قلة النوم تسبب أمراض قلبية
أكدت دراسة أمريكية حديثة، بأن المبالغة بقلة النوم أو الزيادة في عدد ساعات النوم، يمكن أن تزيد من احتمالات الإصابة بأمراض القلب لدى النساء.. حيث أجريت الدراسة على 72 ألف امرأة على مدار 10 سنوات.
فالسيدات اللاتي ينمن 5 ساعات أو أقل يوميا، تزيد لديهن احتمالات الإصابة بأمراض القلب بنسبة 39 % عن اللاتي ينمن 8 ساعات يوميا، أما السيدات اللاتي ينمن 9 ساعات أو أكثر يوميا تزيد فرص إصابتهن بأمراض القلب بنسبة 37 % .
وقال تقرير إن من غير الواضح السبب في أن النوم الزائد عن الحد يمكن أن يؤدي إلى التعرض لمتاعب في الشريان التاجي الذي يضخ الدم إلى القلب. وبالنسبة لقلة النوم أظهرت دراسات سابقة أنها يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع في ضغط الدم.
وتدعم هذه الدراسة دراسة سابقة، حيث حذر باحثون بجامعة بوسطن من أن النوم الكثير أو الحرمان منه يمثلان خطرا رئيسيا يهدد صحة وحياة الإنسان بصفة عامة والمرأة بصفة خاصة، وأن الكثير منه أو القليل قد يسبب الوفاة.
وقد أظهرت دراستان جديدتان أجريتا في بوسطن أن البالغين الذين يحصلون على قسط وافر من النوم الليلي الجيد لمدة سبع أو ثماني ساعات يعيشون مدة أطول وأقل عرضة للإصابة بأمراض القلب مقارنة مع الأشخاص الذين ينامون مدة أقل أو أطول، وتعارض هاتان الدراستان ما أظهره بحث سابق أن مدة حياة الأشخاص الذين ينامون أقل من ثماني ساعات أثناء الليل قد تكون أطول من غيرهم.
ووجد الباحثون في دراساتهم التي شملت 4541 رجلا وامرأة ، أن الأشخاص الذين ينامون تسع ساعات أو أكثر، كانوا أكثر عرضة للوفاة على مدى 14 عاما هي مدة الدراسة بنسبة 70% مقارنة بالذين ينامون سبع أو ثماني ساعات، بينما بلغ هذا الخطر 50% عند من ناموا لست ساعات أو أقل. وقال العلماء إن خطر الحرمان من النوم يساوي نفس خطر التدخين على صحة الإنسان.
هذا وقد أكد باحثون أن عدم أخذ قسط وافر من النوم أثناء الليل قد يعرض الأشخاص وخاصة المصابين منهم بارتفاع ضغط الدم الشرياني لخطر الإصابة بأمراض القلب.. هذا ما أكده باحثون إيطاليون في دراسة حديثة.
واعتمدت الدراسة التي أجراها العلماء من جامعة بافيا الإيطالية، على متابعة 20 رجلا و 16 امرأة من غير المدخنين المصابين بارتفاع ضغط الدم الذين لم يتناولوا أي علاجات لهذه الحالة أو الأمراض جهاز القلب الوعائي بحيث ليس لكل مشارك في الدراسة شاشة مخصصة لمراقبة ضغط الدم لمدة 24 ساعة وبشكل خاص بعد تعريضهم لحرمان من النوم من الساعة 3 إلى 7 صباحا.
وأظهرت النتائج زيادة ملحوظة في ضغط الدم ومعدل القلب خلال النهار لدى هؤلاء الأشخاص بعد قضاء ليلة غير كافية من النوم .
ويقترح الباحثون في الدراسة التي سجلتها مجلة (هايبرتنشن) الأميركية أن الحرمان من النوم قد يزيد ضغط الدم بمعدلات أكثر مما يسبب الإصابة بمشكلات خطرة فيما بعد، موضحين أن ضغط الدم العالي يسبب توترا وضغطا هائلين على الشرايين مما قد يقود إلى الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية والفشل الكلوي .
