طائر النورس
في يومٍ من الأيام تعرفت على طائرٍ جميل أسمه النورس، وكنت أرى ذلك الطائر كل يوم، وفجأة دون أي مقدمات إنقض على طائري الجميل صقرٌ متوحش وقد إمتلأ قلبه بالقسوة والأنانية، إنقض على طائري دون رحمة، وحين رأيت هذا المنظر توقف قلبي عن الخفقان، وانقطعت أنفاسي، وعيني تراقبان طائري وهو يحاول الهرب من قبضة الصقر، فتارةً ينقض الصقر على طائري وتارةً أخرى ينجو طائري من قبضة الصقر وأنا أراقب وأشعر بأني مشلولة تماماً عاجزة عن الحركة حتى أُنهك الصقر ونجى طائري الجميل، وعاد يطير أمام ناظريَ وكلهُ فرحٌ وسعادة وفي تلك اللحظة بالذات عادت إليَ أنفاسي وعاد قلبي للخفقان من جديد.
عاد طائري ليحلق مرةً أخرى في السماء وقد إنتصر على ذلك الصقر ياله من طائرٍ قوي وجميل.
عندما كنت أرى طائري وهو يحلق عالياً، كنت أرى فيه الشموخ والقوة، كنت أرى الحرية في طيرانه، الحرية من كل أنواع القيود، كان منظره يبعث الأمل في قلبي، كان طيرانه يذكرني دائماً أن الحياة لازالت جميلة كما كنت أراها وأنا طفلةٌ صغيرة لاتفقه شيئاً عن أمور الدنيا وهمومها.
النورس ما أجمله من طائر، يطير فوق البحار، فيبشر البحارة بقرب الشاطئ، ويطير أما ناظريَ فيبشر قلبي بالسعادة.
فطالما طائري الجميل يحلٌق عالياً في السماْء فقلبي يحلق معه بأجنحة السعادة.
والسلام ختام
