..دائما مانسرح ونشطح بخيالنا بعيداً عن الواقع ..
وحتى لو كنا في أماكن مزدحمة ..تأتي تلك اللحظة ..حينما تتوقف
عند إشارة المرور ..وتلتفت الى اليمين ..وتجد ذلك الشخص ..الذي
يبدو قريباً من عمرك ..ولكن مظهره ومركبه ..وصورته المتألقة أمامك..
تفجر شلالاً من الأسئلة في بالك ..لماذا ؟
أين العدل في هذه الحياة ..؟
لماذا عليه أن يستمتع بكل لحظة في حياته ؟
مالذي يميزه عني ؟ وتبدأ عينيك في إطلاق هذه الأسئلة ..
وتصطدم بحاجز الصمت ..وترتد اليك ..مصدرة ذلك الشيء الذي يسمى بالصدى ..
يلتفت أليك ..وتجفل منه ..كمن رأى شبحاً ..وتهرب بأعينك بعيداً ..وتبتعد ..
وتبدأ في نفض هذه الأسئلة عن مخيلتك ..
وفي اليوم التالي ..وأنت في احدى المحلات الكبرى للتسوق ..
تجد نفس الشخص ..يتحدث مع احدهم ..وتبدأ في النظر ..
وتبدأ دوامة الأسئلة من جديد ..ويتلفت أليك مرة أخرى ..
وكأنه أحس بأعين مصوبة نحوه ..
وتبدأ عيناك بالهرب من جديد ..
ولكن هذه المرة ..تقع على وجه جديد ..
وفجأة ..أنتفضت ملامح هذا الوجه وبدأت عيناه تلوذ بالفرار ..
الى دوامة الحيرة ..والسؤال ..تحاول أن تستشف حقيقة عينيه ..
تحاول أن تحاصر هذا الوجه ..ولكنه يبتعد ..ويختفي هذا الوجه ..
ويهرب ..بتساؤلاته وحيرته ويختفي ..
حيث تنطلق الآهات ..والتنهدات الساخنة ..
وتختلط مع بعضها ..وتنصهر جميعها ..
وتتجمد أرواح ..وتتحجر قلوب ..وتحرق أرواح ..وتنفطر قلوب ..
في مكان يلقب..بالمجتمع ..