بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر ابن قيم الجوزية حديث رؤية المؤمنين لربهم في الجنة
وفيه:...
بينما هم كذلك إذ سطع لهم نورٌ أشرقت له الجنة، فرفعوا
رؤوسهم،فإذا الجبار جلاله، وتقدست أسماؤه، قد أشرف
عليهم، من فوقهم وقال: يا أهل الجنة سلام عليكم، فلا
ترد هذه التحية بأحسن من قولهم: اللهم أنت السلام،ومنك
السلام، تباركت ياذا الجلال والإكرام
فيتجلى لهم الرب تبارك وتعالى يضحك إليهم، ويقول:
يا أهل الجنة، فيكون أول مايسمعون منه تعالى:
أين عبادي الذين أطاعوني بالغيب، ولم يروني، فهذا يوم
المزيد؟ فيجتمعون على كلمة واحدة أن قد رضينا، فارض
عنا، فيقول: يا أهل الجنة، إني لو لم أرض عنكم لم أسكنكم جنتي.
هذا يوم المزيد، فسلوني.
فيجتمعون على كلمة واحدةٍ: اللهم أرنا وجهك ننظر إليه
فيكشف الرب جل جلاله الحجب، ويتجلى لهم، فيغشاهم من
نوره ما لولا أن الله سبحانه وتعالى قضى أن لا يحترقوا
لا حترقوا.
و لا يبقى في ذلك المجلس أحد إلا حاضره ربه تعالى محاضرة،
حتى أنه ليقول: يافلان، أتذكر يوم فعلت كذا وكذا،
يذكَّره ببعض غدراته في الدنيا، فيقول: يارب، ألم تغفر لي
فيقول: بلى بمغفرتي بلغت منزلتك هذه.
فيا لذة الأسماع بتلك المحاضرة، ويا قرة عيون الأبرار
بالنظر إلى وجهه الكريم في الدار الآخخرة، وياذلة
الراجعين بالصفقة الخاسرة.
{ وُجُوهٌ يَومَئذٍ نَّاضِرَةٌ ، إِلى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ، وَوُجُوهٌ يَومَئِذٍ
بَاسِرَةٌ ، تَظُنُّ أَن يُفْعَل بِهَا فَاقِرةٌ }[القيامة:22ـ25].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فحي ّ على جنات عدنٍ فإنها ــ منازِلُك الأولى وفيها الخيمُ
ولكننا سبي العدو فهل ترى ــ نعدو إلى أوطاننا ونسلمُ
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته































