نحن نعرف جميعاً أن (عود الكبريت) من الممكن أن يحرق الملايين...يحدث هذا في مصر نهاية السنة المالية أو عند نهايتها والفاعل يكون مجهولاً..ولكننا نعرف السبب..فهو إما أن يلقى بعود كبريت على أوراق مبللة بالقاز..أو يحدث شرارة كهربائية تحرق الدنيا!
ويحدث هذا ايضاً في المحاكم عندما يجئ ابن الحلال يريد ان يخفي ملفات قضية من القضايا ويكون قد قبض بضعة الوف من اجل تبديد معالمها!
والروس كانوا يفعلون ذلك في كل الحروب خاصة في الحربين العالمية الاولى والثانية...يحرقون المزارع والقرى لتكون الحرائق منطقة عازلة بينهم وبين القوات المعاديه..وأتخاذ الحرائق جميعاً شمشون الجبار..الذي كان يستخدم اسلوباً أبشع من ذلك في مدينة غزة ضد اعدائه..كان يأتي بالقطط ويشعل فيها النار ويلقي بها في حقول القمح!
وكما أن المضاربات بين الافراد قد تحدث لأسباب تافهه, فبين الدول ايضاً. فالحرب السبعينية (1870م) بين بروسيا وفرنسا قامت بسبب بسيط جداً. فالألمان يريدون أن يحاربوا الفرنسيين وهم يبحثون عن سبب لذلك. واخيراً جاء السبب. فقد طلب السفير الفرنسي لقاء الامبراطور الالماني. فلطعوا السفير ساعتين حتى يخرج الامبراطور من الحمام. نشرت الصحف الالمانية ذلك, فأعلن فرنسا الحرب!
وفي يوم من الأيام قامت الحروب الدينية بين المسلمين والمسيحيين واستمرت مئات السنين-الحروب الصليبية- ولم تنتصر مصر على القوات الفرنسية الا في معركة عند (عزبة الورد)..التي اطلق عليها المنصورة ابتهاجاً بهذا النصر. وفي المنصورة أُسر الملك الفرنسي لويس التاسع الذي اسموه القديس لويس. وذلك في بيت القاضي ابن لقمان. وبيت ابن لقمان لم يلق مايستحقه من التكريم الذي يليق به..والبيت مغلق من خمس سنوات..وقد اتفق مع الوزير الفنان فاروق حسني ان يفرج عن ابن لقمان ويجعل البيت مزاراً سياحياً لائقاً بالنصر والقيمة التاريخية..ولم تنته الحروب الصليبية حتى الآن!
والفيلسوف السياسي المعروف ميكيافلي يقول: انه من السهل ان ندخل حرباً ومن الصعب ان نخرج منها..
وهذا الذي قال ايضا": أن العالم لم يعرف في خمسة آلاف سنة إلا 115 سنة من السلام فقط!
وأطول الحروب هي الحروب الدينية..بين ابناء الدين الواحد او الاديان المختلفه..وفي اوروبا لم تسكن الحرب بين الكاثوليك والبروتستانت ولاتزال الحرب مشتعلة في ايرلندا..والحروب الدينية موجودة في الهند..والحروب بين ابناء الدين الواحد موجودة في الخليج بين السُنة في الدول العربية والشيعة في إيران!
وكانت للمسيح عليه السلام فلسفة بسيطة في تهدئة الناس..كان يبدأ بأن يجلس الجميع معاً الى طعام..وعلى الطعام يدور الكلام...يكون الناس اهدأ واكثر استعدادً للتفاهم..
وفي العصر الحديث وجدوا ان (اللعب) هو الذي يقوم بتهدئة الخواطر...ويجعل التوتر الى ادنى درجة..ولقد لعب الانجليز والالمان في المنطقة المنزوعة السلاح في الحرب العالمية الاولى في ليلة الكريسمس سنة 1916م (اجل لو لعبوا جينيرالز ولا العاب قتال او حروب وش بيصير)
وفي سنة 1944 كان الالمان يتدربون على لعبة غريبة..عرفناها فيما بعد أنهم كانوا يتدربون على مواجهة اي عدوان مفاجئ يقوم به الامريكان. ويقول الالمان بعد ذلك ان اللعب كان امراً جاداً ولما عرفوا السبب تضايقوا
وعندما حاول الرئيس نيكسون ان يصلح مابين امريكا والصين بعث بفريق يلعب البنج بونج من الصين(تنس طاوله)-والصين بطلة العالم في هذه اللعبه- وقد رأى الصينيون ان الامريكان بشر مثلهم..وان هناك شعبين في امريكا:شعب يلعب وشعب يحارب!!!
والشهوب العسكرية لديها العاب من نوع خاص. وترى في اللعب استمراراً للروح القتاليه..اليابانيون يقولون انهم انتصروا على الروس سنة 1904م بسبب تدريباتهم الطويلة في العابهم العسكريه..
ولو تنبه الجنود الى مهزلة الحروب ما دخلوها..فالجنود يموتون من العطش والجوع والمرض, والقادة في غرفهم المكيفة يضعون الاوسمة على صدورهم..(سار تحريض)
أول انسان كان ضد الحروب في التاريخ هو عوليس بطل (الإلياذة) فلما طلبوا اليه أن يحارب ادعى الجنون وراح يحرث في البحر وينشر الملح بدلاً من القمح!
_____________________________
ومادام في الدنيا جشع وما دامت الشعوب تنسى بسرعه, فسوف تنتقل من حرب الى حرب...حتى فناء الانسانية! (يعني بنعيش في حماس على طول)
Thats ALL
