جلست على كرسيها الهزاز متأمله نافذتها وصوت تكتكة الأمطار واصعاق الرعد يقطعان صمت اللحظات وظهور البرق فجأه وإختفائه يضيء لها غرفتها المظلمه إلا من نيران المدفأه … جلست تتأمل هذا الجو الديسمبري الذي طالما عشقاه معا .. ولكنها هذه المره لوحدها وبيدها دفتر الذكريات تنظر للدفتر تاره وللساعة تارة أخرى .. ودقت الساعه معلنة دخول الوقت الذي طال إنتظاره إنها الثانية عشر تماما نظرت الى السماء بعمق وعيناها ترنو للسحب المتلبذه وقالت ..
.. وكل يوم وشهر وعام وأنت حبيبي ..
ثم نهضت من كرسيها وهي تمسك دفترها واتجهت الى المزهريه وانتشلت
الزهره الحمراء اليتيمه وعادت الى كرسيها .. دفترها بيدها والزهره بيدها الأخرى … ففتحت أولى صفحات دفترها وقد كُتبت عليها..
" مهما طال الفراق لا بد أن يأتي يوم نلتقي به من جديد .. نعود أكثر حبا وشوقا لبعضنا لا بد للأيام أن تجمعنا غدٍ بعده لايهم ولن نفقد الأمل . وأعلمي أن حبك مسكون بقلبي للأبد ولن يجلى يازهرتي النقيه … الى ذلك الحين إحرص أن لا تنسي ذكرى حبنا الديسمبريه مع دقات الثانيه عشر التي ستعانق دقات قلبي المتيم بك … ستسمعيني بروحي بوجداني أهمس لك .. كل عام وانت حبيبي .. راسلا لك زهره حمراء تكفي للبوح بمشاعري نحوك .
" المخلص "
وأغرورقت عيناها بالدموع وهي تتأمل زهرتها اليتيمه فحان لها أن توضع بجانب صاحبتها وقلبت الصفحات ففي الصفحه التاليه زهره والصفحه التي تلوها زهره وتلوها زهره وتلوها زهرة وتلوها زهره ثم وضعتها فيي الصفحه السادسه وكتبت بجانبها كما كتبت دوما بجانب الأخريات..
" أتمنى أن تكون آخر زهره أضعها بدفتر السنوات .. فطال فراقك حبيبي وأنا متأمله أن اللقاء غدا بإذن الله … المخلصه "
