لمن لا يرحم نفسه
عجبا لمن لا يرحم نفسه كيف يرحم ، وعجبا لمن يدوم على المعصية كيف
يرجو حسن المآب ! وعجبا لمن يعمل أعمال النيران وهو يطلب نعيم
الجنان ! كأنك يا أخي قد قربت من العرض والحساب ، ووقفت بين يدى
الملك الوهاب ، فيأمر بك إلى الجنة وحسن المآب ، أو إلى النار وأليم
العذاب تفكر فى هذا كله يامغرور لعل القسوة تنجلي من قلبك ، والوقر أن
يزول عن سمعك ، والغطاء أن يرتفع عن بصر قلبك : { فإنها لا تعمى
الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور } فانظر يا أخي بنور فكرتك
، وأطلق الموعظة على بحر عبرتك ، فلعل العين تدمع ، ولعل القلب أن
يرق ويخشع ، فإذا جرت الدموع وخشعت القلوب محيت الذنوب ، وبلغت
المنى والمرغوب ، ويسر حسابك علام الغيوب ...
تذكرىالمكث فى التراب ،، حتى أنادى إلى الحساب
هـــــون كل البلاء عندى ،، وهكذا الفقـــــــد للشباب
فليت شعرى وكم مقامي ،، تحت الثرى أو متى إيابي
لو كان لى عقل ما هنـاني ،، نومي ولا ساغ لى شرابي
ولا ضحــــكت ولست أدرى ،، مالى لدى الله من حساب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يانفس توبي فإن الموت قد حان
يا أيها البطل الذي فارقت ارضك في سكون
ورحلت تشدو باسما ترجو الكرامة والمنون
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا تغرنك الحياة الدنيا وقدم ، واحذر القبر إن للقبر شانا
