يقول ابن القيم في كتاب (طريق الهجرتين)
هاهنا دقيقة قل من يتفطن لها إلا فقيه في هذا الشان وهي أن كل تائب لابد له في أول توبته من عصرة وضغطة في قلبه ..
من هم أوغم أوضيق أو حزن . ولو لم يكن إلا تألمه بفراق محبوبه ..
فقد كانت الذنوب محبوباته ..أنيسته في وحشته ..فعندما يتوب سوف يفقد هذا الأنيس سوف يفقد أشياء كان يحبها ..
سيتألم لفراق عيوبه التي لازمته ردحاً من الزمان ..فينضغط قلبه ..وينعصر لذلك ..ويضيق صدره .فأكثر الخلق يتوبون..ثم ينكثون على أعقابهم ..
ويعودن إلى المعاصي لأجل هذه المحبة للمعاصي ..
والعالم الموفق يعلم أن الفرحة والسرور واللذة الحاصلة عقيب التوبة ، تكون على قدر هذه العصرة .. فكلما كانت العصرة أقوى وأشد ..كانت الفرحة اللذة أكمل وأتم فإذا صبر على هذه العصرة قليلاً ..أفضت به إلى رياض الأنس وجنات الانشراح وإن لم يصبر انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ..ذلك هو الخسران المبين..
وما أحلاها لحظات التوبة الصادقة إلى الله عزوجل .. تعتريها دموع الندم والحسرة على مافرطنا في جنب الله .
... نسأل الله عزوجل أن يرزقنا
عيناً دامعا ... وقلباً خاشعا ... ودعوة مستجاب لها