بعدما نجح فلورنتينو بيريز، رئيس ريال مدريد، في ضم النجم الإنجليزي الشهير ديفيد بيكهام إلى صفوف " البيت الأبيض "، تقافزت أسئلة كثيرة في ذهني متسائلة عن مدى نجاح الصفقة أو فشلها..
صحيح أن الوقت لا زال مبكرا جدا على طرح مثل بعض هذه التساؤلات، إلا أنها تبقى ضرورية حتما لتحديد مدى قدرة الريال على استيعاب نجمه الجديد..
إليكم آرائي وتحليلاتي ومتابعاتي المتواضعة بشأن الصفقة الأكثر دويا في الموسم الحالي:
بيكهام، والمان: قصة هذا الزمان:
ديفيد روبرت بيكهام، اسم كروي إنجليزي لامع، بل أكثر الاسماء الإنجليزية لمعانا في عصره..
قصة جميلة للاعب ترعرع ونشأ في أحضان نادي عظيم اسمه مانشستر يونايتد، ومن خلاله أضحى اسم بيكهام الاسم الأشهر في عالم المستديرة الصغيرة..
حكاية بيكهام مع المان يونايتد تعود جذورها إلى زمن بعيد، إلى الزمن الذي كان فيه بيكهام لا يزال طفلا في المدرسة، ورغم عيشه في لندن إلا أن عشقه عرف لونا واحدا، لون مانشستر يونايتد الأحمر القاني، ولا شك أن لوالديه الأثر الأكبر في ذلك وخصوصا والده تيد..
مواهب هذا الفتى دفعت أندية كثيرة لضمه رغم كونه لا يزال على مقاعد الدراسة، ورغم العروض المغرية التي أتته وخصوصا من توتنهام هوتسبير إلا أن بيكهام رفضها جميعا على أمل أن يأتيه عرض من النادي الذي طالما حلم يوما باللعب في صفوفه، وفعلا لم يطل انتظار بيكهام لينضم إلى فريق " الشياطين الحمر"، ويوقع على كشوفاته في سن ال17 من عمره عام 1992..
وهكذا تتوالى فصول الحكاية مع بيكهام في مانشستر يونايتد، وشيئا فشيئا بدأ يرتقي سلم النجاح في مختلف فرق النادي السنية محققا معهم نجاحات مذهلة، قبل أن يلعب أخيرا في صفوف الفريق الأول عندما كان في ال20 من عمره..
كان هذا في موسم 1995/1996 ومنذ ذلك الحين وحتى نهاية موسم 2002/2003 حلق بيكهام مع زملائه النجوم بفريق المان ليحقق إنجازات هائلة منها لقب الدوري البريميير ليج 6 مرات ولقب الكأس الإنجليزية مرتين بالإضافة لأهم ألقابه دوري أبطال أوروبا وكأس الانتركونتننتال عام 1999..
أما بيكهام فحقق أيضا لنفسه شهرة شخصية كبيرة، فبات أهم وأشهر رجل في الجزر البريطانية، وإنجازاته الكبيرة مع المان ومع انجلترا، بالإضافة لحياته الشخصية الصاخبة كانتا السبب الأكبر في ذلك..
إلى الآن، لا زلنا نتكلم عن بيكهام عاشق المان، وأحد أكثر لاعبيها رفضا لإغراءات ضمه من فرق عالمية أخرى، لاعب عرف به المان، وعرف بيكهام به، فلماذا إذا يرحل عن المان وهو عشقه الأبدي؟
سؤال طرحته جماهير المان بكل حسرة، سؤال لم يتخيل أحد من قبل أن يجرؤ حتى على التفكير به..
ولكن كان على بيكهام الرحيل، رغم كل المحاولات التي حاول البعض بها ثنيه عن هذا القرار المؤلم..
بيكهام في الريال، والدوافع التي صاحبت الانتقال:
عندما يأتي الحديث عن المان، نتذكر جميعا وللوهلة الأولى اسم الرجل الذي صنع من هذا الفريق أسطورة في عالم البريميير ليج..
السير أليكس فيرجسون، المدرب الاسكتلندي المغمور الذي تولى مقاليد الحكم في مانشستر يونايتد عام 1986 في مسعى من إدارة الفريق آنذاك للرجوع مجددا لعهد البطولات التي بقيت حكرا لمدة غير يسيرة على أندية ليفربول وأرسنال وايفرتون وأستون فيلا..
