واقع العلاقات الهلالية الاتحادية بين المد والجزر
ابن سعيد ابتدأها وطلال بن منصور رسخها والتمياط أحياها
الرياض: عبدالله الفراج
تحمل صور العلاقات الهلالية الاتحادية أبعادا رياضية واجتماعية كبيرة ذات وزن تقيل داخل الوسط الرياضي، وتشكلت تلك العلاقات بصور شتى، وحملت كل صورة مرحلة تاريخية،، وساهم التقارب الاتحادي الهلالي منذ عقود عدة في دفع عجلة البناء الرياضي والكروي السعودي وبالنظر إلي المرحلة التأسيسية للناديين (1346-1926) لنادي الاتحاد و(1377-1957) للهلال.
ومن الصعب إطلاق صفة المثالية على علاقات الناديين فقد شهدت الحقبة الزمانية بعض الفتور والتوتر النسبي الذي انطلقت شرارته عام1981 إبان فترة الاحتراف السعودية الأولى، وكانت بداية تلك الحالة التشابك الذي حدث بين محترف الهلال البرازيلي ريفالينو مع مدافع الاتحاد حامد صبحي والتي تسببت في تأخير إخراج اللاعبين من الملعب حتى المساء لتخفيف حدة الغضب الجماهيري وإزالة التوتر بين اللاعبين ولاينسى الجميع التدخل السريع من قبل أمير منطقة مكة المكرمة الأمير ماجد بن عبد العزيز يرحمه الله لإذابة جليد تلك الأجواء المشحونة.
والمتتبع لمراحل تلك العلاقات يقرأ جيداً أن ذلك الحدث لا يمكن أن يمسح الموقفين المبكرين نشآ في أواخر الستينات الميلادية عندما استضاف مؤسس نادي الهلال عبد الرحمن بن سعيد الإدارة الاتحادية اللذان بمنزله في الرياض في الخمسينيات الميلادية إبان عهد خليل رشيدي يرحمه الله وعبد العزيز متبولي وحمزة فتحي ويوسف الطويل.
والموقف الثاني المشاركة الإيجابية من قبل مهاجم الاتحاد السابق سعيد غراب في اعتزال قائد الهلال مبارك عبد الكريم في أوائل السبعينيات الميلادية، وتكررت الصورة مجدداً بعد الطفرة الكروية التي شهدتها الملاعب السعودية وذلك بالمشاركة في اعتزال القائد الهلالي صالح النعيمة عام 1991 بعد أن ارتدى أحمد جميل ومحمد الخليوي وعادل الثقفي القميص الهلالي في ذلك المهرجان ويستحيل أن ترى الجماهير السعودية روعة كروية كالتي رسمها " النعيمة" في مهرجان اعتزاله وكان للاتحاد تمثيل شرفي وإداري بحضور الدكتور مدني رحيمي، وتمثلت العلاقات الهلالية الاتحادية في أعلي قمتها في عهد إدارتي الأمير طلال بن منصور وعبد الفتاح ناظر يرحمه الله وحدث بعض الفتور النسبي في عهد المشرف السابق والرئيس الحالي منصور البلوي و ربما يكون لعدم تقبل صدمة الطريقة الاحترافية المشروعة في استقطاب الدولي السابق خميس العويران دور في تسليط موجات غضب الشارع الهلالي على البلوي الذي زرع كثيرا من الجدل الهلالي في رحلة الطائرة الخاصة للإمارات الصيف الماضي والذي كان معه ضمن أفرادها أخطر لاعب هلالي في الفترة الحالية عبدالله الجمعان والوليمة التي شارك بها اللاعب بمنزل البلوي بمحافظة جدة بعد نهاية إحدى المواجهات الكروية بين الفريقين وازداد موقف البلوي حراجة بارتباطه الوثيق بمجلس إدارة نادي النصر برئاسة الأمير عبد الرحمن بن سعود وتكفله بصفقة المهاجم الإكوادوري كارلوس تينوريو وهذه صورة لا يعاقب عليها القانون الرياضي ولا حتى الأعراف الاجتماعية، لكن الفهم الضيق وغشاوة التعصب الرياضي لدى البعض أديا إلى حراجة موقف البلوي الذي يمثل الواجهة الاتحادية في الوقت الراهن.
وساهم " نواف التمياط" بطريق غير مباشر في تقارب الصفحات الهلالية والاتحادية بالعرض الاحترافي الذي رمي به الاتحاديون إذ شهدت فترته إطلاق تصاريح صحافية متبادلة تحدد أوجه المفاوضات بطريقة احترافية مثلى وبغض النظر عن صحة تلك المفاوضات من عدمها فإنها أوجدت لغة تخاطب جديدة بين الناديين، مما أعطت مساحات إضافية لزيادة الاتصال الإداري والشرفي مما ضاعف من قوة اللحمة الارتباطية بين الاتحاد والهلال، وأدى هذا الاتصال إلى نشوء لغة بمفهوم آخر من خلال تبادل الاتصالات لتفسير موقف معين كحال اتصال منصور البلوي بعضو شرف نادي الهلال المشرف على قطاع ناشئي وشباب النادي الأمير بندر بن محمد وذلك في إطار تصحيح لتصريح سابق وإن أطلقة البلوي وعبرت تهنئة رئيس هيئة أعضاء شرف الهلال الأمير هذلول بن عبد العزيز للبلوي الأخيرة وأضافت زيارة عضو الشرف الأمير نواف بن محمد لمقر نادي الاتحاد قبل السوبر السعودي المصري وفسرت أن ما يحدث من مواقف وأحداث كروية لا يمكن لها أن تفسد علاقة ود أربعة عقود ونيف من بناء العلاقات الهلالية الاتحادية.
وعلى مدار السنوات الماضية أسقط الهلال عدداً من لاعبيه للاتحاد دون شروط أو قيود كإسقاط عبد الرحمن اليوسف وماجد المولد، وصالح السلومي الذي عاد لإنقاذ فريقه من أزمته في حراسة المرمي آنذاك.
المصدر
http://www.alwatan.com.sa/daily/2003...rt/sport15.htm
