( 6 )
Nike adjusting her sandal
410 B.C
هذه المنحوتة الرخامية الرائعة، والموجودة في متحف ( الآكروبولس ) في ( آثينا )، تصورُ الإلهة اليونانيية ( نايكي )، إلهة النصر في المعارك.
اختلفت ( نايكي ) عن بقية الآلهة اليونانيية بقدرتِها على الإمتزاج بهم. كانت تصوّرُ على شكلِ مخلوقةٍ محلقة على كتفِ إلهٍ آخر، أو مختبئةً خلفَ ثيابه. ولكن كانت لها القدرةُ أيضاً على التداخلِ مع الإلهةِ ( آثينا ) -إلهة المعارك- ، وعندَها تفقدُ ( نايكي أجنحتها ). من أشهرِ المنحوتاتِ التي تصورها كرمزٍ للانتصار، ذاكَ الموجود في متحف ( اللوفر ) والذي يُدعى: ( Winged Victory of Samothrace ):
إلاّ أن منحوتتنا التي أتكلمُ عنها هنا، والمدعوة ( نايكي تصلحُ صندلَها ) تتميزُ عن الثانية بالحركة المحبوسة وسطَ الرخام. عندما تنظرُ إلى المنحوتة، تحسُ أن ( نايكي ) سترفعُ رجلَها مباشرة، أو تحني ظهرها، رغمَ أنَّ هذه الحركة الانسيابية الرشيقة تتنافى مع جمودِ وستاتيكية الصخر.
نقطةٌ أخرى مثيرة للإعجاب في هذه المنحوتة، هي قدرةُ النحاتِ العجيبة على تحويلِ الرخام والصخر إلى غِلالةٍ رقيقة ترتديها ( نايكي )، بالكادِ تفلحُ في حجبِ ملامحِ جسدِ ( نايكي ) وتفاصيلها.
هذه القدرة العجيبة على إيداع الحركة وسط الحجر، وإضافة خاصية الشفافية إليه، مع أنَّ كلتي الصفتين تتنافيان مع طبيعة وخواصِ الحجر، هما في نظري سرّا تميزِ وخلود هذه المنحوتة.
Graham Dean - Night Smimming (watercolour) - 2000
(16)
Graham Dean - Ember 2 (watercolour) - 2001
francisco de goya: the dog
لا أدري ماذا كان يقصد الرسام العظيم "جويا" عندما رسم اللوحة! هذه اللوحة من أحب اللوحات إلى قلبي ولا أعرف السبب بالتحديد! تصور هذه اللوحة رأسَ كلبٍ غارقٍ بما يظهر أنه رمال متحركة. رغم أنّ هذه اللوحة عن الكلب، إلا أنه لا يشغل من حيزها إلا جزءاً بسيطاً جداً، وهو أسلوب اتبعه "جويا" لتأكيد الوحدة القاتلة التي يشعر بها الكلب/ جويا. كم أحب هذا اللوحة!
Johannes Vermeer: The Girl with a Pearl Earring
هذه اللوحة تظل أشهر لوحات الفنان ( يوهانس فيرميير ) وأكثرها إثارةً للأسئلة.
أكثر هذه الأسئلة إثارةً هو: "من هيَ الفتاة صاحبة القرط اللؤلؤي المرسومة في اللوحة"؟
صدر كثيرٌ من التكهنات لمعرفةِ سرِّ هذه الفتاة، فهناكَ من قال أنها ( ماريا فيرميير ) ابنة الفنان ( فيرميير )، إذ لا يمكنُ إلا لأبٍ أي يرسم بهذا النقاء والحب. هناكَ من قالَ أنها ( ماجدالينا فان روجفين )، ابنة ممول ( فيرميير ) الرئيسي، والذي كان يشتري منه اللوحات.
إلاّ أنَّ أكثر النظريات إثارة هي تلك النظرية التي طرحتها الروائية ( تراسي تشيفاليير )، إذ تخيلت أن الفتاة هي خادمةٌ تُدعى ( جريت) عملت في منزلِ ( فيرميير )، قامت بينها وبين الفنان علاقة غرامية، يشوبها حبهما للفن، ونظرتهما المشتركة للعالم.
فرغتُ بالأمسِ من مشاهدة الفيلم الذي أُخرجَ بناءاً على هذه الرواية. الفيلم كانَ تحفةٌ فنية في تصويره و قصته و موسيقاه، ولكنَّ الأجمل يظلُ فيه صورةُ هذه الفتاةِ ذاتِ القرط اللؤلؤي.
منقول من مواضيع "علي الزيبق"