سنواته الأولى كانت أشبه بالجحيم، ورغم التحسن الذي طرأ على الفريق إلا أنه بقي بعيدا عن تحقيق لقب طوال سنين ثلاث..
وفي الوقت الذي بدا فيه إدارة المان تعد عدتها لتسمية المدرب الجديد، حقق فيرجسون لقب الكأس عام 1989 وبعدها كرت السبحة وتتالت البطولات، ليصبح بحق وحقيقة " صائد البطولات "..
لم يكن فيرجسون فقط مدربا تكتيكيا بارعا، بل وأيضا شخصا خبيرا ومتمرسا في صناعة النجوم الشباب ومن بين هؤلاء بطل قصتنا ديفيد بيكهام..
ولكن يبدو أن الشعبية الهائلة التي اكتسبها بيكهام دفعت مدربه إلى ما أشبه بالجنون، ولأول مرة ربما يجد الغيرة طريقه إلى قلب فيرجسون..
هذه الغيرة كانت بداية الشرارة لفتور العلاقة بين فيرجسون وبين النجم الذي كان يعتبره بمثابة أباه الروحي، وسرعان ما ظهرت هذه المضاربة على الساحة وفي أكثر من مناسبة منها:
1- عندما لم يحضر بيكهام احدى الحصص التدريبية بحجة رعاية ابنه بروكلين، فعاقبه فيرجسون بعدم اشراكه في المباراة التالية..
2- عندما ركل فيرجسون حذاء كرة قدم بعد خروجه من بطولة الكأس فأصابت بالخطأ وجه بيكهام، والذي أصر على اعتذار المدرب منه، ولكن فيرجسون العنيد رفض ذلك طبعا..
3- توبيخ فيرجسون لبيكهام بسبب قصة شعره الجديدة والتي استعمل فيها مثبت شعر خاص كتلك المخصصة للبنات رغم أن هذا ليس من شأنه، والمضحك أكثر أنه لم يوبخ فورلان رغم أنه لا زال مستمرا إلى الآن على نفس هذه القصة..
4- مسارعة فيرجسون بإعلانه النية لضم رونالدينيو ولاعبين آخرين، مع عدم مبالاة بحال بيكهام بل وإظهاره رغبة شديدة في بيعه..
عندها عرف بيكهام أنه لم يعد مرغوبا به في المان، فآثر الرحيل خصوصا مع تزايد العروض المغرية لشرائه..
إذا تدهور علاقة بيكهام مع فيرجسون كان السبب الرئيس الذي دفع ببيكهام للرحيل من أولد ترافولد، ولكنه قطعا لم يكن السبب الوحيد..
فرغبة بيكهام الشخصية في الاحتراف خارج أسوار انجترا كانت أيضا من أهم الأسباب التي حثته للرحيل عن مانشستر..
كما أن الفرصة الذهبية التي أتيحت له للانضمام لتشكيلة فريق يعد حسابيا الأقوى بين جميع الأندية بالتأكيد كان لها مفعول السحر في عزم بيكهام للرحيل إلى الريال..
كواليس الانتقال إلى مدريد:
يا لها من حبكة درامية مثيرة تلك التي راجت حول بيكهام لمدة تزيد عن شهر حتى استقر أخيرا في صفوف ريال مدريد..
بدأت الحبكة مع عزم خوان لابورتا، مرشح الرئاسة لنادي برشلونة (ورئيسها المتوج مؤخرا)، في ضم بيكهام لتشكيلة فريقه الساعي لإعادة أمجاده..
إذا بيكهام كان بالنسبة للابورتا ورقة انتخابية، ولكنه أيضا كان يشكل بالنسبة للبرشلونيين تحديدا خير بديل لنجمهم المغضوب عليه لويس فيغو الذي رحل لغريمهم الريال قبل بضعة سنوات..
ولكن مع فشل برشلونة في التأهل لدوري الأبطال الأوروبي، واستمرار تخبطه المالي والإداري الكبير في السنوات القليلة الماضية، لم يعد بيكهام منطقيا يرغب في الرحيل إلى نوكامب..
