بعد 16 عاماً ثأرت انجلترا من يد مارادونا وفازت على الأرجنتين في معركة المونديال بهدف مقابل للاشيء سجله ديفيد بيكهام في الدقيقة 44 من ضربة جزاء احتسبها الحكم الإيطالي بيرلويجي كولينا نتيجة عرقلة مايكل أوين من ماوريسيو بوكوتينو·
وبهذا الفوز رفعت انجلترا رصيدها الى أربع نقاط وتقاسمت الصدارة مع السويد واقتربت من التأهل حيث ستلعب مباراتها الأخيرة مع نيجيريا التي ودعت البطولة اليوم بخسارتها أمام السويد·
وقدم الانجليز عرضاً رائعاً في الشوط الأول واعتمدوا على الكرات الطويلة من الخلف الى الأمام وأصاب مايكل أوين الدفاع الأرجنتيني بالإزعاج وكاد يسجل هدفاً آخر إلا أن القائم تصدى للكرة التي سددها في منتصف الشوط الأول·
وأجرى المنتخب الأرجنتيني عدة تغييرات في الشوط الثاني وأخرج المدرب باتيستوتا وكيللي جونزاليس وخوان سبستيان فيرون لتزداد الفاعلية الهجومية ويحاصروا الانجليز في منتصف ملعبهم في الشوط الثاني إلا أنهم فشلوا في هز شباك ديفيد سيمان· وبذلك تكون انجلترا قد ثأرت من الأرجنتين التي فازت في آخر لقاءين جمع بينهما في كأس العالم عام 1986 عندما سجل مارادونا هدفين، الأول بيده وقبل أربع سنوات فازت الأرجنتين أيضاً بركلات الترجيح بعد التعادل 2/2 وشهدت هذه المباراة طرد ديفيد بيكهام·
لأنها مباراة ليست مثل أي مباراة أخرى بالمونديال ووصفت بـ أم المعارك فقد ظهر واضحاً منذ البداية ان كل فريق يلعب بحذر شديد وهناك توازن ما بين الدفاع والهجوم·· فالانجليز خسروا نقطتين من مباراتهم الأولى بالتعادل مع السويد 1/1 ولا يتحملون أية خسائر أخرى لأن ذلك سيعني صعوبة الموقف، ولذلك لعب السويدي زفين جوران أريكسون بطريقته المعتادة 4/4/2 وأدخل عدة تعديلات في التشكيلة عن المباراة الأولى أمام السويد، حيث أشرك نيكي بات في خط الوسط بجوار بول سكولز وهار جريفز وديفيد بيكهام وترك في الأمام ايميل هيسكي ومايكل أوين، وهذا يعني أن أريكسون كان حذراً في اختياراته لأنه لم يشرك داريو فاسيل مهاجم استون فيلا الذي لعب المباراة الأولى بجوار أوين في الهجوم بينما كان ايميل هيسكي في خط الوسط·
وفي المقابل لعب بيلسيا مدرب الأرجنتين بطريقة 3/5/2 أو 3/3/1/3 حيث يوجد في الدفاع بوكتينو وصامويل ودييجو بلاتنيسي وأمامهم في الوسط زانتي وديجو سيموني وخوان سورين وأمامهم فيرون ثم ثلاثي الهجوم وأورتيجا وباتيستوتا وكيلي جونزاليس·
وقد سبق وأن التقى الفريقان من قبل 12 مرة فازت الأرجنتين في 4 وخسرت مرتين وتعادلا في 4 مباريات وآخر هذه اللقاءات في مونديال 98 بفرنسا عندما نال ديفيد بيكهام بطاقة حمراء وانتهى اللقاء بالتعادل 2/2 وفازت الأرجنتين بضربات الترجيح·
ولأن هذه المباراة مختلفة نظراً للحساسية الشديدة التي تغلف لقاءات الفريقين فقد أطل الحذر الانجليزي برأسه مما أتاح الفرصة للأرجنتين لكي تهاجم بكثافة في الدقائق العشر الأولى وتمكن خافيير زانتي لاعب انتر ميلان الايطالي من إرسال أول تسديدة في المباراة من خارج منطقة الجزاء إلا أن ديفيد سيمان تمكن من صد الكرة، وبعد دقيقتين فقط عاد كيلي جونزاليس الذي لعب بدلاً من كلاوديو لوبيز من إرسال قذيفة قوية مرت بجوار القائم الأيسر لديفيد سيمان·
وبدأ الحماس يدب في عروق لاعبي الفريقين مما أدى الى ظهور العنف والخشونة، وأنذر الحكم الإيطالي بيرلو جي كولينا باتيستوتا لتعمده الخشونة مع ديفيد بيكهام·
وبعد مرور خمس عشرة دقيقة استيقظ الانجليز وسيطروا على وسط الملعب من خلال الضغط المكثف على لاعبي الأرجنتين وشهدت الدقيقة السابعة عشرة أول ضربة ركنية في المباراة عندما انطلق مايكل أوين من ناحية اليسار إلا أن صامويل أخرج الكرة من أمامه الى ضربة ركنية قبل أن يسددها في المرمى·
وأجرى أريكسون تغييراً اضطرارياً في الدقيقة التاسعة عشرة عندما خرج أوين هار جريفر للإصابة ولعب بدلاً منه سنكلير· وفي الدقيقة 23 يراوغ مايكل أوين صامويل ويدخل منطقة الجزاء ويسدد بقدمه اليمنى ترتطم بالقائم الأيسر في أخطر الفرص الإنجليزية·
