مفكرة الإسلام : [ خاص ] مازالت القوات الأمريكية ترتكب نفس الخطأ الذي سبق أن وقعت فيه في أفغانستان ، فقد كان يستطيع أي فرد من الأفغان ممن يقاتل في صفوف التحالف أن يقتل خصمه بل يبيد قرية كاملة من خلال معلومة مغلوطة تأتي على أثرها الطائرات الأمريكية والتي تقصف بحرارة وقوة حتى لاتبقي أحداً ظنا منها أن هؤلاء هم طالبان أو القاعدة ، ومدينة الحصيبة العراقية شهدت مجزرة ارتكبتها القوات الأمريكية ولكن هذه المرة ضد ثلاث وعشرين من جنودها ، حيث صبت عليهم حممها ظناً منهم أنهم من فدئيي صدام ولم تبق منهم أحداً ، وكانت هذه المجموعة الأمريكية قد دفعت مبلغ مائتين دولار لرجل حتى يقوم بتهريبهم ، وقام هذا الرجل بتوفير الملابس العراقية لهم ، ثم استطاع الوصول بهم إلى الحدود السورية ، وبالتحديد في مدينة الحصيبة ، ونظراً لكون أمريكا لاتستطيع إظهار قوتها سوى في النهار وأما في الليل فإنها لاتستطيع الخروج من معسكراتها هناك فقد كان لابد أن يضع المجموعة الأمريكية في إحدى المدارس الابتدائية الحكومية ، حتى إذا أقبل الليل استطاع السائق ' أبو حميد ' إخراجهم من الأراضي العراقية وإدخالهم إلى الحدود السورية ، غير أن عملاء الاحتلال كانوا يتربصون بكل غاد ورائح ، ورأوا علامات مريبة في تلك المدرسة فما كان منهم إلا أن أخبروا قوات الاحتلال بوجود فدائيي صدام مختبئين في تلك المدرسة ، وقامت على أثرها طائرات المحتل بهجوم مكثف جداً لم يستطع حتى من كان في داخل المدرسة أن يخرج بسرعة لتنبيههم بهذا الخطأ ، فقد كانت الضربات قوية وكافية لسحقهم في دقائق ، وقد أصاب الناس الهلع من ذلك ظناً منهم أن بعض صبيتهم في فناء المدرسة يلعبون وأن الضربات كانت على هؤلاء الصغار ولكن تغيرت وجوههم بعدما علموا بالقصة وبدت عليهم مشاعر الابتهاج .
blue 