وزاد الطين بلة، أن لابورتا كان قد أبرم صفقة مبدئية مع إدارة المان وليس اللاعب نفسه، وراح يعلن بكل قوة وفي كل مرة أن بيكهام برشلوني والمسألة مسألة وقت لا أكثر..
في هذه الأثناء دخل فلورنتينو بيريز المغرم بالنجوم ساحة المعركة للظفر ببيكهام، ليضيفه لتشكيلة ال5 نجوم التي يمتلكها في نادي ريال مدريد..
وساعده على ذلك، إجرائه محادثات مثمرة سرية مع بيكهام ووكلائه منذ شهر نيسان/أبريل الفائت، والتي توضح له فيها رغبة بيكهام الفعلية بالإنضمام لصفوف الفريق الملكي..
وفجأة، بينما كانت المنافسة على أشدها للظفر ببيكهام بين قطبي اسبانيا، دخل الميلان بطل أوروبا على الخط وأعلن رغبته أيضا للظفر بالنجم الإنجليزي الشهير، ولو بمحاولة على استحياء مقارنة مع الناديين السابقين..
ولكن في النهاية فرض المنطق نفسه، وكانت سياسة بيريز السبب الرئيس لضم بيكهام لصفوف الريال..
فلونتينو بيريز والسياسة الناجحة:
منذ تسلمه دفة قيادة النادي الأكبر في العالم، وفلورنتينو بيريز يظهر يوما بعد يوم أنه خير رئيس لرئاسة ريال مدريد..
وقصص نجاح هذا الرجل تدعونا فعلا للتأمل فيه، فبفضل حنكته الإدارية الفذة وحسن إدارته ورعايته على مصالح النادي الملكي، عاد الريال ليسود الساحة الكروية الاسبانية والأوروبية والعالمية بشكل قوي أعادت لنا الأذهان لأجيال الخمسينات والستينات..
وبعيدا عن الريال، نذكر أن بيريز رجل أعمال ناجح جدا، وخصوصا في المشاريع الهندسية، ولا شك أن خبرته الكبيرة في هذا الميدان أهله بجدارة لتولي زمام أمور أنجح الأندية الاسبانية والأوروبية..
نرجع للريال وما نجح فيه بيريز خلال سنواته ال4 في رئاسة النادي..
البداية، كانت في فترة الترشح لرئاسة نادي القلعة البيضاء، عندما فجر قنبلة مدوية بإعلانه ضم أحد أبرز النجوم آنذاك لويس فيغو من غريمهم التقليدي برشلونة في حال نيله شرف الرئاسة..
ومع تحقق وعده، الذي بدا مستحيلا، صار اسم فلورنتينو بيريز اسما لامعا في دنيا كرة القدم..
لويس فيغو في عامه الأول مع الريال بعد الصفقة القياسية التي أبرمت معه أثبت صدق حدس بيريز، وأنه فعلا احسن الاختيار..
فالنجم البرتغالي الكبير حقق حلم عشاق الريال بمعانقة لقب الدوري بعد غياب طويل، وعلى الصعيد الفردي حقق لنفسه لقب الكرة الذهبية كأفضل لاعب في العالم..
وهكذا مضى الموسم الأول بنجاح، لتأتي المفاجأة المدوية في الموسم التالي..
كثيرون جدا استهجنوا مجرد تفكير بيريز بضم نجم الكرة الفرنسية زين الدين زيدان، خصوصا وأن زيدان كان فعلا في أوج عطائه مع ناديه الإيطالي يوفنتوس..
ولكن بيريز كان لا يأبه إلا بضم الأسطورة الفرنسية، وفعلا بعد شد وجذب أعلن أخيرا عن وصول زيدان للريال في صفقة قياسية تاريخية تعد الأكبر حتى هذه الساعة..
زيدان أتى للريال مع حلم بتحقيق اللقب الوحيد الذي يخلو منه سجله، بطولة الشامبيونز ليج..
ومنذ حطت أقدامه أرض سانتياجو برنابيو والجميع يتلهف لرؤيته، فبوجوده صار للريال نكهة جديدة، نكهة متعة كرة القدم التي تصل لأقصى معانيها عندما تداعب الكرة قدمي النجم الفرنسي الكبير..
ومع نهاية الموسم، تحقق الحلم بلقب الشامبيونز ليج، الأول لزيدان والتاسع بالتخصص لريال مدريد..