وهدأ إيقاع الأداء قليلاً وتراجع لاعبو الأرجنتين بعدما نجح الانجليز في إفساد مفعول كل هجماتهم من وسط الملعب·
وفي الدقيقة 24 يرسل سورين تمريرة عرضية على رأس باتيستوتا الذي يحولها في يد ديفيد سيمان·
واعتمد المنتخب الانجليزي على الكرات الطويلة من الخلف الى مايكل أوين وايميل هيسكي وأصابت تحركات مايكل أوين الدفاع الأرجنتيني بالإزعاج وعجزوا عن إيقاف خطورته·
ويعود كولينا ليخرج البطاقة الصفراء الثانية الى اشلي كول لتعمده الخشونة مع أورتيجا·
وعلى الرغم من امتلاك لاعبي الأرجنتين للكرة معظم الوقت إلا أن الانجليز كانوا الأخطر·
وأصيب كيلي جونزاليس نتيجة اصطدامه مع ديفيد ليكهام في الدقيقة 39 وخرج للعلاج بعدما سالت الدماء من أنفه·
قبل نهاية الشوط الأول بدقيقتين يتلقى مايكل أوين المزعج جداً الكرة من بول سكولز ويتقدم داخل منطقة الجزاء من الناحية اليسرى إلا أن ماوريشو بو كوتينو يعرقله ولم يتردد الايطالي بيرلويجي كولينا في احتساب ضربة جزاء تصدى لها ديفيد بيكهام وسددها بهدوء شديد بقدمه اليمنى في المرمى مرت بجوار قدم بابلوكافابيرو حارس الأرجنتين·
الشوط الثاني
الهدف الذي أحرزه ديفيد بيكهام في نهاية الشوط الأول أعطى لاعبي انجلترا مزيداً من الثقة والحماس، ولذلك بدأوا الشوط الثاني بهجوم عاصف عكس التوقعات التي أشارت الى أن الانجليز سيلجأون الى الدفاع للحفاظ على الهدف·· بل أنهم كانوا الأخطر وامتلكوا زمام المباراة·
وأجرى بيلسيا مدرب الأرجنتين تغييراً في بداية الشوط الثاني حيث أشرك بابلو ايمار بدلاً من خوان سبستيان فيرون في محاولة لامتلاك السيطرة الهجومية في وسط الملعب والحد من خطورة الانجليز·
وفي الدقيقة 47 يشق العصفور الصغير مايكل أوين طريقه بكل رشاقة وبراعة ويدخل منطقة الجزاء في حراسة والتر صامويل وبوكوتينو ويسدد لتمر بجوار القائم الأيسر·
وبعد دقيقة واحدة يواصل الانجليز ضغطهم المتواصل في محاولة لاستثمار حالة الارتباك التي أصابت الدفاع الأرجنتيني ويتمكن بول سكولز من التسديد إلا أن الحارس بابلو كافاليرو يتمكن من إبعاد الكرة في اللحظات الأخيرة·
وفي الدقيقة 54 ينجح ديفيد بيكهام في قطع الكرة من الدفاع الأرجنتيني ويدخل منطقة الجزاء ويسدد بجوار القائم الأيمن·
أجرى اريكسون تغييراً هجومياً في محاولة منه لزيادة الضغط واستغلال الثغرات الدفاعية الواضحة فأشرك تيدي شيرنجهام بدلاً من ايميل هيسكي، وبعد دقيقة واحدة فقط من نزوله تلقى كرة عكسية من بول سكولز سددها بقوة مباشرة وهو يقف على حدود منطقة الجزاء إلا أن الحارس بابلو كافاليرو تمكن من إبعادها·
وفي الدقيقة 59 أراد بيلسيا مدرب الأرجنتين زيادة الفاعلية الهجومية لإدراك التعادل فأخرج باتيستوتا وأشرك بدلاً منه هيرنان كريسبو ثم عاد بعد دقائق وأخرج كيلي جونزاليس وأشرك كلاوديو لوبيز·
وساهمت هذه التبديلات في إعادة الأرجنتين الى المباراة وضغطوا بكل خطوطهم ولجأت انجلترا للدفاع أيضاً بكل لاعبيها باستثناء مايكل أوين، ومن إحدى الهجمات المرتدة في الدقيقة 66 يتمكن سنكلير من الانطلاق ببراعة من الناحية اليسرى ويراوغ كل من يقابله حتى دخل منطقة الجزاء وسدد في يد الحارس·
ويتعرض بابلو ايمار للعرقلة من نيكي بات داخل منطقة الجزاء في الدقيقة 70 وتوقع الجميع أن يحتسبها الحكم الإيطالي ضربة جزاء إلا أنه أشار الى ضربة ركنية·
ومن ضربة مباشرة خارج منطقة الجزاء يرسل بابلو ايمار الكرة على رأس ماوريسو بوكوتينو المدافع الذي تسبب في ضربة الجزاء إلا أنه سددها فوق العارضة·
وشكلت تحركات بابلو ايمار وسورين وأورتيجا من الوسط خطورة بالغة على الدفاع الانجليزي وشهدت الدقيقة 76 أخطر فرص الأرجنتين في هذا الشوط من ضربة ركنية حولها بوكوتينو برأسه تمكن ديفيد سيمان من أبعادها بيده في اللحظات الأخيرة من فوق خط المرمى·
وأمام الضغط المتواصل، ومع اقتراب المباراة من نهايتها أجرى اريكسون تغييراً دفاعياً فأخرج مايكل أوين وأشرك واين بريدج مدافع ساوثهامبتون في محاولة لزيادة الصلابة الدفاعية أمام الهجوم الكاسح·
