سعيد بن جبير
أخذ الحجاج بن يوسف الثقفي يطارد التابعي الجليل سعيد بن جبير سنين طويلة حتى قبض عليه بعد بضعة عشر عاما.
وهنا تبدأ المحنة ثم يشتد لظاها مع لقاء الحجاج حاكم العراق,وفي هذا اللقاء غير الكريم جرت المناقشة والمخاصمة الفكرية,كان سعيد فيها فارس الميدان يقول الحق وهو يعلم أنه مفارق الدنيا بسبب ذلك.....
وعندما ضاق الحجاج ذرعا بسعيد ولم يطق صبرا عليه,وهو يتلقى منه الأجوبة الجريئة والتي كانت سهاما تصيب قلبه فأمر بانهاء المحنة.
قال الحجاج:اذهبوا به فاقتلوه,فلما خرج من الباب ضحك سعيد, فأخبر الحجاج بذلك فردوه اليه, وقال: ماأضحكك؟؟ فقال: عجبت من جرأتك على الله, وحلم الله عليك, فأمر بالنطع فبسط.فقال : اقتلوه,فقال سعيد:
وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض. قال الحجاج : وجهوا به لغير القبلة. قال سعيد :فأينما تولوا فثم وجه الله. قال الحجاج :كبوه لوجهه. قال سعيد :منها خلقناكم وفيها نعيدكم.قال الحجاج :اذبحوه. قال سعيد:
أما أنا فأشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله,خذها مني حتى تلقاني بها الى يوم القيامة..اللهم لا تسلطه على أحد يقتله بعدي.
فذبح من الوريد الى الوريد. وهنا يمضي سعيد بن جبير مثلا في تاريخ الاسلام للعلماء المجاهدين,والدعاة الصادقين الذين يبلغون أوامر الله ويخشونه ولا يخشون احدا الا هو, وكفى به سبحانه حسيبا ونصيرا.
وبعد قتل سعيد بن جبير لم يلبث الحجاج بعده الا أربعين يوما,وكان اذا نام راه في المنام يأخذ بمجامع ثوبه ويقول: يا عدو الله فيم قتلتني؟ فيقول الحجاج: مالي ولسعيد بن جبير , مالي ولسعيد بن جبير؟ وقد ذكر ان سعيدا قتل في شعبان,وان الحجاج مات بعده في رمضان.وقيل قبله بستة اشهر .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
*********************************************
من كتاب ( ما يطلبه القراء) المجموعة الثانية.. :"
شكر وثناء
