات يحملن حزنا دون صراخ
فلا حاجة ... فالكل يسمع أي أم مفجوعة ... حتى أنينها في أكبر تجمع للبشرية محاصر على الأرض
بحر من خلفهم .. حتى السمك هاجر من دنس بوارجهم الحربية ..
ومن أمامهم عدو الله بأجساد عفنة بدون قلب تحمل عروقها سمّا .. يغذي أياديهم المجرمة .. لتحرك آلات الدمار
والهدف ( دم ولحم ) بسهولة الضغط على الزناد ودقة التصويب فلا مجال للخطأ..والحجة محاربة خوفهم .. وممن في الحقيقة ( شباب المستقبل ) ...!!
وارواح وهبت نفسها لله والوطن ..
أجساد مرصوصة لها في أفواهها كلمة التوحيد لم يفرقها ولم يكتمها ساطور جلاد لاقبل الذبح ولا بعده
حتى الدموع بقيت لما تبقى من أجساد حية صامدة ... جفت ينابيعها من قلة الماء وكثرة الدماء ..
فالمشهد يتكرر يوميا وكل ساعة أمام الأعين
والأحاسيس سخرت فقط لمن تبقى مقاوما .. لإحياء كلمة الله والثأر والمقاومة واستطعام الحرية
لاهدف آخر للعيش من أجله
فالعروبة أصبحت إسما بدون جسد
كانت تتردد في كتب إحترقت تحت أنقاض المدارس
وتفاصيل صفحات التاريخ الحديثة لاتنقصها الواقعية
حيث يختفي في طياتها ماكان يجب أن يكملها بمنحى آخر قبل أن تكتب
ليفخر أي جيل قادم في قراءتها دون خجل أو دمعة يأس
تلك الخفايا .. لبعض أصحاب مواقف وقرار (( خفايا أم ظاهرة .. لقد خانني التعبير .. عذرا من القارئ ..!! ))
يقفون في أيامنا موقف الحكم بعد أن كانوا في لعبة الحياة ...
ليس في جعبتهم إلا بطاقات صفراء للتنديد
والبعض ..خضراء للموافقة خلف ستار الخوف على المصلحة الشخصية والأقربون
مع غياب الحمراء .. فغيرهم قد وضعها على جبينه من دماء أطفاله .. ليقول …..لا
أما نحن فنرى أمامنا .. وما يفصلنا عما نراه .. قضبان وقضبان ... قالوا مع مر السنين سوف تصدأ وتنهار
صحيح صنعها الغرب بأيادي عربية لسجن أفكارنا قبل أن تصبح أفعال لكن ما زلنا نحلل ( فقط ..!! ) مانراه من خلفها ..
فكل شئ واضح .. ليس كالسابق
ماذا ننتظر ... هل ليضمر الفعل بعد غليان الدم العربي على نار أججتها النخوة بعد غياب ..
أم ستخبو تلك النار .. ( لايوجد غاز ...الغاز مخصص للتصدير لإسرائيل فقط ... !!! )
أم نحتاج وقتا ليعود ويحركنا شئء آخر ( ينقصنا .. ينقصنا .. ينقصنا ..)
قبل أن نعود إلى مستشفى المجانين.. وإبرة تخدير كافية كل فترة .. قنوات فضائية خليعة وفيديو كليب... برامج مسخرة
جديد الموضى ... جديد الموبايلات ... جديد السيارات .. أحدث الأفلام الأمريكية اليهودية في السينما وتشتيت الأفكار والتحكم بأفكار الشباب الصاعد .. وتغيير الهوية العربية حتى في التداول والأحاديث أو مايسمونها الحداثة ...
بإنتظار الموت على أسرة
لاتحمل إلا الأجساد عديمة الحركة الممددة الخاوية ( الوجدان - الضمير ... الخ ) ...
وغير نا .. أهلنا إخواننا في ديننا ... لم يروا الأمان والسلام منذ أعوام ....
أما آن الأوان ..
... وتوقفت ريشة الفنان بانتهاء الصورة ..لعدم اكتمال النصاب .. فالنداء كان واضحا أنت معنا أم معهم ..!!
أم هناك مصطلح جديد يسمى الحيادية ... ؟؟
ستُرسم صورة أخرى في كل الأحوال حتى لو من خيال فنان...! فمن يمنعه وقت إذن .....فهو خيال لاأكثر ..
,,,,,,,,,,,,