بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, الرحمن الرحيم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير, والحمد له كل الحمد على نعمة الإسلام والصلاة والسلام على خير الأنام نبينا ورسولنا وحبيبنا وقائدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين,
أختي في الله كم أبكتني كلماتك... كم نحن مقصرون في حقه !
والله , إن الله لأرحم وألطف بنا من أمهاتنا....
رحمان رحيم , غفور ودود , عفو يحب العفو....
إن سألته استجاب لك , وإن استعذت به أعاذك..
وبعد كل ذلك , نعصيه....فنستغفر, فيصفح !
ونتوب فيفرح !
فنعصيه مرات .... فيمهل.
ونتوب إليه مرة..... فيقبل!
الله أكبر ما أحقرنا...
الله أكبر يا ويلتنا إن كان لنا رب سواه.
إن للمعصية ظلمة , تصيب صاحب المعصية فتطبع على قلبه مرة بعد مرة , حتى يتكون الران على القلب { كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون } فيصبح القلب كالصخرة لا يعرف حلالا ولا ينكر حراما, بل والله إن بعض الصخور أرق من بعض القلوب الغافلة أعاذني الله وإياكم أن تكون قلوبنا مثلها.
حبيتي هل تحبين الله؟!؟!؟
وكيف تعصيينه إذن؟ لأنَّ الحبَّ لا يكون لفظاً وادِّعاء، بل طاعة الحبيب والخوف من غضبه، وإلا ستكون كما قال أحدهم:
تعصي الإله وأنت تُظهِر حبَّه....... هذا لعمري في القياس بديعُ
لو كان حبُّك صادقاً لأطـعته....... إنَّ المحبَّ لمن يُحِبُّ مُطِيع
فهل ترضين منِّ أحبائك من صديقات أن يخالفوك و يغضبوك مع حبِّهم لك؟.. ستتَّهمينهم عند ذلك بالنفاق والكذب.. فما بالك إن خالفت وعصيت خالقك ورازقك ومُوجِدك من العدم..
أنَّ الصلاة أوَّل ما يُحاسَب عليه العبد يوم القيامة، فإذا صلحت صلح سائر عمله وإذا فسدت فسد سائر عمله.
والصلة مع الله حقٌّ وواجب، كما صلتك مع مع طالباتك و أهلك ومجتمعك، فإذا كنت تقرين وتؤدين حقوق الآخرين من البشر، فحقُّ الله أولى بتأديته وهو الذي أعطاك نِعَماً كثيرةً لا تُقَارن بمطلق إنسانٍ له حقٌّ عليك، وأدنى درجات الواجبات تجاه خالقك هي تأدية العبوديَّة له: "وما خلقت الجنَّ والإنس إلا ليعبدون".
و أنت حبيبتي
خَرَجْتَ من ظلمة الرحم ، إلى نور الحياة ..
ومن دفء حضن الأم ، إلى صقيع تدافعه وتتفاداه ..
فاعلم أنه أينما كنت .. وحيثما ذهبت قدماك ..
فأنت في بلاء ..
نعم ، لقد أتيت إلى دنياك لتبتلى فيها .. لتختبر ..
ليعرف الله ما تصنعه بك .. أو ما ستصنعه بها ..
هل ستقودها .. أم هي تحركك ؟
هل ستعلوها .. أم هي تركبك ؟
هل ستتقاذفك أمواج أعاصيرها .. أم ترتفع شراعك فوقها ؟
تذكر أن الجنة غالية ..
" وما يلقاها إلا الذين صبروا * وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم "
صبروا على بلائهم .. واحتملوه ..
لم تحركهم مصائبهم عن أماكنهم .. ولم توهن عزائمهم ..
فاستعن بالله.. ملاذ الخائفين .. ومأوى الضائعين ..
استعن بالله.. فإنه قريب .. مجيب المحتاجين ..
استعن بالله.. ما أجملها كلمة .. وما أخلصها نصيحة ..
استعن بالله.. ما أحلاها مناجاة .. وقت ليل في صلاة ..
استعن بالله..
نعم ..
ومن يعينك سواه ..
" اللهم فاطر السماوات والأرض ، عالم الغيب والشهادة ، لا إله إلا أنت ، رب كل شيء ومليكه ، أعوذ بك من شر نفسي ، ومن شر الشيطان وشركه ، وأن أقترف على نفسي سوءا أو أجره على مسلم "
"اللهم اقسم لي من خشيتك ما تحول به بيني وبين معصيتك"