أجمعت الصحف الايطالية على أن التنافس على نجومية الدوري الايطالي لهذا الموسم ربما تنحصر بين النجم الايطالي اليساندرو دل بيرو والبرازيلي فيكتور ريفالدو القادم الى صفوف ميلان الايطالي من برشلونة الأسباني.
ويتوقع النقاد أن يحاول النجمان ابراز مواهبهما وكفائاتهما من خلال منافسات الدوري المحلي والمنافسات الأوروبية مع ناديهما في الفترة المقبلة.
دل بييرو
بالنسبة للنجم الايطالي اليساندرو دل بيرو الذي يلعب للمنتخب الايطالي ونادي اليوفنتوس اتفق المحللون على ان هذا الاعب هو الأفضل موهبة بين أبناء جيلهوأكثرهم ولاء وتمسكا بالشعر الذي يحمله.
ولاغرابة في ذلك الاتفاق, اذ ان دل بيرو بدأ يمارس النضوج الكروي منذ ان كان في سن الثالثة عشر عندما التحق بمركز لتدريب المكثف في نادي بادوفا الايطالي الذي كان أول الأندية التي يلتحق بها ويبدأ منها تجربته الكروية.
وعلى الرغم من النجاح الكبير الذي صاحب حياة دل بيرو الكروية, فان البدايات لم تكن كما يتوقعها البعض . اذ واجه دل بيرو مصاعب عدة في البداية فالبنسبة له كانت عملية التفاعل مع البيئة الجديدة من أصعب الواجبات التي كان يجب عليه الاهتمام بها فعندما كان مدربوه والمسؤولون عن المعسكر الدائم التابع لنادي بادوفا والذي يمثل مدرسة للناشئين , يجدونه منزويا في أحد جوانب الملعب أو جالسا بين الأشجار المحيطة بالملعب كانوا يطلبون منه أن يحاول ابداء شيء من التفاعل مع بيئته الجديدة والتأقلم مع واقع ان لن يتمكن من زيارة منزله ورؤية بقية أفراد عائلته الا في الاجازات الشهرية أو تلك التي تمنح في الأعياد والمناسبات الكبيرة.
أما بالنسبة لدل بيرو واداري نادي بادوفا فان الهدف واضح ويتمثل في صناعة نجم عالمي من خامة تتوا فيها كل مقومات اللاعب الموهوب . وربما كان ذلك المنطق الذي دفع بدل بيرو للعمل الجاد من أجل التعامل مع الوضع الجديد الذي بدا صعبا للغاية في بدايته. ولانه اتصف بوادر وعي مبكر قرر دل بييرو الاعتماد على نفسه في كل شيء والالتزام ببرامج التدريبات الصارمة وكانت تلك هي البداية الحقيقية التي شكلت حياة دل بيرو الكروية بعد ذلك ويعترف بنفسه بأن الاعتماد على الذات وادراكطبيعة التضحيات التي تتطلبها كرة القدم كانت كلها من الأسباب التي ساعدته في النجاح.
ومن خلال جرعات التدريب المقننة التي تلقاها دل بيرو في بادوفا وبعد انتقاله المبكر الى نادي اليوفينتوس الشهير بدأت نجوميته تظهر شيئا فشيئا وفي كل مباراة يلعبها كانت تظهر عليه قدرات ومواهب فذة . وأمام كل ذلك وجد الجمهور الايطالي نفسه مغرما بذلك النجم الشابالذي برز في وقت كانت كرة القدم الايطالية تعيش فيه عصر نهضتها الكبرى.
ووصل عشق الجماهير الى دل بيرو الى حد أطلقوا عليه لقب ((بنتروريكيو)) وهو أحد الشخصيات الشهيرة والمعرفة في التاريخ الايطالي , حيث كان واحدا من أهم فناني عصر النهضة ومن أكثر المبدعين الذين قدموا شهرة واسعة للثقافة الايطالية.
ودل بيرو الذي يعد اليوم واحدا من أفضل لاعبي الوسط المهاجمين في العالم يعتبر ان الولاء واحترام الموهبة هما الأساسان اللذان يبنيان حياة الاعب لذلك فهو أكثرالاعبين حرصا على احترام شعر اليوفينتوس الذي أحبه كثيرا وقدم له الكثير أيضا.
