• 0
  • مالي خلق
  • أتهاوش
  • متضايق
  • مريض
  • مستانس
  • مستغرب
  • مشتط
  • أسولف
  • مغرم
  • معصب
  • منحرج
  • آكل
  • ابكي
  • ارقص
  • اصلي
  • استهبل
  • اضحك
  • اضحك  2
  • تعجبني
  • بضبطلك
  • رايق
  • زعلان
  • عبقري
  • نايم
  • طبيعي
  • كشخة
  • النتائج 1 إلى 1 من 1

    الموضوع: الجوع كافر

    1. #1
      التسجيل
      20-08-2002
      الدولة
      ايطاليا ممكن تلا قيني بالحارة
      المشاركات
      308
      المواضيع
      127
      شكر / اعجاب مشاركة

      Thumbs up الجوع كافر

      الجوع كافر


      --------------------------------------------------------------------------------

      - 1 -

      جلس مرزوق القرفصاء في البرد القارس ، وعيناه الجاحظتان أغنية حزينة . معدته خاوية منذ أيام ينتظر لقمة حتى لو كانت من جنس الفضلات . في الحقيقة لم يعرف مرزوق نكهة للطعام منذ زمن طويل ، كل ما هناك رطوبة يسبح في جداولها ، ورائحة كريهة تنبعث من جسده النتن وتخنقه . سكان الحي غالبا ما يستهزأون منه بقولهم

      ألم تكف بعد عن ممارسة اليوغا ؟ يقينا أنك ستموت على هذا الوضع يا مرزوق

      ومع اقتراب كل وجبة طعام تزداد ضربات قلبه ، ويزداد لهاثه المجنون عند رؤيته لأي قطعة طعام . يعيش على أمل أن ينتشل جوعه فاعل خير مهما بلغت درجة حقارته ، ليعطيه أي شيء يمكن أن يحرك فكيه المضرب عن الحركة قسرا . أحيانا كثيرة تمنى لو خلق حيوانا يستطيع اجترار طعام الطفولة

      مرزوق يتوجع ، والجوع كافر لايرحم . طرق كل الأبواب بوجه تلونت اشكاله بحثا عن وظيفة . لم يفكر في نوعيتها ، المهم لاتجعله يستجدي اللقمة . في كل مرة يرجع خائباً ، ومنبوذا . مزيد من الأبواب الموصدة ، واتهامات خطيرة تنهال عليه ، كتلك التي اتهمته بالسبب في الازمة الأقتصادية المتفاقمة

      عندما يمشي مرزوق ينسى نفسه ، ويؤتي بحركات غريبة رغما عنه . أحيانا يحرك جسمه بطريقة كاريكتيرية مضحكة ، وأحيانا يضرب الجدران بقبضة يده ، ودائما يكلم الأرض من تحته في طريقه . ولم تبخل عليه الأرض بالرد ، طلبت منه أن لايحزن كثيرا . هي أيضا يحكم عليها بظروف أقسى . هي أحيانا يفترسها العطش ، وتتألم للحصول على قطرة ماء . تقتل جذورها في اعماقها ، لا لتموت ، بل لتعيش . تطرد الدخلاء بلا تفكير ، لا ليس بخلا ، ولكنها ضرورة الحياة. تطلب الأرض منه الانتظار - كما في حالتها - الذي قد يطول ، وتواسيه برحمة الله الواسعة التي تأتي بالمطر ، وتذهب ريح الأحزان . عش للأمل يا مرزوق ولاتيأس من رحمة الله . بصق مرزوق على الأرض الحالمة ، فهي تستطيع التحمل ، وهو يستحيل أن يفض الاشتباك الناشب في مصارينه المتصارعة

      رفع مرزوق رأسه قليلا ، وعلى امتداد نظره رأى من بعيد نافذة علوية ينبثق منها ضوء خافت. لاحظ مرزوق انها تبقى مضاءة حتى ساعة متأخرة من الليل . ولما تعب من التحديق الأبله نام كطفل مشاغب يلتحف السماء الحنونة . نام القرفصاء أيضا كي لايفترسه الجوع فيستيقظ في الصباح ولايجد نفسه



      - 2 -

      في ذلك اليوم لم يغالب النعاس جفون مرزوق ، بعد أن رافقته السوائل اسبوعا طويلا . تجمد في موقعه على الرصيف القذر . استوطنته العفونة في كل الأوقات . كل المحاولات الطيبة ، والماكرة فشلت بامتياز للحصول على طعام

      نظر مرزوق الى النافذة المضيئة . نظرة أخرى خبيثة . خاطبه ضميره " السرقة حرام " ، وأجابه عقله "ولكن الجوع كافر". هو الآن غير متوضأ . تركبه الجنابة منذ ذلك اليوم الذي مارس فيه العادة السرية متخيلا الساق العاري للفتاة الأجنبية التي مرت من امامه . لايستطيع مرزوق أن ينام . يريد مرزوق أن يصرخ .. ايها العالم الوحشي لماذا وضعت الضمير في مجاري قذارتك ؟ ينظر مرزوق للاعلان الكبير الذي بقربه عن الشاي السيلاني الممتاز ، وأتته رغبة عارمة لارتشافه ثم التدخين بشراهة . تراجع مرزوق عن هذه الأمنية خوفا من أن يلفظ نفسه مع الدخان

      نظر مرزوق الى النافذة بحسم هذه المرة . رأى شبحا يتحرك في انحاء الغرفة . تجاهل ما شاهده، وقرر المضي قدما في تنفيذ مخططه الشرير . تسلل مرزوق في الأجزاء المظلمة من الزقاق . حفيف الآشجار يقلقه ، وكذلك أصوات نباح الكلاب المتقطعة. كغزالة رشيقة وصل مرزوق الى المكان المقصود، شقة في الطابق الرابع . النافذة لاتزال مضيئة رغم أن الساعة تجاوزت الثانية صباحا

