-
طرق معرفة عيوب النفس
أعلم - وفقك الله للخير- أن الله تعالى إذا أراد بعبده خيرا بصره بعيوب نفسه، فمن كان له بصيرة لم تخف عليه عيوبه، وإذا عرف العيوب أمكنه العلاج , ولكن أكثر الناس جاهلون بعيوبهم, يرى أحدهم القذى في عين أخيه , ولا يرى الجذع في عينيه. ومن أراد الوقوف على عيوب نفسه ليصلحها ويرتقي بها في معارج الكمال فله في ذلك طرق:
الطريقة الأولى:
أن يجلس بين يدي عالم رباني بصير بعيوب النفوس , ويعرفه عيوب نفسه وطرق علاجها ، فمن وقع به فقد وقع بالطبيب الحاذق فلا ينبغي أن يفارقه.
الطريقة الثانية:
أن يطلب صديقا صدوقا بصيرا متدنيا،يجعله رقيبا على نفسه لينبهه على المكروه من أخلاقه وأفعاله.
وقد كان عمر بن الخطاب يقول: رحم الله أمرأ أهدى إلينا عيوبنا
غير أنه ندر في هذا الزمـان وجود صديق على هذه الصفة ,لأنه قل في الأصدقـاء من يترك المداهنة ، وقد كان السلف يحبون من ينبههم على عيوبهم ، ونحن الآن في الغالب أبغض النـاس إلينا مـن يعرفنـا عيوبنا !! والله المستعان.
الطريقة الثالثة:
أن يستفيد معرفة عيوب نفسه من ألسنة أعدائه، فإن عين السخط تبدي المسـاوئ, وانتفاع الإنسـان بعدو مشاجر يذكر عيوبه , أكثر من انتفاعه بصديق مداهن يخفي عنه عيوبه.
الطريقة الرابعة:
أن يخالط الناس , فكل مايراه مذموما فيما بينهم تركه واجتنبه وتخلى عنه.
ومن جمع هذه الطرق كلها فقد جمع الخير كله.
وبالله التوفيق.
-
صح لسانك اخوي
وجزاك الله الف خير
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى