نوح والنملة
قد ود نوح أن يباسط قومه=فدعا إليه معاشر الحيوان
وأشار أن يلي السفينة قائد=منهم يكون من النهى بمكان
فتقدم الليث الرفيع جلاله=وتعرض الفيل االفخيم الشان
وتلاهما باقي السباع ، وكلهم=خروا لهيبته إلى الأذقان
حتى إذا حيوا المؤيد بالهدى=ودعوا بطول العز و الإمكان
سبقتهم لخطاب نوح نملة=كانت هناك بجانب الأردان
قالت: نبي الله أرضي فارس=وأنا يقينا فارس الميدان
سأدير دفتها وأحمي أهلها=وأقودها في عصمة وأمان
ضحك النبي وقال: إن سفينتي=لهي الحياة ، وأنت كالإنسان
كل الفضائل والعظائم عنده=هو أوّل ، والغير فيها الثاني
ويود لو ساس الزمان ، وما له=بأقل أشغال الزمان يَدان