      الباب موصد بالتأكيد ولايوجد منفذ أخر في الطابق الأرضي. لأول مرة يفكر مرزوق . وجدها أخيرا. أنابيب المياه التي تسلقها بخفة ورشاقة ، مستفيدا من خفة وزنه الناشئة من جوعه المزمن. فكر مرزوق بخبث " الجوع مفيد في بعض الأحيان " . لحسن حظه هناك منفذ مكيف الهواء الشاغر ، وخمن ان حظه في قمته لأن المكيف في حالة صيانة على ما يبدو . دخل مرزوق بحذر ولم ينسى أن يمتن للجوع الذي مكنه من الدخول بسهولة . لم يجد مرزوق أحدا في هذه الغرفة التي هي بالتأكيد غرفة النوم . اختبىء في خزانة الملابس عندما سمع خطوات قادمة ، وأقفلها عليه ، وعلى خوفه . تجمد في مكانه عندما وجد نفسه وجها لوجه مع امرأة فاتنة بملابس داخلية . يد مرزوق النحيفة منعت في التو استغاثة عاجلة



      - 3 -

      أصبح الخوف قاسما مشتركا . قواسم أخرى بدأت في الطفو ، اللهاث ، الريبة ، الحذر ، وحتى محاولة الصراخ. قيد مرزوق المرأة وجلس أمامها لايدري ماذا يفعل . المرأة الفاتنة أمامه شبه عارية ، وبكامل حسنها الآخاذ . قام راكضا نحوها بسرعة . أغلقت المرأة كل المعابر استعدادا للمقاومة . ارتمى مرزوق عليها وغطى جسدها بالمفرش حتى رقبتها ، ثم عاد الى مكانه والعرق يغسل وجهه

      أين المطبخ ؟ تكلمي بسرعة

      لقد نسى مرزوق من فرط خوفه أنه كمم فمها . تسلل من غرفة النوم الى باقي البيت بحذر . الشقة فخمة جدا . أهتدى الى المطبخ . انه عامر حقا بما يتمناه ويشتهيه. سال لعابه ، وحمل معه أطباق من كل الأصناف ، سلطات ، لحوم متنوعة ، مشروبات ، وحتى الخمرة التي لم يذقها قط في حياته . كوم الأطعمة أمامه وجلس يلتهمها في لهفة ، بدون أن يتذوق طعمها . المرأة تراقبه بذهول . تجشأ مرزوق للمرة المليون

      لاتؤاخذيني يا سيدتي . انه الجوع المارد . هل تعلمين ان البيت الأزرق في الركن المقابل يرمون بطعام كثير في صندوق القمامة . سجنت عدة مرات - بحجة السرقة - لأنني كنت أحاول أخذ الطعام قبل القطط ، وسيارة البلدية

      يرمي مرزوق ببقية الطعام ، ويسرح بعيدا . ربما أيقظته ذكريات الأيام الأليمة من رغوة الحلم الذي يعيشه الآن . ثم واصل حديثه الحزين

      كنت ابحث عن لقمة أطفأ بها لهيب الجوع في النفايات ، وكففت عن هذه العادة عندما أصبت بالتسمم وأدخلت المستشفى الحكومي . وهناك تمنيت ان لاأخرج . مأوى صحي ، ومعاملة حسنة ، وطعام نظيف يأتي في موعده والغاية سرير يزيل التعب . وهناك يا سيدتي لم يرحمونني أيضا ، ألقوا بي خارجا عندما تعمدت اطالة مدة البقاء . كدت أرجع للقمامة ولكنني تراجعت خوفا من تهديدهم الجاد لي بعدم استقبالي مرة أخرى

      هل تعلمين يا سيدتي بأنني تقدمت مرارا لمجلس البلدية باقتراح غير مكلف . لجنة صغيرة مهمتها جمع الأكل الفائض من المقتدرين والراغبين ، ومن ثم توزيعه على الفقراء والمحتاجين . لكنهم طردوني ، وبرروا موقفهم السلبي بان اقتراحي من شأنه تفشي البطالة، وأن أغلبية المحتاجين ينظرون على انها طريقة مهينة للاحسان

      قام مرزوق من مكانه بصعوبة وتوجه للمرأة المقيدة والممدة على السرير . اقترب منها وانحنى ببطء . تكلم الخوف في عينيها . وبهدوء شديد حل مرزوق وثاقها ، ونزع المنديل الذي يكمم فمها ، ثم قال باعياء شديد بسبب كثرة الأكل

      - تستطيعين الصراخ الآن يا سيدتي فأنا لست بمغتصب أو لص . كل ما في الأمر أنني انسان جائع يسعى لأن لاينتهي

      توجه مرزوق للمنفذ الذي دخل منه ليرجع ثانية للرصيف الذي افتقده . أتخمه الطعام ولم يستطع المرور . رجع للمرأة خائبا . كان حزينا الى درجة فظيعة لأنه أدرك انه يجب أن يعود نحيفا ، وجائعا

      " النهاية "

      ما رأيك في القصة؟

      كيف وجدت الأحداث وما هو تقييمك للأسلوب وطريقة إختيار الشخصيات؟ ما هي السلبيات والإيجابيات؟ هل أستحقت وقتك؟ وأشياء أخرى تجدها مناسبة للتقييم ،،
      الصور المصغرة للصور المرفقة الصور المصغرة للصور المرفقة carlos.jpg‏  
      للتواصل عبر الماسنجر

      mafia915@hotmail.com
      موجود دائماً


      [فييري الأفضل

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •