دائماً يميل الإنسان إلى طريقة معينة يود أن يعامله بها من يحب وعلى أساسها تنبني علاقته المثالية بهم ، ويشعر بمشاعر معينة تجاههم ، ولا تتطابق إجابات الناس حول هذه المسألة في الغالب الأعم ..
يقول معظم الناس أنهم يريدون شخصاً طيباً ومراعياً للآخرين ومحباُ وينصت لأمنيات الآخرين وأهدافهم وأحلامهم ويستمع بإنصات إلى مشكلاتهم والتحديات التي تواجههم ، ويشعرهم بخصوصيتهم والاعتزاز بهم ، ويسعد لنجاحهم ، ويشعرون معه بالانفتاح والإخلاص ، ويشعرون تجاهه بالارتباط القلبي والارتباط بالعقل والروح ..
إننا في الغالب نعرف المكونات الضرورية والخلطة السحرية لهذا الكائن الهلامي الآسر والمارد العظيم الذي إذا تمكن من النفوس أطلقها من عقلها وفكها من أسرها ومكنها من صنع أعظم الأعمال والمواقف ، والتي هي في الغالب الاحترام المتبادل والاتصال الدائم والتفاوض وتفهم الاختلافات والمودة والرومانسية ، لكن المشكلة واللغز الذي يصعب على الكثيرين حله هو عملية وضع هذه الأشياء تحت تصرفاتنا وفي واقعنا المعاش حتى نحتفظ بعلاقات حية وحيوية وقوية ..
وإذا تم سؤال الناس عن السلوكيات التي ينتهجونها في التعامل مع الآخرين يقر معظمهم بأنه يكبت حاجاته ولا يعير اهتماماً لصفاته الحسنة وإنجازاته ، وأنه يكرس وقتاً ضئيلاً وانتباهاً بسيطاً للارتباط بقلوبهم وأرواحهم ..
من يسعون إلى حب حقيقي ليس لديهم فكرة عن كيفية تقديمه لأنصافهم الأخرى " الحلوة " ، فمن سخرية القدر أن حاجتنا الملحة التي تجعلنا دائمي البحث عن الحب هي نفس ما يعوق انتعاشه ، من سخرية القدر أنه ، أي الحب ينجذب إلى من يرغبونه ويبعد عن الذين يحتاجونه ..
وكما يقال فاقد الشيء لا يعطيه ، ولذا ينبغي على الإنسان أن يبدأ بحب ذاته ، ذلك أن صلب علاقاته بالآخرين هو علاقته بذاته ، وحبه لها شرط لإيجاد رابطة حب حقيقية تجمعه بآخرين ، أسرة كانوا أو أصدقاء أو تجمعه بهم علاقات حب أو عمل أو مصلحة من مصالح الحياة المتنوعة ، والمركز الذي يولد حب الذات هو نفس المكان الذي يجذب حب الآخرين له ، فإذا كان المركز ملبد بالغيوم فان قدرته على جذب علاقات تتلألأ بالسحر من فرط الحب ستكون غير كاملة ..
يحتاج الإنسان إلى معرفة كيف يحب ذاته ، كيف يعطيها ما يود إعطاءه للآخرين ، والمهارات التي يتطلبها ليشع في النفوس ، وإذا سطع نور الحب بداخله انفتحت الفرص أمامه للاستمتاع بروعة الارتباط
ملطوش:6 :6 :6 :6 :6 ;-)
مشكور
