على مدى سنوات طويلة، تولدت لدينا قناعة كاملة بأن دورة الخليج هي بوابة الكرة الخليجية الى العالمية، بإسهامها الواضح والملموس في تطور المنشآت الرياضية واستقدام خيرة المدربين في العالم وغيرها من الإيجابيات التي انعكست على الواقع الكروي في كل دول المنطقة·
__ وبرغم هذه الحقيقة التي لا يختلف عليها أحد، إلا أن الإخفاق الكبير الذي تعرضت له الكرة السعودية في مونديال ,·2002 يدفعني للمطالبة بتطوير دورة الخليج، إلا أن الدورة بوضعها الحالي تحتل جزءاً كبيراً من مسؤولية الإخفاق السعودي ولديّ من المبررات الكافية لإثبات هذه الحقيقة·
أولاً: ان المنتخب السعودي الشقيق شارك في نهائيات كأس العالم بعد خمسة شهور فقط من فوزه بلقب دورة الخليج الخامسة عشرة الرياض 2002 وهو ما يعني - حسب النتائج - أنه أفضل منتخب في المنطقة·
ثانياً: ان المنتخب السعودي هو أنجح منتخب في المنطقة سواء على الصعيد الخليجي أو الآسيوي أو الدولي بدليل انه المنتخب الخليجي الوحيد الذي وصل لنهائي كأس آسيا 5 مرات متتالية، والمنتخب الخليجي الوحيد الذي صعد لنهائيات المونديال ثلاث مرات متتالية·
ثالثاً: برغم أفضلية المنتخب السعودي، قياساً بكل المنتخبات الأخرى بالمنطقة، إلا أنه سجل انهياراً كاملاً في المونديال، فخسر بالثمانية أمام ألمانيا ثم بهدف أمام الكاميرون وأنهى مشواره بالخسارة أمام ايرلندا بثلاثة أهداف للاشيء، ليودع الفريق المونديال بدون نقطة ولا هدف ولا فوز ولا تعادل·· وبأربع ركلات ركنية فقط في 270 دقيقة!!
رابعاً: إذا كان هذا هو حال المنتخب الأفضل في المنطقة، فحدث عن بقية المنتخبات الخليجية·· ولا حرج!!
خامساً: كل هذه الحقائق توضح أن الفوز ببطولة دورة الخليج، لا يعني ان الفريق البطل في أحسن حالاته، وان ما قدمه الفريق خلال الدورة يعني قدرته على تقديم مستوى متميز عندما يتعلق الأمر بالاحتكاك مع مستويات أفضل·
سادساً: ان دورة الخليج، بشكلها الحالي، لا تخدم كرة المنطقة بالمستوى الذي يرضي الطموح، فالتناحر الكروي، وفوز كل منا على الآخر هو غاية المراد من رب العباد بغض النظر عن المستوى الفني، فالغاية تبرر الوسيلة، حتى تدخلت عوامل خارجية من أجل ترجيح كفة فريق على فريق آخر·
سابعاً: ان المبالغة في تثمين الفوز في دورة الخليج وإقامة الأفراح والليالي الملاح، لمجرد تحقيق فوز لا تزيد قيمته على الثلاث نقاط، يخلق هالة من المبالغة التي من شأنها ألا تقدم صورة حقيقية لواقع الكرة الخليجية، طالما ان كل منتخب يخوض كل مباراة في الدورة بشعار : الفوز التام·· أو الموت الزؤام فإننا نتقدم خطوة واحدة، فالمهم في دورة الخليج أن تهيئ منتخبات المنطقة لتقديم أفضل المستويات وتحقيق أحسن النتائج عندما تتنافس قارياً ودولياً·· لا أن يكون الفوز باللقب الخليجي هدفاً في حد ذاته، ودونه تتوارى كل الأهداف الأخرى!
ثامناً: من حقك أن تسأل·· وما هو الحل؟·· والإجابة تفرض علينا أن نفكر في تطوير دورة الخليج، ونحن نبدأ مشوار الألفية الجديدة، حيث لا مكان للضعفاء أو للأفكار النمطية أو التقليدية، ومن بين هذه الأفكار أن نطور الدورة بإشراك منتخبات أخرى من خارج المنطقة بهدف الارتقاء بمستواها· وأقترح أن تتم دعوة بطل آسيا وبطل افريقيا ومنتخب أوروبي كبير للانضمام الى المنتخبات الخليجية السبعة بعد انضمام اليمن ويتم توزيع المنتخبات العشرة على مجموعتين، وتضم كل مجموعة 5 منتخبات، متساوية من حيث القوة، مما يوفر فرصة جيدة لاحتكاك المنتخبات الخليجية مع منتخبات أعلى مستوى، حتى لو اقتضى الأمر تعديل اسم دورة الخليج·· الى الدورة الدولية، فالهدف في نهاية المطاف هو ألا تبقى المنتخبات الخليجية تتنافس في دائرة مغلقة ثم تفاجأ في البطولات القارية أو الدولية بأنها باتت في وادٍ·· وبقية المنتخبات الأخرى في وادٍ آخر، كما هو الحال الآن عندما سجل المنتخب السعودي أسرع خروج من المونديال، بينما يحقق الكوريون نجاحاً غير مسبوق في تاريخ الكرة الآسيوية!
تاسعاً: إن الملف المونديالي كشف المستور في الكرة الخليجية، ولابد من أن نسارع من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه·· قبل فوات الأوان·
والله من وراء القصد·
منقول من الاتحاد الرياضي
_____________________________________________
تعليقي الشخصي :
كاتب المقال كلامه سليم 100% يجب أن نطور من مستوى منتخباتنا بس أيضا من الصعب تغيير دورة الخليج وإدخال منتخبات غير خليجيه في الدوره لان البطوله لها طابع خاص بين شعوب المنطقه ........هذا رأيي ما أدري شو رايكم شباب ؟