وها نحن نطل على الموسم الثالث لبيريز، موسم 2002/2003 الحالي..
وكالعادة، يحقق بيريز صفقة مدوية جديدة في عالم المستديرة الصغيرة..
الدور الآن كان على " الفينومينو " رونالدو، نجم مونديال 2002 والعائد بعد طول غياب لمستويات الإبداع والتألق..
وبنفس السياسة التي انتهجها قبلا مع زيدان، سياسة المباغتة والصبر، فاجأ بيريز الجميع بمن فيهم رونالدو نفسه ليضمه أخيرا إلى تشكيلة الفريق الملكي الاسباني..
ورغم الانتقادات اللاذعة التي واجهها رونالدو خلال هذا الموسم، إلا أنه وعلى غرار فيغو وزيدان أثبت أنه نجم أحسن بيريز في صقلها وضمها لصفوف فريقه..
رونالدو أحرز في موسمه الأول لقب الانتركونتننتال على حساب أولمبيا الباراجوياني (2/0) مع لقب نجم اللقاء وصاحب الهدف الأول فيها..
وأحرز أيضا 6 أهداف في مشوار الفريق في الشامبيونز ليج والتي خرج فيها الفريق من دورها قبل النهائي..
ولكن الأهم إحرازه 23 هدفا في الليغا الاسبانية أهلت الريال لتحقيق لقبه ال29، ولرونالدو لقب وصيف الهدافين خلف الهولندي روي ماكاي صاحب ال29 هدفا..
وقبل أن تبدأ أحداث الموسم القادم، سبق بيريز الجميع مجددا بظفره بالنجم الإنجليزي ديفيد بيكهام، وربما أيضا يلحق به رونالدينيو ليصبح فريق الريال فريق ال7 نجوم ..
بيكهام في الريال، الواقع والمتوقع:
ضم ريال مدريد لبيكهام طرحت مسألة هامة في كواليس الكرة المستديرة:
هل الريال حقا بحاجة لهذه الصفقة؟
السؤال له منطقيته خصوصا وأن بيكهام وفيغو يلعبان في جهة واحدة على الفيلق الأيمن تحديدا، ومن الصعب رؤية أحدهما في مكان آخر..
ولكن مع تراجع أداء فيغو كثيرا وكبره في السن، يبدو أن فرص بيكهام بالنجاح مع الريال ستزداد وخصوصا في المستقبل..
وبكل الأحوال، يعتبر بيكهام حسابيا النجم التسويقي رقم 1 في عالم الكرة، ولعل هذا تحديدا هو ما دفع الريال للتعاقد معه..
فمع بيكهام ستزداد أسهم الريال ارتفاعا، ولا سيما في شرق آسيا حيث يحظى النجم الإنجليزي بشعبية هائلة..
ولكن يبقى السؤال..
ما مدى قدرة بيكهام فعلا على مواكبة الكرة الاسبانية؟
صحيح أن بيكهام يمتلك مؤهلات رائعة وتحديدا في تمريراته الدقيقة وركلاته الحرة الناجحة، إلا أن النجاح في عالم الليغا يتطلب من بيكهام شروطا عدة أخرى أبرزها:
1- اللياقة البدنية العالية، وهو مجال يتذبذب فيه بيكهام بين حين وآخر، فتارة يكون في القمة وتارة يكون في القاع..
2- القدرة الدفاعية الجيدة، وهو أمر لم يعتاده بيكهام لا مع المان ولا مع انجلترا..
3- القدرة على تغيير وتلوين أساليب لعبه، ولعل في تراجع مستوى فيغو خير مثال على هذا بعدما باتت تحركاته شبه محفوظة من جميع الخصوم..
وفي حال نجح بيكهام في هذا، فإن نجاحه سيكون مضمونا بالتأكيد في ريال مدريد..
هل تستمر الأسطورة؟
والحديث له جانبان، أولهما مع المان والثاني مع الريال..
مانشستر يونايتد:
كثيرون يعتبرون أن بيع بيكهام يعتبر نهاية لحقبة نجاح المان مع البطولات، نظرا للأهمية الكبرى التي كان يمثلها بيكهام في مانشستر يونايتد، ومن أهم هؤلاء المنادين بذلك الفرنسي أرسين فينغر، مدرب الأرسنال منافس المان الأبرز في السنوات الأخيرة..
