الرسول أسوة حسنة
بسم الله الرحمن الرحيم
في هذه المشاركة .. أخترت لكم جزء مما كتبه سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله .. حول دور الرسول (صلى الله عليه و على آله الاطهار وسلم) في حركة الرسالة ، و ذلك من كتابه : نظرة إسلامية حول الغدير ص14
… نحن نفهم أن شخصية النبي لا تنطلق على أساس تمثيل الرسالة في الكلمة فقط ، بل إن الرسول يجسد رسالته في الموقف و الواقع العملي ، فيرى الناس صورة القيمة الإسلامية في الواقع كما يسمعونها في الكلمة .
و لذلك فقد كان رسول الله (صلى الله عليه و على آله الاطهار وسلم) إسلاماً يتحرك على الأرض ، فيفهم المسلمون الدعوة في سلوكه بعد أن يسمعوها في قوله ، مما يوحي لهم بأنها ليست فكراً مثالياً يعيش في عالم المثال و في آفاق الخيال ، بل هي فكر متجسد في الواقع العملي من خلال شخصية الداعية .
و من هنا نجد أن القرآن الكريم قدم لنا الرسول على أنه القدوة فقال تعالى ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله و اليوم الأخر و ذكر الله كثيراً ) ( الأحزاب/21) حيث كان يشدهم هذا الخطاب إلى صورة النبي (صلى الله عليه و على آله الاطهار وسلم) التي تمثل النموذج الأعلى للإنسان الرسالي المسلم ، ليتحركوا على أساسها .
و لذلك فإن الإسلام لم ينطلق و يتحرك من خلال كلمات الرسالة فيما بلغه رسول الله (صلى الله عليه و على آله الاطهار وسلم) للناس فقط ، بل و من خلال التجسيد العملي للرسالة على أرض الواقع فيما كان يمثله رسول الله (صلى الله عليه و على آله الاطهار وسلم) . فانطلق الإسلام من خلال عقله و قلبه و أسلوبه ، و نهجه و أخلاقه و دعوته ، و قد شكل الرسول الأكرم (صلى الله عليه و على آله الاطهار وسلم) بذلك العنصر المكمل للقرآن الكريم ، لأن رسول الله (صلى الله عليه و على آله الاطهار وسلم) كان هو القرآن الناطق ، القرآن المتحرك في الواقع ، حيث كان المسلمون عندما تنزل الآية من القرآن يجدون تجسيد الآية عملياً في النبي (صلى الله عليه و على آله الاطهار وسلم) .
و لذلك نقول : لو أن الله سبحانه و تعالى أنزل الكتاب إلى الناس من دون أن يكون هناك شخص يجسد هذا الكتاب لما استطاع أن يجتذب أحداً ، لأن الناس كما يحتاجون إلى الكتاب الصامت ، فإنهم يحتاجون إلى الكتاب الناطق العملي المتحرك ، و هذا هو معنى الأسوة الذي كان يمثله النبي (صلى الله عليه و على آله الاطهار وسلم)
----------------
"علي مع القرآن والقرآن مع علي ، لا يفترقان حتى يردا علي الحوض" . صححه الحاكم وحسّنه السيوطي .
وفي الحسين عليه السلام يقول (صلى الله عليه و على آله الاطهار وسلم) :
"حسين مني وأنا من حسين" .
والروايتان تحملان دلالة مشتركة .. وهي أن أمير المؤمنين والحسين (عليه السلام) هم القرآن الناطق ...
وكذلك سائر المعصومين عليهم السلام .
هل من ناصر فدائي لبيك خامنائي
_________________________
أميري علي و نعم الأمير
سرور فؤادي و خير ولي
أبو الحسنيني و زوج البتول
___________________________