اليساندرو في سطور
*ولد دل بيرو في التاسع من نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1974 في مدينة كونيلجليانو الايطالية,
*بدأ يمارس لعبة كرة القدم منذ وقت مبكر وظهرت عليه علامات النجومية منذ الثالثة عشر من عمره عندما التحق بندرسة الناشئين في نادي بادوفا في العام 1987.
*يتميز دل بيرو بقدرته لفائقة على تسديد الركلات الحرة والتحكم في الكرة اضافة الى اجادة الضرباتالعلوية من كل اتجاهاتمستفيدا من طوله الفارع(173 سم) ووزنه المتناسق (73كيلوجرام).
ريفالدو
ولم تختلف حياة النجم البرازيلي فيكتور ريفالدو لذي انتقل في يولويو/تموز من نادي برشلونة الأسباني الى نادي((اي سي ميلان))الايطالي, كثيرا عن حياة دل بيرو. فالنجمان يعتبران أبناء جيل واحد فالفارق العمري بينهما أقل من سنتين كما ان خلفيتهما الكروية تكاد تكون متشابهة الى حد بعيد.
فمثلما واجه دل بيرو العديم من العواصف في بداية حياته الرياضية فان ريفالدو مر أيضا بفترة عصيبة بعد وفاة والده في حادث سير في عام 1989 عندما كان ريفالدو يحاول جاهدا تحقيق رغبة والده في أن ينمي موهبته الكروية ويصبح لاعبا محترفا .
وكانت بداية ريفالدو مبكرة وهو أمر طبيعي نظرا لواقع الحياة البرازيلية الذي يعطي اهتماما أكبر للعبة كرة القدم التي تعتبر الرياضة الشعبية الأولى في البلاد ويمارسها ملايين البشر. ومنذ طفولته وبحكم بيئته تلك وجد ريفالدو نفسه منغمسا في حب كرة القدم . وعند بلوغه الخامسة كان من النادر أن تجد ريفالدو في البيت فالمكان المحبب طوال ساعات اليوم كان الشاطيء الرملي القريب من بيت أسرته في مديتة رسيف البرازيلية.وكان يمثل الشاطيء المدرسة الحقيقية لكرة القدم , حيث يتجمع الاطفال ويتبارون في بمختلف أنواع الكرات الجلدية وغيرها وسط تشجيع وتوجيهات المارة في بلد تعد الكرة هي أفضل هدية تقدم للمواليد.
وبحكم موهبته وقدراته الفنية العالية كان ريفالدومن أصغر الاعبين الذين يلعبون للمنتخب البرازيلي في مطلع التسعينيات القرن الماضي.وتجسد التحدي الكبير في ارتداء القميص رقم(10) الذي يعد رمزا للابداع الكروي في البرازيل وارتبط بالنجم الفذ بيليه.
وعندما انتقل ريفالدو الى أسبانيا كلاعب محترففي صفوف نادي برشلونة وجد نفسه مرتاحا من مضايقات الصحافة البرازيلية, فهو لم يستمتع بحياته مطلقا في بلاده. , اذ ان النجم الكروي هو هدف الصحافة الأول وليس السياسيين كما هي الحال في البدان الاخرى . ويقول ريفالدو انه شعر أكثر من ما وفرته له فرصة الاحتراف في اسبانيا انها مكنته من الفرار من أضواء الشهرة اذ انه بات باستطاعته الخروج بصحبة زوجته وأبنائه دون التعرض لأضواء الكاميرات.
وبعد جدل هاديء ظفر نادي اي سي ميلان بريفالدو الذي يمضي بقوة نحو الوصول الى قمة هرم النجومية في العالم وهو في نظر الكثيرين يستحق لقب أفضل لاعب في العالم فهو قائد ذكي وخبير وبرزت مميزاته اكثر من خلال المباراة الاخيرة لميلان مع أتالانتا في الدوري الايطالي
ريفالدو في سطور
*ولد فيكتور ريفالدو في التاسع عشر من ابريل/نيسان من عام 1972 في مدينة رسيف البرازيلية.
*مارس كرة القدم منذ سن الخامسة وكان يطلق عليه حينها((الطفل النجم)) حيث كانت لماته الكروية رائعة تتحدث عن نجم كبير في المستقبل .
*يعد من أفضل لاعبي خط الوسط في العالم ويميل الى الجوانب الهجومية.
*أكثر ما يميز شخصيته هو هدوؤه وبعده عن الأضواء.
