فعلا سؤال يطرح نفسه لكل عشاق المنتخب البرتقالي الجميل..
منتخب هولندا صاحب الإبداع والأمجاد على وشك الغياب مرة أخرى عن حدث كروي كبير!!
هل يعقل أن سيناريو مونديال 2002 سيعيد نفسه بنفس الطريقة المؤلمة لكل عشاق المجنونة الصغيرة؟!
ربما لا، ولكن مباراة الأمس في الهامبدن بارك باسكتلندا دقت ناقوس الخطر فعلا للمنتخب الهولندي بأنه بات فعليا على مقربة من الإخفاق عن التواجد في الحدث الكروي الأهم هذا الصيف
مباراة أخرى من المباريات التي لا يمكن للأحلام أن تتخيلها، ولكن مع هذا تجد لها مكانا في أرض الواقع الأغرب من الخيال أحيانا!!
ترى ما الذي كان ينقص الهولنديين يوم أمس؟!
5 فرص حقيقة أضاعها الفريق في الشوط الأول وخمسا غيرها في الشوط الثاني..
ألا تكفي أي من هذه الفرص المحققة العشرة - ناهيكم عن المناوشات الهجومية الأخرى - لطرق المرمى الاسكتلندي ولو مرة واحدة؟!
بالمقابل لم يتحصل الاسكتلنديون إلا على فرصتين حقيقيتين طوال المباراة، ومع هذا سجلوا هدفا كان كافيا لحسم المباراة من فم الاسد الهولندي!!
مرة أخرى يقف النحس بكلتا يديه ليمنع فوزا هولنديا كان لا بد له أن يكون لولا أن الكرة تجافي علم المنطق أحيانا!!
هولندا التي تجرعت مرارة النحس في 3 كؤوس عالم سابقة، ومثلها في آخر 3 بطولات للأمم الأوروبية، ها هي لا تنفك تتجرع من نفس الكأس مرة أخرى ومجددا من فريق بريطاني!!
ألم يكفي مهزلة الإنجليز باليورو 96 درسا للهولنديين على التحلي بالواقعية الأوروبية أمام بنو بريطانيا؟!
وماذا عن الغصة التي لا تزال عالقة بالأذهان من الهزيمة الصدفة أمام ايرلندا في تصفيات كاس العالم الماضية قبل نحو عامين خلت، وبسيناريو أمر من السيناريو الاسكتلندي؟!
يومها أمطر الهولنديون ايرلندا بطائرات F16 وقذائف RBJ وصواريخ كروز لم يسبق للتاريخ أن رأى لها مثيلا، ومع هذا انظروا ماذا كانت النتيجة؟!
بضع عشرة كرة نجح العملاق يومها شين غيفن بالتصدي لخطرها ولو أن معظمها بأعجوبة لا يزال إلى الآن يحتار فيها!!
بضع عشرة كرة أخرى اصطدمت بلاعبي ايرلندا الإحدى عشر المتكتلين داخل منطقة جزاء فريقهم لتبطل بكل فدائية الخطر الهولندي المتكدس!!
وحتى عندما تجاوزت الكرات الهولندية غيفن ودفاعه، لم تجد بدا من خشبات المرمى الثلاث التي اهتزت ثلاث مرات واهتز معها الجمهور الايرلندي ارتعادا ولكن دون أن تهتز الشباك العذراء!!
وماذا عن الكرات التي مرت بجوار الخشبات الإيرلندية يومها، ويا لكثرتها!!
ماذا عن الركلات الركنية والضربات الجرة المباشرة منها وغير المباشرة التي لم تجد لطريق الشباك ريحا؟!
بل ماذا عن ضربتي جزاء الواضحتين التي لم يحتسبهما الحكم الظالم يومها، والتي ربما كان لها أن تقهر أخيرا دفاع ايرلندا الحديدي!!
الأنكى والأمر من كل هذا أن الايرلنديين سجلوا هدفا من الفرصة الوحيدة التي سنحت لهم طوال الدقائق ال90 يومها في ملعبهم الوطني بدبلن؟!
فهل يا ترى من مبطل للنحس الملازم دوما للهولنديين؟!
في الهامبدن بارك تكرر المشهد ذاته، وبسيناريو لا يكاد يقل دراماتكية..
اسكتلندا بدأت اللقاء بطريقة رائعة في الوقت الذي كان الفريق الهولندي لا يزال يتساءل إن كان يلعب حقا أم لا؟!
هجمة اسكتلندية ضعيفة يقابلها هجمة تنشيطية من الجانب الهولندي، ومن بعدها جاءت لحظة المباراة الأهم..
