السلام عليكم
علمنا قدوتناان الشىء يأتي بالجهد.يقول الله عز وجل(والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا , وان الله لمع المحسنين).
فهو يقول:
(انما العلم بالتعلم,وانما الحلم بالتحلم), وكذلك الصبر بالتصبر,والخشوع بالتخشع ,والنصر بصناعة النصر,والسعادة بصنع السعادة. فقد جاءت على وزن تفعل,اي تصنع الشىء
اذن لم يكن موجودا . فأن لم تكن سعيدا فتصنع السعادة ,وذلك بأظهار انك سعيد لنفسك اولا ولغيرك ثانيا.ودليل السعادة الابتسامة. هل وانت تقراء هذه الكلمات الان تبتسم ؟ ابتسم.هل بقربك صديق او زوج او ابن او قريب؟ ابتسم له ولك صدقه.
يقول ابو علم النفس الحديث د. وليم جيمس:
(ليس بأستطاعتنا تغير مشعارنا بسهولة وبمجرد التصميم على فعل ذلك لكن بأستطاعتنا تغير افعالنا . وحين نغير افعالنا ستتغير مشاعرنا تلقائيا .ان الممر التلقائي الى الفرح ,اذ ما كنت قد فقدته ,هو الجلوس بفرح والتصرف والتحدث وكأن الفرح هناك).
والديت الاسلامي السمح يدعوك الى الابتسامة دائما ,حتى ان الله تعالى يؤجرك على ذلك,ففي الحديث :
(تبسمك في وجه اخيك لك صدقه). طبعا هناك اناس جأوا بغلظه,ولا ادري من اين.هل رأيت اناس يلقون السلام عليك وكأنهم يلقون الحرب؟!بعض الناس يشعر ان في الدين غلظه وشقاء.والدين برىء من ذلك .اذا لم تشعر بألسعادة وانت مسلم فأن اسلامك غير صحيح ,لأن الاسلام دين سعادة وطمأنينة فكيف يتسبب في التعاسة ؟ ان الدين لا يتسبب ابدا في تعاسة ابن ادم في الدنيا ولا في الاخرة,ولكن الفهم هو الذي قد يتسبب في ذلك .الفرق بين المسألتين كما يقول الاستاذ الكبير سيد قطب في (افراح الروح) :
ان الاولى العلم ,والثانية هي المعرفة.
في الاولى:نحن نتعامل مع الفاض ومعاني مجردة,او مع تجارب ونتأئج جزئية.
وفي الثانية :نحن نتعامل مع استجابات حية ,ومدركات كلية . في الاولى:ترد الينا المعلومات من خارج ذواتنا,ثم تبقى في عقولنا متحيزة متميزة. وفي الثانية:تنبثق الحقائق من اعماقنا.يجري فيها الدم الذي يجري في عروقنا واوشاجنا , ويتسق اشعاعهامع نبضنا الذاتي.
ان هناك اناسا قد شددوا فشدد الله عليهم ,فأتعسوا انفسهم واتعسوا اهاليهم .هناك اناس اذا رأيتهم تشعر بأن التدين سعادة وراحة,واخرون اذا رأيتهم تشعر بأن الدين هذا الذي يتبعونه انما يقود كل من يتبعه الى العسر والتعاسه والبؤس .او قد يكون الدين عند البعض مصلحة او مهربا من واقع.
ان هناك اناسا سيؤن المعاملة فيتدينون فتنتقل معهم طباعهم .ولذلك نص الحديث فقال:
(خياركم في الجاهلية خياركم في الاسلام ان فقهوا ) . لابد لكي يتغير الانسان ان يتغير حقيقيا .
ان الدين سعادة ومتى كان غير ذلك فأنه ليس الدين الصحيح او ان صاحبه ظلمه فلم يفهمه فهما صحيحا. كن سعيدا حتى تكون قدوة لغيرك وتريهم ان الدين سعادة.
تحياتي
