حريق الهوى
		
		
				
					
					
				
				
					
				
		
			
				
					من نازعته نفسه إلى لذة محرمة , فشغله نظره إليه عن تأمل عواقبها و عقابها و سمع هتاف العقل يناديه: ويحك لا تفعل , فإنك تقف عن الصعود , و تأخذ فى الهبوط,و يقال لك : إبق بما اخترت , فإن شغله هواه فلم يتلفت إلى ما قيل له,لم يزل فى نزول, و كان مثله فى سوء إختياره كالمثل المضروب : أن الكلب قال للأسد: يا سيد السباع , غير إسمى فإنه قبيح , فقال له أنت خائن لا يصلح لك غير هذا الإسم, قال فجربنى , فأعطاه شقة لحم و قال : إحفظ لى هذه إلى الغد و أنا أغير إسمك , فجاع و جعل ينظر إلى اللحم , و يصبر , فلما غلبته نفسه قال : و أى شىء بإسمى ؟ و ما كلب إلا إسم حسن. فأكل. 
و هكذا الخسيس الهمة , القنوع بأقل المنازل, المختار عاجل الهوى على آجل الفضائل. 
فالله الله فى حريق الهوى إذا ثار, و أنظر كيف تطفئه, فربَّ زلة أوقعت فى بئر بوار , و ربَّ أثر لم ينقلع , و الفائت لا يستدرك على الحقيقة, فابعد عن أسباب الفتنة , فإن المقاربة محنة لا يكاد صاحبها يسلم , و السلام. 
من كتاب صيد الخاطر لابن الجوزى.
				
			 
			
		 
			
				
			
				 
			
			
				 " اللهم فاطر السماوات والأرض ، عالم الغيب والشهادة ، لا إله إلا أنت ، رب كل شيء ومليكه ، أعوذ بك من شر نفسي ، ومن شر الشيطان وشركه ، وأن أقترف على نفسي سوءا أو أجره على مسلم "
"اللهم اقسم لي من خشيتك ما تحول به بيني وبين معصيتك"