ولكن من جهة أخرى فإن بيع بيكهام قد يكون ذا مردود إيجابي جدا على فريق مانشستر يونايتد الذي لم يعد الفريق المسيطر إنجليزيا كما كان في منتصف تسعينيات القرن الماضي..
ببيعه لبيكهام، يكون فيرجسون قد وضع حدا لتأثيرات تدهور العلاقة بينه وبين بيكهام، وفي الوقت نفسه يكون قد جمع المال اللازم لإعادة تعزيز الفريق بنجوم كبار كالبرازيلي الرائع رونالدينيو والأسترالي الخطير هاري كيويل والبرتغالي اليافع كواريزما (خليفة فيغو) ..
ومع وجود نجومه الحاليين وأبرزهم نستلروي وسكولز وفرديناند وسيلفستير، سيكون المان كعادته منافسا خطيرا في انجلترا وأوروبا خصوصا إذا ما رجع غيغز وفيرون وكين إلى سابق تميزهم وتألقهم
فهل سينجح فيرجسون في إعادة شحن فريقه للمستقبل؟ أم تكون صفقة بيكهام بداية لنهاية الرواية الجميلة التي نسج فصولها طوال 15 سنة مع المان؟
ريال مدريد:
قد يبدو التساؤل ساذجا عما إذا كان وجود بيكهام بداية لانتهاء فصول نجاح الريال في السنين القليلة الماضية..
ولكن الحقيقة أنه مع ضم بيكهام، ربما يحدث تصدع كبير في أوصال الريال بشكل قد يعجز حتى بيريز وفالدانو على السيطرة عليه..
فلاعبو الريال لم يعودوا يرغبون برؤية نجم جديد يأخذ مكان زميلهم السابق رغم أنه قد يكون مبدعا في مكانه..
ولعل الفتور الذي قابل به البعض ضم بيكهام دليلا في ذلك..
فغوتي مثلا أعلن أنه سيرحل في حال ضم بيكهام..
أما سالجادو فاستهجن عملية الانتقال وخصوصا مع تركيز الفريق على المراحل الحاسمة من بطولة الموسم..
وأما هلغليرا، فرحب بمضض ببيكهام محذرا إياه من صعوبات اللعب مع الريال..
ومع الأخذ بالاعتبار ما حصل من قبل لمورينتيس وماكمانمان وسافيو بعد ضم رونالدو وفيغو وسولاري على التوالي، يتضح فعلا أن التشقق أمر قد يحدث حتى لو كان الفريق فريق 6 نجوم، بل لعل ذلك أقرب للحدوث في فريق كهذا لا في فريق مغمور..
وهناك أيضا الظلم وعدم التقدير الذي يلحق بالبعض، كماكليلي وهلغليرا الأقل راتبا وصيتا عن فيغو وراؤول وهييرو، رغم كونهم أكثر منهم ثباتا وعطاء في المستوى..
ولا ننس أيضا مشاكل الفريق الدفاعية، والتي كشفت بحدة خلال الموسم الجاري وكانت سبب خروجه من بطولة الشامبيونز ليج..
فكيف بفريق خسر من مايوركا (1/5) ومن اليوفي (1/3) ومن سوسيداد (1/4) ألا ينتبه لضم نجوم قادرين على سد نقصه في دفاعه المتهلهل؟
هييرو كبر وبات قريبا من الاعتزال، وسالجادو رغم جهده الوافر ليس المدافع الأنسب للريال، وكذلك بافون الذي لا زال عليه أن يتعلم الكثير ليكون قادرا على سد مكان هييرو..
ورغم أن راؤول برافو قادر على صد مكان روبرتو كارلوس مستقبلا، إلا أن الخطر فعلا يحدق بدفاع الريال الذي لا يبرز فيه حاليا إلا الكبير المظلوم ايفان هلغليرا..
فهل سيكتفي الريال بضم النجوم، وترك نجومه المهملين في دكة الإحتياط، وعدم تعزيزه لمدافعين متميزين؟
إن كان كذلك، فصدقوني سيصير الريال نسخة مكررة لما حدث لبرشلونة في السنين الأربع الماضية..
والأيام قادمة، لتثبت إن كان بيريز سينتبه لهذا أم لا..
شكرا للقراءة، وأرجو أن تنال إعجابكم