ليس ثمة من يستحق لقب نجم الاسبوع في الدوري الايطالي في هذه الجولة أكثر من كابتن نادي روما فرانشيسكو توتي الذي عانى من الاصابة كثيراً في بداية هذا الموسم·· مثلما عاني الكثير من انتقادات مدربه فابيو كابيللو التي جعلت الأجواء ساخنة جداً بين الرجلين قبل بداية مباراة بريشيا بأيام قليلة·
توتي ملك نادي روما تألم كثيراً لانتقادات كابيللو·· وتألم أكثر للوضعية الصعبة التي مرّ بها فريقه الذي عجز عن تذوق طعم الانتصار في الثلاث مباريات الأولى للموسم ليقرر النجم الذي تعتبر مسيرته قصة من الوفاء لألوان ناديه، في النهاية بأن يمسك بزمام الأمور ليقود روما بفضل الهاتريك الذي سجله الى بوابة الخروج من النفق المظلم وذلك خلال 24 ساعة بعد احتفاله بعيد ميلاده السابع والعشرين·
كل شيء في فرانشيسكو توتي قدره أن يرتبط بروما المدينة وروما النادي من البداية الى النهاية·· فالطفل الذي ولد في السابع والعشرين من سبتمبر 1976 كانت أول هدية تلقاها في عيد ميلاده الاول عبارة عن كرة عليها شعار نادي روما؟!
ولعل ارتباط توتي بنادي روما سببه الأساسي نشأة الطفل الأشقر في أحد الأحياء الشعبية للعاصمة الايطالية وهو حي سان جيوفاني الذي يتنفس فيه الناس الكالشيو للنخاع من الصباح الى المساء ويحلم فيه الاطفال الصغار بأن يصبحوا في يوم من الأيام من نجوم كرة القدم سالبة الألباب وصانعة الأمجاد·
توتي التيفوزي ·· بداية الحلم
ولم تكن ظروف ذلك الزمن الكروي إلا لِتُحبِّب الكرة الى نفس الطفل الذي أدرك كل اصدقائه وجيرانه بأنه يختزن موهبة كبرى منذ نعومة أظفاره·· فتوتي لم يكن عمره إلا ست سنوات حين كانت ايطاليا تدوّخ الألمان في نهائي كأس العالم 1982 باسبانيا ليتألق باولو روسي وبرونو كونتي ورفاقهم على ايقاع الفلامنجو ولتتسع دائرة الأحلام عند الطفل توتي وابناء جيله·
وعندما بلغ السابعة من العمر كان توتي شاهداً على كل تفاصيل تتويج نادي روما بسكوديتو عام 1983 بقيادة البرازيلي الساحر فالكاو ورفاقه خاصة وأنه كان يرافق والده أونرو وشقيقه الكبير ريكاردو الى الأولمبيكو بصفة دائمة·
والحقيقة أن حب توتي للكرة لم يأت من عدم ولامجال للصدفة فيه فالطفل الذي كان يدوّخ رفاقه الصغار في مباريات حي سان جيوفاني·· ويتطلع لمكان في مباريات شباب الحي رغم صغر سنه كان يرتاد الاولمبيكو بصفة دائمة ومنتظمة وكان عشقه الكبير المدرجات الجنوبية التي لايرضى بغيرها لمتابعة مباريات نادي روما فهي المكان المعروف للتيفوزي الناس الأكثر عشقاً وحباً لنادي روما·· والذين لايفصل بينهم وبين هذا الحب إلا الجنون·
هكذا اذاً نشأ توتي·· وفي هذه الظروف رضع حليب الكرة·· وفي البيت رقم 18 من شارع فيّيا فيتولونيا تعلّم كيف يحب الكالشيو مصدر فخر الايطاليين من الشمال الى الجنوب·· ولولا الظروف الجديدة في مسيرته الكروية لما كان يرضى بأن يترك هذا المكان منذ خمس سنوات بعد أن اصبح عدد كبير من المعجبين والمعجبات يطوقون بيته ليلاً ونهاراً للحصول على توقيع كابتن روما أو لأخذ صورة مع نجمهم المحبوب وهو الأمر الذي دفعه للانتقال بعائلته الى فيلا جديدة في حي من الأحياء الراقية القريبة الى شاطىء البحر حيث يتجاور في السكن مع زميليه في النادي المهاجم الايطالي ماركو ديلفيكيو ولاعب الوسط الفرنسي كانديلا·
يلعب إلى جانب مثله الأعلى جيانيني
توتي تعلم أبجديات الكرة في فريق صغير قريب من بيته وكان ذلك في السابعة من عمره ولكنه بعد عامين التحق بفريق لودجياني وهو ناد محترف في القسم الرابع ليكون نجمه الاول والموهبة التي لفتت لها الإعجاب وهو الأمر الذي تسرع بانتقاله الى نادي روما في سن الحادية عشرة·· وكان ذلك في يوليو ·1987
انطلاقاً من ذلك الحين تغيرت حياة توتي بالكامل وهو الذي كان سبب معركة للظفر بخدماته بين روما ولاتسيو·· ولكن حبه وعشقه لروما هزم كل محاولات مسؤولي ناديه الصغير ببيعه الى لاتسيو الغريم التقليدي لروما·
في ذلك الوقت كان نجم روما الأول هو الدولي الايطالي السابق جوسيبي جيانيني الملقب بالأمير ·· وكان توتي في بداياته مع الفريق الأول ولم يكن يطلب أكثر من أن يكون الى جانب النجم الذي تعشقه روما·· ولعل الصدف وحدها هي التي جعلت توتي رفيقاً لجيانيني في غرفة الفندق الذي نزل فيه نادي روما قبل لقائه مع بريشيا يوم 28 مارس ,·1993 يوم بداية توتي في الدرجة الأولى·
بداية من ذلك التاريخ انفتحت صفحة جديدة في تاريخ الشاب الاشقر الذي وجد في جيانيني خير مساند وموجه له على الملعب وخارجه ليبدأ فتى روما المدلل في تسلق سلم المجد درجة درجة
(منقول)
