الى الاستاذ الفاضل ابونواف ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
هل تسمح لى اخى الفاضل ابونواف بالمداخله البسيطه فى الردعليك ولكن بصوره يكون فيها الموضوع قمه وهذى المداخله عزيزى ابونواف هى فى كتابة الشعر ...
(( اسهل الطرق لفن كتابة القصيدة أو الشعر ))
هي عبارة عن محاولة منى لكتابة القصيدة العربية بشكل جديد ، وإلباسها ثوبًا عصريًا مريحًا وعمليًا ، بعد أن أرهق جسد القصيدة العربية طوال العصور بأثواب مفرطة في طولها واتساعها ، ورداءة قصها.
والواقع أن القطاع الأكبر من شعرنا العربي التقليدي استهلك من القماش اللغوي ما يكفي لكساء كل سكان الصين ….
هذا التبذير في إستعمال اللغة لدرجة الإنهاك ، جعل قصائدنا – كعباءاتنا – لا يسكن فيها جسد صاحبها فحسب ، وإنما جسد القبيلة كلها.
ويا طالما بحث منذ بدأت في كتابة الشعر ، عن معادلة شعرية يكون فيها اللابس والملبوس قطعة واحدة ليس فيها نتوءات. ولا حواشي. ولا زوائد بلاغية متهدلة.
كنت دائمًا أحلم بشعر عربي تكون فيه مساحة الكلمة بمساحة الانفعال ، وحجم الصوت الشعري بحجم فم الشاعر … وبحجم هواجسه.
كنت أومن أن الشعر هو خلاصة الخلاصة … وإن أي محاولة من الشاعر لمطّ صوته بطريقة مسرحية. ومد إنفعاله على سطح أوسع يخرجه من حديقة الشعر … ويدخله في سراديب الثرثرة الشعرية.
الثرثرة الشعرية : هي فجيعة شعرنا العربي … ونظرة واحدة إلى أهرامات القصائد العربية القديمة توضح لنا أننا تكلمنا أكثر من اللازم ..
الشعر : خلاصة الخلاصة … كما قلت .
لذلك كان أعظم الشعراء هم أولئك الذين كتبوا بيت شعر واحدٍ … وماتوا بعد كتابته مباشرة …
ليس من وظيفة الشعر أن يشرح كل شيء وبكلمة أدق … أن يقتل كل شيء …
الشرح الطويل عمل من أعمال الببغاوات ، والعجائز . ونشرات الأخبار …
وظيفة الشعر هي أن يعطيك بطاقة السفر … دون أن يتدخل في تفاصيل الرحلة ، ومواعيد القطارات التى سيركبها ، وأسماء الفنادق التى ستنزل فيها …
وظيفة الشعر أن يضع في أصابعك خاتم سليمان وعليك أنت أن تستحضر المارد … وتطلب منه ما تريد من لبن وعسل وحوريات …
اللعبة الشعرية … لعبة إشارات ضوئية واللاعب الكبير فيها هو الذى يحتفظ بالقدرة على الصمت ويعرف متى يلقي ورقة الدهشة.
الكلام الكثير على طاولة الشعر … كالكلام الكثير على طاولة القمار … لا يجلب سوى الخراب
الكلام الكثير فيه مقت لنا … هذا شيء معروف ومعروف أيضًا ، إن القصائد الأكثر فشلاً في تاريخنا الشعري هي القصائد التى تحولت إلى نوع من الجرائد اليومية …
ربما لم يتعود القارئ العربي المرتبط تاريخيًا ووراثيًا بالألفيات ، والمعلقات .. على طيران العصافير … هذا لا يهم إنه سيتعود عليه ومثلما قيل الذوق العربي ، تلك الثورة المدهشة التى قام بها الشعر العربي على نفسه ، خلال الأربعين عام الأخيرة وغير بها جلدها وثيابها .. فإنه سيرحب حتمًا بكل حركة شعرية تزيد إرتباطه بالعصر.
من ذا الذى يرفض وثوب الخيل ، وطيران العصافير ؟
الحب هنا ، يحمل كل ملامح عصرنا من سرعة وإيجاز .. وتوتر .. وكثافة ..
الحب هنا ، ليس لديه الوقت لكتابة المكاتيب ….
وفتح الفناجين .. إنه يستعمل الأسلوب البرقى في مخاطبة الحبيبة ..
لغة العشق هنا مكثفة ومضغوطة كما لم يحدث في تاريخ العشق وتاريخ البوح ..
ربما قصدت من كتابة هذا المقال ، ان يكون مرجعاً موجزاً للعشق ، ويرجع إليه العشاق المعاصرون ليتعلموا منه كيف يقولون كلمة واحدة .. ماكانوا يقولونه لحبيباتهم بكلمات …
(( قاموس للعشق ))
قد أكون طموحاً أكثر من اللازم ، ومغروراً أكثر من اللازم ..
ولكني لا أتراجع عن أحلامي بسهولة .. فأنا منذ طفولتي أحلم بكتابة اى قصيده عن الحب وقد مزقت عشرات المسودات ، ورميت عشرات التصاميم التى لم تكن على درجة من التركيز والكثافة تسمح لها بدخول معى فى بحر أحلامى ..
أن قصيده تتألف من بيتين .. كانت تأخذ منى فى بعض الاحيأن شهرين من العمل . ومن خلال عمليه الشطب ، والقص ، والتمزيق .. عرفت وجعاً جديداً لم اعرفه فى كل تاريخى … إنه وجع الايجاز .. وجع إدخال الحياة كلها في خرم إبرة ..
هذا هو موضوعى عن الحب أتركه على وسائد المحبين .. وأطفيء القنديل .. وأنسحب .
محروم
التعديل الأخير تم بواسطة محروم ; 28-12-2002 الساعة 05:42 PM
( من كانت الآخرة همة جعل الله غناه في قلبه ، وجمع شمله، واتته الدنيا وهي راغمه ، ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه ، وفرّق شمله ولم يؤتيه من الدنيا إلا ماقدّرله...)
