الموضوع : أحس بضيق شديد...
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ...
اخواني وأخواتي أحببت أن أنقل لكم هذه القصة التي تعبر عن حال الكثيرين في هذه الأيام ... وأتمنى أن تفيد و تعظ و تذكر من نسي و غفل...
لا أطيل عليكم اليكم القصة ...
ذو منصب عال ، في مؤسسة من أكبر مؤسسات الدولة ، و المال ينبع من بين
يديه و من خلفه ، ومع كل ذلك فلم يمنع هذا المال و المنصب الضيق الشديد من
التسلل الى نفسه ؟؟؟
جاءني بتواضع جم الى مكتبي ، و قرب مني ، وخفض صوته كي لا يسمعه أحد
،قائلا: (( أحس بضيق شديد في صدري ، وبذلت كل شيء في تشتيته فلم
أستطع ،فالسفر الى أجمل بقاع العالم ، وسماع الموسيقى الكلاسيكية الهادئة
، و شراء ما تلذ الأعين و الأنفس لم يفعل شيئا في ازالة هذا الضيق ، فقد يزيله
مؤقتا ، ولكن لا يلبث أن يعود بسرعة لأي خبر سيء أسمعه، أو تعامل لا
يعجبني ، فبالله عليك ماذا أفعل ؟ )) ..
قلت له : هل تقرأ القرآن ؟ قال : لا.
قلت: هل تذكر الله بالتسبيح و التهليل أثناء جلوسك أو مشيك ؟ قال : لا.
قلت: هل تذهب الى المسجد ؟ قال :لا.
قلت: لقد جربت سماع الأغاني و الموسيقى الكلاسيكية ، و زيارة أطباء النفس ،
و جربت السفر ، و غيره من الأمورفلم يغير من هذا الضيق شيئا ، بل ان ازداد
يوما بعد يوم ، فهلا جربت ما أقول لك؟
قال لي : لا أعدك بالصلاة في المسجد أو الصلاة ، و لكنني أستطيع أن أبدأ
بما هو سهل علي و هو قراءة القرآن.
غادرني صاحبي شاكرا للنصيحة ، ثم عاد الي في اليوم التالي مهلل الوجه ،
مبتسما ابتسامة جعلت وجهه كله يبتسم .
قلت له : بشر .. ما الأخبار ؟
قال : ذهبت للبيت و توضأت ، ثم فتحت القرآن ، وابتدأت بالقراءة في الصفحة
الأولى ، و ما زالت الضيقة لم تغادرني فزدت الثانية و الثالثة و الرابعة و الخامسة
و أنا أحس بأ، جبلا ضخما ينزاح رويدا رويدا عن صدري ، حتى تسلل الفرح الى
داخلي ، و شعرت براحة و طمأنينة لم أشعر بها طيلة حياتي ، فقمت و صليت
ركعتين لله ، جعلتاني أوقن أن أموال الدنيا و مناصبها و زخارفها و ما حوت
من اللذائذ لا تساوي سجدة لله تعالى أناجي الله فيها ، و أعترف بين يديه
بتقصيري فأشعر أنه يقول لي : قم فقد غفرت لك ..
انني أشكرك من أعماق قلبي على نصيحتك..
منقوووووول
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
alrimi60001@hotmail.com
قلبي جريح على فراقكم
أتذكرك وأشتاق
واسهر مع الأشواق
واكتب على الأوراق
البعد ما ينطاق