الشمس تعزف نورها كل يوم ، حقيقة كونية ثابتة لا يؤخرها احتدام ظلام الليل . والقمر الجميل يبدأ وينتهي من حيث بدأ في رحلته اليومية بين نقطتين .. النقص والكمال ، صورة كونية رائعة تتكرر مع تعاقب الليل والنهار . تغيب الشمس .. نعم .. لكنها تطلع ، يبدأ ضوءها هزيلاً مع الإشراق وينتهي مع الغروب هزيلاً .. نعم .. ولكنة يشتد حتى يكون له وهجه الشديد وقت الظهيرة . إنها تعزف نورها وتظل بوجهها الصبوح كل يوم
وكأنها تقول : لا يأس مع الصمود ولا جزع مع الصبر
يتضاءل القمر حتى يغدو كالعرجون القديم .. نعم .. ولكنه يبدأ من حيث انتهى ويسلك طريقه إلى الكمال حتى يصبح وجهاً مستديراً يرسم على صفحه الليل السوداء صورة بديعة للضياء
وكأنه يقول : لا يأس مع الصمود ولا جزع مع الصبر
لو أن الشمس تستسلم للحظة الغروب ، لما طلعت مع بزوغ فجر جديد ، ولو أن القمر يستسلم للمغيب ، لما رسم لنا كل شهر لوحته الضوئية المستديرة التي تشرح الصدور هكذا تؤكد لنا رحله الليل والنهار ، ودورة الشمس والقمر أن الحياة لا تدوم على حال واحدة بل هي في مجموعها متأرجحة بين القوة والضعف ، والتراجع والصمود ، والعلو والهبوط ، إنما العبرة بالثبات ، واستمرار المحاولات تلو المحاولات ، والتصميم على تقدم الخطوات بالرغم من العثرات ، والحرص على مواجهه الصعوبات
وعندها :
أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته ****** ومد من القرع للأبواب أن يلجأ
اختكم
الدرة