وحسب إحصائيات طبية فإن حوالي 50 مليون أميركي مصابون بارتفاع ضغط الدم ونحو 30 مليونا يعانون من نقص النوم المزمن وأكد الخبراء ضرورة أن يقضي الإنسان 8 ساعات على الأقل في النوم كل ليلة وذلك لتجنب المشكلات الجسدية والعصبية التي قد تسببها قلة الراحة والحرمان من النوم.
ومن جانب آخر كشفت دراسة طبية فرنسية أن هناك 28 إلى 41 في المائة من الفرنسيين يعانون من اضطرابات في النوم، وأن هذه الاضطرابات تسبب بها صعوبة في إيجاد النوم أو في مواصلته بشكل صحيح، وأوصت الدراسة بلزوم المراجعة الطبية العاجلة والمطالبة بالمنتجات الدوائية الحالية التي شهدت تطورات ملحوظة في هذا الشأن خلال السنوات الأخيرة.
وقام معهد النوم بباريس بإجراء هذه الدراسة الطبية ضمن حملة توعية إعلامية دعمتها مختبرات طبية مختصة في البحث عن الحلول الطبية والدوائية اللازمة لمعالجة مشاكل النوم مثل مختبرات سانوفي وأفانتيس لافون وسينتيلابو.
وبينت الدراسة أن 20 في المائة من الفرنسيين يعتبرون أنفسهم غير قادرين على النوم مما يدعوهم ذلك لاستخدام وصفات طبية مهدئة.
ويشرح البروفيسور جان دانييل غييو قائلاً "في الحالات العادية نجد أن الشخص الذي لا يستطيع النوم بشكل سهل يعي تماماً حالة الاضطراب التي يعيشها، لكنه يلاقي صعوبة في اعتبار نفسه مريضاً نتيجة لعوارض هذه الاضطرابات التي تتواصل وتزداد نتيجة هذا التقاعس، ويعيد الناس أسباب عدم النوم إلى القلق والأرق لكن قد تكون هناك أسباب صحية أخرى تسبب اضطرابات في النوم. وأضاف قائلا: "يجب اللجوء إلى الاستشارة الطبية من دون أي تردد في هذا الصدد، لا سيما أن هذه الاضطرابات قد تتحول إلى اضطرابات أساسية طبية ويصبح من الصعب تجاوزها".
وتؤكد الدراسة أن اضطرابات النوم لها تأثير مباشر على الحياة اليومية للفرد وغير مباشر على المجتمع بشكل عام، لا سيما دورها المهم في أمراض القلب والدورة الدموية وكذلك المعوية، هذا دون الحديث عن الاضطرابات النفسية المتسببة والناتجة عنها ومنها تناول الكحول إلى حد الإفراط فيه، والنوم الخفي أثناء النهار بغية تعويض الراحة للجسم والذي يؤدي إلى عدم التركيز في العمل وحوافز العصبية المتزايدة والناتجة عنه وكذلك الانتباه أثناء قيادة السيارة الذي قد يؤدي للحوادث.
أما نوم الظهيرة أو ما يسمى القيلولة والتي أكدت دراسة جديدة أجريت في الولايات المتحدة الأميركية أن النوم في وسط النهار حتى ولو كان أثناء العمل يعتبر سلوكا طيبا للصحة وليس نوعا من أنواع التكاسل أو الإهمال!!
فقد أظهرت الدراسة أن النوم لمدة 30 دقيقة أو ساعة خلال اليوم يحافظ على النشاط الذهني وبصفة خاصة عندما يكون العقل مثقلا.. وبدون 'إغفاءة تجديد النشاط' * كما أطلقوا عليها * فإن الكثير من المعلومات المتدفقة إلى عقل الموظف أو العامل يمكن أن تجهد الخلايا العصبية وتؤدي إلى فقدان القدرة على العمل!!
