كانت تسير على حبل رفيع متوازنة بأحلامها
أحلامها التي علقت على أبواب عتيقة
تنصت للنشيج الحر وتنظر من كوّتها حيث آلاف الكلمات
التي تنادي عليها آلاف الأسماء التي ماتت من أول الحلم
وارتمت بصورة مزيفة.. لتوصد النوافذ فلا أفق يطل عليها من سديم الأيام..
ولا حدقة عين تخبئ التجاعيد خلف المرآة..
مازالت متوازنة بأحلامها رغم تمتمة التفاصيل
وجغرافية الطرقات ورغم الحبل الرفيع الذي تسيرعليه منذ أول الحلم.
مازالت متوازنة بأحلامها وهي ترى الرمال ثابتة
والرماد بارد والقمر يقرفص على ظهر سلحفاة هرمة
وعندما يحل النهار يختبئ خلف التساؤل
ليبصر الوقائع وهي تمر بدون أن يسجلها أحد.
مازالت سيدة الحلم متوازنة به
رغم ما يتساقط من العدم في فراغ مميت
ورغم ما يصعد منها على كتف الحقيقة (بالمقلوب)
ويهرب بالخجل خلف أشجار مسحورة
تهز الريح لا الريح تهزها ويتساقط الثمر خوفا لا حرية..
مازالت صاحبتنا متوازنة بأحلامها
رغم المتاريس التي تحتمي بالموت
لتكون جميلة تلوّح من بعيد بمناديل ملوّنة
وتصرخ متساءلة عن الحب فماذا تفعل به
والأحلام تبكي تحت قدميها على حبل رفيع
يوازنها وحدها دون الحب!!؟
مازلت متوازنة بالأحلام والأزقة
ترتبك كقطار أشعل نيرانه من بعيد
وأعلن بدخانه عن رحلة باتجاه الثلج
فلا نيرانه تذيب الثلج ولا الثلج يطفئ النيران!!
وما زالت وستبقى صاحبتنا متوازنة بالأحلام.
ولكن إلى متى؟
