15/6/2002
--------------------------------------------------------------------------------
حسب الصحيفة العبرية (يديعوت احرونوت)، يجري ولي العهد السعودي مؤخرا الكثير من المباحثات السرية مع هنري زيغمان، يهودي عضو كبير في مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك. قصة الحب السعودية لهنري زيغمان تطورت قبل 15 سنة. حيث استدعي زيغمان، مدير عام الكونغرس اليهودي في الولايات المتحدة في تلك الأيام، إلى لقاء سري في مقر السفير المصري، حيث فوجئ بوجود السفير السعودي الأمير بندر. يقول زيغمان فاجأني باطلاعه الواسع على الشخصيات الأساسية في السياسة الاسرائيلية. تلقيت محاضرة حول سلم الأولويات السعودية وحول مخاوفهم من نشاطات المنظمة السرية الاسلامية في العالم العربي. قال لي بندر: يجب أن تفهم، كذلك نحن يمارس علينا ضغط. تحدثنا أيضا عن رفض الرئيس السوري وأبلغني الأمير: بفضل استثماراتنا في دمشق من الممكن أن نصل إلى الرئيس الاسد. ومن الممكن أيضا التنازل عنه . ومن حينها توثقت الاتصالات بين زيغمان والسفير بندر.
مقابلة الامير عبدالله في نيويورك تايمز كشفت لأول مرة صيغة السلام السعودية. لم يفاجأ زيغمان بذلك. حسب ادعائه كان شريكا في بلورة العملية، علمت أن السعوديين لا ينوون مطالبة اسرائيل بنقل السيادة الكاملة في شرقي القدس للفلسطينيين، صيغتهم تقترح تبادل مناطق، بحجم ومكان مقبولين على حكومة اسرائيل، وحل متفق عليه، اقتصادي في الأساس، لحل مشكلة اللاجئين .
وحسب زيغمان لم يبدِ رئيس الحكومة أي اهتمام خاص بهذا التطور الكبير حاولت إثارة اهتمامه بالمباحثات التي أجريتها في السعودية. لكنني لم أتمكن من الوصول اليه. فقط المستشار دوري غولد وافق على اللقاء معي لكنه تعامل معي بشك كبير .
حسب رأي زيغمان، من المهم للسعوديين الحفاظ على صلة مع يهود الولايات المتحدة كلما اقترب موعد الانتخابات للكونغرس. وقال ابراهام فوكسمان رئيس المجموعة ضد التشهير أن القصر الملكي السعودي استعان بخدمات شركة علاقات عامة كبيرة من أجل تحسين صورته. وإحدى التوصيات التي تلقوها هي تعزيز العلاقة مع اليهود كي لا يحبطوا مبادرة السلام .
في لقاء استثنائي بين الأمير السعودي وخمسة قادة من المنظمات اليهودية ذات التأثير الواسع في الولايات المتحدة والذي جرى في فندق الانتركونتننتال في نيويورك حاول بندر الاقناع بأن مبادرتنا حقيقية ولن تمس بالخطوط الحمراء لشارون . وعرض عليه قادة المنظمات اليهودية أسئلة صعبة. مثلا كيف تفسر تمويلكم للشهداء في المناطق؟ فرد الأمير بندر قائلا: نحن نعارض العمليات الانتحارية. مساعدتنا جاءت للعائلات الفلسطينية. ولكنكم أجريتم عبر تلفزيونكم حملة تبرعات لصالح الارهابيين، قال الزعماء اليهود. رد عليهم بندر قائلا كذلك علينا نحن ضغوط، ونحن نعمل من أجل منع المظاهرات. ليس دائما تكون لنا سيطرة .
ثمة موضوع واحد تكرر طوال اللقاء: أكد قادة المنظمات اليهودية الخمسة، أنه قبل أن تعرض السعودية خطوة لبناء الثقة مع اسرائيل حظيت خطة السلام للملك عبدالله بتأييد في اسرائيل وصل إلى 50 في المئة. وإذا كان الامر كذلك، تساءل المشاركون في اللقاء، لماذا لا يلتقي الامير عبدالله بالعلن أو بسرية، مع رئيس حكومة ارييل شارون أو مع وزير الخارجية بيريس. فقال بندر الظروف لم تنضج بعد. حين نعلم أن اسرائيل جاهزة لالتزام جدي سنقوم بخطوة بناء الثقة .
وحسب أحد مشاركي اللقاء، فإن محاولة رئيس الحكومة إيفاد رئيس الموساد ابراهام هليفي، تمكنت من حياكة خيوط سرية على نسيج المبادرة السعودية. وقال هليفي، ولي العهد عبدالله رجل استثنائي. ولكن في هذه الأثناء لا يوجد لنا شريك . ولكن زيغمان يري الأمور على نحو آخر عبد الله يستطيع أن يقود مبادرة سلام عربية تحديدا بسبب شخصيته كزعيم محافظ. إنه رجل لطيف، متدين جدا. تولد لدي الانطباع أن عبدالله كان يريد أن تجري الامور بالتعاون مع الأمريكيين من خلال توزيع الأدوار: السعوديون يتجولون في العالم العربي، والامريكيون يعالجون شارون . في الأيام الاخيرة، وحسب توصيات شركة العلاقات العامة، وما أكدته أيضا الصحيفة العبرية (يديعوت احرونوت) تجري زيارة سرية لقادة المنظمات اليهودية إلى السعودية.
http://152.160.23.131/alasr/content/...64141BC76.html