بسم الله الرحمن الرحيم
يا شباب الإسلام أهدي تحياتي وأشواقي الحارة ، أهديها على أكف الراحة ، أهديها
عبر السحاب وعبر الروابي والسهول والأعلام ، علّها تصل إليكم وأنتم تنعمون
بثوب الصحة والعافية ، فتشاغف قلوبكم الحيّة ، وتؤثر في خلجات أنفسكم النيّرة
، وفي عقولكم الزكية . إليكم رسالتان أولاها كأخراها ، لكنها في الأولى
.أمل وفي الأخرى عمل ، والأمل والعمل أنشودتان من تغريد فمي
فهاكموها ناضجة ، وخذوها نابضة ، خذوا لبها واتركوا لي قشورها ، خذوا صفوها
واتركوا لي كدرها ، إليكم هذه الرسائل ، التي نبض بها قلبي ، وفكّر بها عقلي،
وصدقتها مشاعري وأحاسيسي ، وخطها قلمي ، إليكموها معطرة بالشذا والريحان
.والكادي
: الرسالة الأولى
{الموت هادم اللذات ومفرّق الجماعات }
اعلموا – أيها الشباب – أن الموت هادم اللذات ومفرّق الجماعات ، ومنغص الحياة
، وهو طريق كلنا نقتفيه ، وكأس كلنا شاربه ، هو حق علينا مهما عشنا ، ومهما
طالت أعمارنا ، وهو مصير محتوم لا مناص منه ولا مهرب . قال تعالى : { قل
.إن الموت الذين تفرون منه فإنه ملاقيكم } هذا فيه كذا ، وذاك
.فيه كذا وكذا ، وذلك فيه كذا وكذا وكذا
لا يرتاحون إلا حينما يلطخون ألسنتهم بالغيبة ، ولا يهنؤون إلا حينما يغوصون
في أعراض الناس ويتمرغون فيها ، فيأكلون منها إسرافا وبدارا . إنهم حيارى
في البيداء ، وسراب كاذب ، ليس لهم هدف ولا مستقبل إلا البروز على أكتاف
البشر ، بروز فشل وانحطاط ، لا بروز نجاح وارتفاع ، وكأنهم لم يعلموا أن
الغيبة حرام ، بل هي من الكبائر ، أما علمت : إن كان في أخيك ما قلته فقد
اغتبته ، وإن لم يكن فيه فقد بهته . يا للحق ! يا للضياء ! عندما يعانق
قلوب أولئك المغتابين ، فتنمحي الغيبة وتتلاشى ، وتحيا القلوب ، وتطيب النفوس
، وتتقارب المجتمعات وتتعانق ، وتتأصل الوشائج وترتقي ، وتمتد جسور المحبة
والمودة والوئام ، فتصبح المجتمعات نظيفة ، متينة ، بينها وشائج إيمانية
.، وصلات روحانية ، وعادات وتقاليد إسلامية
فهل من عودة سريعة للقرآن ونوره ، قال تعالى : { أيحب أحدكم أن يأكل لحم
أخيه ميتا فكرهتموه } ، وللسنة وضيائها ، قال رسول الله – صلى الله عليه
وسلم - : (( أتدرون ما الغيبة ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم. قال : (
ذكرك أخاك بما يكره ).
كتبها الشيخ الداعية : درع بن معجب الدوسري
وانتظروا الرسالة الثانيه.
أخوكم في الله
طالب الشهادة
معاً على طريق الصحوة