السفينة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ..... السفينة ... :واو: !!!!!
كنت سائراً يوماً بين أطراف المدينة
شارد الذهن متأملاً تحيط بي السَكينة
تدور بخلدي ذكرى مواقف حزينة
هموم حياةٍ و أشجاناً تركزت ببالي
قد كان يوم صافي الجو جميل
عطر الزهر أطراف نسيمه العليل
فيه يحلو لقاء كل صديق خليل
فعزمت ترك الهم و نسيان مصابي
نقلتني خطاي بين الشوارع و الحدائق
فالخطوات عند الشرود للخطى لواحق
وصلت لشاطئ الموانئ بعد المرور بالفنادق
و إذا بجمع هناك و رجل بينهم و فيهم ينادي
رجل بانت عليه سمات العلم و الوقار
ينادي أيها الجمع الغفير أحتاج لكل بَحار
فهناك كنوز و لآلئ منتشرة في الأقطار
و الفوائد لكم فهل من ملتحق برحالي
فاستجاب لهتاف الربان جمع يسير
فأحسست بالهمة لعله الشوق للمصير
و بعزم اتخذت أنا قراري بالمسير
فتقدمت للربان و أعلنت التحاقي
فقد كانت أيامي جلها يصبغها الركود
و قد مللت من مجالسة جاري الحقود
و لم يعد بين يدي للمؤجر أي نقود
و ليس هناك سببً داعياً لبقائي
بعدها اجتمع الملتحقين بالسفينة
و وقف فيهم الربان وقفة رزينة
فقسم المهام التي بدت لي كالعجينة
بين أشرعة و حبال و إلقاء المراسي
و اتفقنا أن يكون علينا شخص مراقب
يشرف علينا فله في المهام رصيد تجارب
محنك الشخصية هادئ الطبع لا تفوته المقالب
و تحت إشرافه و بإخلاصِ بدأت مهامي
كان الإبحار في بادئ البدء حول الموانئ و المواقع
ننقل ما عندنا بأمانة نبيع ما نشتريه من بضائع
و بين حين و آخر نتسلى بجمع اللآلئ و القواقع
و بتناول أطراف الحديث قوقعت وحدتي و انعزالي
اعتدنا جميعاً على الترحال و السفر
و زاد الطامحين لقطع عرض البحر
و التحق بركبنا الساري جمع من البشر
ليبدأ التوجه بعزمٍ نحو المحيط الهادي
مع الأيام أصبنا بالروتين من حياتنا البحرية
بحث البحارة وسائل للتسلية و أمور ترفيهية
و لحث المشرفين بالالتزام زاد المطالبون بالحرية
و باختلاف الرأي زاد الشجار فتبدلت أحوالي
استأذنت المشرفين بالعمل في أعلى السواري
كان قصدي طلباً للراحة و تهدئة أعصابي
استلمت مهمتي و المنظار بيدي فتسلقت الأعالي
و بات موقعي يتيح لي الهدوء و رؤية أصحابي
تكدرت الأحوال بين الرفاق و زاد الخلاف
فالرحلة طويلة و موج البحر سبب للرؤوس التفاف
و كرر المشرفون محاولاتهم بزرع الائتلاف
فهدأ الوضع و معه الخلاف و الشكر لربي و إلهي
............................................
(( اللهم صلي على محمد وآل محمد ))
