أبينا إلا أن نثبت عروبتنا في هذه الساحات العربية الخالدة .. و أبينا إلا أن نثبت فهمنا الخطأ لديننا في هذه الساحات السلفية ..
فلا خلاف إلا و معه البغض و الحقد العمى و تراشق الإتهامات و كيل الصفات و النعت بأحط النعوت .. و أصل الخلاف -في الغالب- على قضية تافهة قد يكون المختلفون متفقِيْن فيها ، و لكن لغة الطرح عادة ما تكون من الحدّة المستفزّة بمكان.
و الآن .. ظهرت موضة جديدة .. موضة الهجرة الجماعية الكاذبة .. كل واحد أراد أن يقيس شعبيته العارمة ، يلوّح بمنديل الرحيل .. و لكنه للأسف لا يفعل، و لو فعل ، لارتاحت الساحات.
فتراه يطل عليكم غداة يوم رحيله ، مستدراً العطف و الدموع و طلبات الإسترحام و مناشدات الإستبقاء على غرار : ( لا ترحل يا .... فنحن نحتاج إلى حكمتك ) .. أو ( من للساحات من بعدك يا .. ) أو ( من سيدافع عن الإسلام إن رحلت يا .. ) و ( بالله عليك أن تبقى فنحن سنموت إن تركتنا وحدنا ) ..
و كأن الضباع ستنوشنا إن تركنا فلان أو غادرنا عِلاّن.
من كان مزمعاً الرحيل حقاً فليدر ظهره و يتركنا بغير و داع ، أما هذا المطّ الغريب لمشاهد الوداع و اللحظات المؤثرة فلا داعي له ..































.
.




