بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
تخيل أنك دخلت إلى مجلس أحد أصدقائك .. وكان عنده ضيف ..فعرفك عليه وهمس في أذنك قائلا : إن هذا الرجل مهدد بالموت في أي لحظة !!!! سيقشعر جلدك بلاشك ... فالموت مخيف ... ولكن أريد أن أسألك بعض الأسئلة :
هل تتوقع أن هذا الرجل مضيع لصلاته ؟؟؟؟ أم هل تتخيل مجرد تخيل ان هذا الرجل سيشعل سيجارة ويدخنها ؟؟؟؟ أم سيملأ مجلسه بالغبيبة و النميمة ؟؟؟؟ أم سيكون حديثه عن المطربين ؟؟؟؟ أم عن الأندية واللاعبين ؟؟؟؟ أم سيكون محللا سياسيا؟؟؟؟؟
سوف تصرخ في وجهي قائلا : ويحك أيفعل هذه الأمور رجل مهدد بالموت إلا إذا كان مجنونا؟؟؟؟؟ لا....لا.... سيقضي وقته كله في التسبيح وذكر الله ... والصلاة ... وقراءة القرآن ... كيف لا وهو مقبل على القبر وظلمته ... وعلى سؤال منكر ونكير ... وعلى جزاء وحساب ...
ولكن هل تعرف أن هذا الرجل هو أنت !!!! وأنا!!!! ولكن غرنا طول الأمل وتسلط علينا الشيطان بسلاحه المخيف ألا وهو التسويف ... فكلما أردنا التوبة .... نؤخرها ساعة ثم يوم ثم.... حتى يفجؤنا هادم اللذات ....ولو أنا إذامتنا تركنا... لكان الموت راحة كل حي....ولكن وما بعد لكن ...؟؟؟؟ بعد الموت فتن ومصائب نسأل المولى عز وجل أن ينجينا منها....
فالبدار البدار إلى التوبة فلا نعلم كم بقي من أعمارنا فكم ودعنا من أقارب وأصدقاء وأحباب ..؟؟؟ وسيودعنا غيرنا .... فلنستعد لذلك اليوم بالعمل منذ هذه اللحظة ...فعليكم بذكر الله أناء الليل وأناء النهار...فالملائكة تبني الدور في الجنة مادام الذاكر يذكر ربه فإذا توقف الذاكر عن الذكر توقفت الملائكة عن البناء .... والله المستعان...
نفعني الله وإياكم بما نقول ونسمع ونقرأ .... إنه سميع مجيب الدعاء