وجاء بالدراسة أن الإعفاءات خلال اليوم والتي تستغرق ساعة أو أقل تعمل على تحسين الإدراك والقدرة على الإنتاج المتميز كما أنها تحدث تحسنا في المزاج والحالة النفسية التي تساعد على العمل السليم والسرعة في الإنجاز ودعم القدرة على الأداء.. من هذا المنطلق طالبت الدراسة بضرورة تطبيق نظرية 'إغفاءة تجديد النشاط' المعروفة في بلاد الشرق بالنوم في وسط النهار حتى ولو كانت أثناء العمل!!
وحول نفس الموضوع لاحظ باحثون من كلية الطب في جامعة هارفارد تحسناً بنسبة 20 بالمائة في القدرة على تعليم أداء حركات جسدية لدى الأشخاص الذين يستيقظون في وقت متأخر مقابل الذين يستيقظون باكراً وبين فريق آخر من جامعة بوسطن ماساتشوست ان القيلولة تزيل آثار التعب الذي يصيب الدماغ وتزيد أداءه لباقي النهار، ونشرت هذه الدراسة في مجلة نايتشر نيوروساين البريطانية.
وللدراسة الأولى تطبيقات مهمة على تعلم الحركات الرياضية أو الراقصة والعزف على آلة موسيقية.
و قال الباحث مايثو ووكر ، أن تعلم مثل هذه الحركات الجديدة قد يتطلب قسطاً إضافيا من النوم حتى تتحقق الاستفادة القصوى من التدريب ويقول الباحثون أن تعلم الحركات الجديدة يتركز في الذاكرة خلال الساعات الأخيرة من النوم ولا سيما في القسم الأخير منه فترة الأحلام في الصباح الباكر وهو ما يحرم منه أولئك الذين يستيقظون باكراً وقال ووكر أن الحرمان من فترة النوم العميق بسبب نمط الحياة العصري قد يحرم الدماغ من بعض ملكات التعليم.
وتؤكد الدراسة أهمية النوم للأشخاص الذين يتبعون دورة إعادة تأهيل اثر إصابتهم بالشلل نتيجة نزيف او جلطة في الدماغ كما تبين فوائد القيلولة في تنشيط الدماغ في الدراسة التي تم خلالها إخضاع المشاركين لسلسلة من الاختبارات البصرية التي تؤدي إلى إنهاك الدماغ.
فقد ساءت نتائج الاختبارات اليومية مع تقدم النهار لدى الأشخاص الذين لم يناموا بعد الظهر. في حين تحسن أداء أولئك الذي تمكنوا من اخذ قيلولة لنصف ساعة قبيل استئناف الاختبارات بعد الجلسة الثانية.
وساهمت قيلولة لمدة ساعة في تحسين الأداء للجلستين الثالثة والرابعة مقارنة بالثانية حيث استعاد الدماغ قدرته القصوى كما في بداية النهار.
وخلص الباحثون إلى أن شبكة الخلايا العصبية عصبونات في قشرة الدماغ المسؤولة عن البصر تتخم تدريجياً بالمعلومات بعد تكرار الاختبارات ما يعوق معالجة معلومات بصرية جديدة.
وقالوا أن تراجع قدرات المعالجة قد يشكل آلية حماية يتبعها الدماغ بهدف الحفاظ على المعلومات المعالجة أصلا والتي لم تثبت في الذاكرة خلال النوم.
ومن هنا أهمية القيلولة وسط النهار والتي تتيح تنشيط الدماغ عبر إعادة تشكيل مكونات قشرة الدماغ والتي تجري خلال النوم لفترة قصيرة حيث تنشط الموجات الدماغية البطيئة وان الموجات الدماغية البطنية تلعب دورا مهماً في إعادة تشكيل ملكات الإدراك
- أَجْمَلْ مَاَفِيِ هَنْدَسَةْ اَلَحَيَاَةْ أَنْ تَبْنِيِ جِسْرَاً مِنَ اَلأَمَلْ فَوْقْ بُحَيْرَهَ مِنَ اَلَيَأْسْ