ضربة ركنية في الدقيقة ال22 للفريق الاسكتلندي، ينفذها الشاب جيمس ماكفادن ولكن يردها الدفاع الهولندي بسذاجة إليه، ماكفادن يستغل الفرصة ويلعب (ون تو) رائعة مع الناشئ دارين فليتشر ويسدد كرة قوية، وإذا بفصول المفاجآة تتبلور..
هدف اسكتلندي وفرحة هستيرية في الهامبدن بارك، وسط ذهول هولندي كبير وبخاصة من الحارس العبيط فان در سار!!
وكأن الهولنديين يحتاجون لوخزة حتى يرجعوا للمباراة!!
بعد الهدف لم نر لاسكتلندا أي تواجد داخل الصندوق الجزائي الهولندي طوال شوط ونيف!!
وبالمقابل بدأ مسلسل الفرص الهولندية المهدرة!!
أول المجربين كان المدافع العملاق ياب ستام بتسديدة رأسية بذل دوجلاس الكثير لإبطالها..
ثم جاء دور فان در مايدي الذي توغل ببراعة داخل منطقة الجزاء الهولندي قبل أن تقطع منه وهو على وشك التسديد..
فان در مايدي يجرب حظه مرة أخرى بعد تمريرة محكمة من رود فان نستلروي، ولكن للأسف الكرة عالية قليلا فوق المرمى
ثم كانت أخطر المحاولات الهولندية في الشوط الأول..
ضربة ركنية مرفوعة بالمنقلة والمسطرة من فان برونكهورست على رأس فرانك دي بوير، ولكن كرة القائد الهولندية الرأسية تصطدم بمدافع اسكتلندي محظوظ على خط المرمى قبل تشتيت الخطر!!
فرصة أخرى مشابهة بعد دقيقتين، ولكن دون جدوى بعدما أصلح الدفاع الاسكتلندي خطأ حارسه الاسكتلندي الوحيد طول هذه المباراة، مشتتا الكرة من أمام الروود ودون أن ينجح ديفدز في المتابعة
بعدها يشتت الاسكتلنديين الكرة من أمام نونو بعد مجهود فردي رائع من الجناح السريع مارك أوفرمارس..
مجهود آخر من أوفرمارس، ولكن كالعادة كان لها الدفاع الاسكتلندي بالمرصاد
أوفرمارس يواصل زعزعة الدفاع الاسكتلندي ويتعرقل بوضوح داخل منطقة الجزاء، ولكن الحكم يأمر بمواصلة اللعب دون احتساب أي شيء!!
الحكم يواصل تخبطه، ويمنع الروود من فرصة أخيرة بعدما أعلن بغرابة نهاية الشوط الأول والهداف الهولندي يحاول التسديد!!
بدأ الشوط الثاني، ولكن كما انتهى سالفه..
سيطرة وخطورة هولندية دون جدوى وسط استبسال اسكتلندي جميل
سيدورف يدخل بديلا لبرونكهورست، والسيطرة تؤول كليا لهولندا التي بدت وكأنها تلعب حقا على أرضها!!
ستام يجرب حظه مجددا من خارج المنطقة المحرمة ولكن كالعادة الكرة خارج المرمى، ولكن ليس بعيدا
مدافع آخر ومحاولة أخرى، رأسية من فرانك دي بوير تعتلي المرمى، والنتيجة بدت واضحة جدا على ملامح المخضرم الهولندي
صداع اسكتلندا من ناحية الجانب الأيمن تواصل بوجود الرائع أوفرمارس..
هجمة هولندية منسقة من فان نستلروي لأوفرمارس، الجناح الهولندي يتنصل ببراعة من مكمانمرا ويمرر إلى زميله الجناح الآخر فان درمايدي ولكن الكرة تصطدم بالدفاع وتخرج إلى ركلة ركنية
مرة أخرى أوفرمارس يتوغل داخل المنطقة ويمرر كرة رائعة لفان در مايدي الغير محظوظ أبدا هذا اليوم!!
تسديدة طائرة رائعة من الجناح الشاب ولكن العارضة تنوب عن دوجلاس في إبعاد الخطر وإبطال هدف هولندي محقق، مؤكدة ولاءها لأصحاب الأرض!!
تمريرة أخرى من النشيط أوفرمارس، هذه المرة لنستلروي الذي لعبها ساقطة فوق المرمى الاسكتلندي لتمر بجوار القائم الأيسر..
ومرة أخرى أوفرمارس يسبب الخطر..
مارك جرب حظه هذه المرة بتسديدة خطيرة جدا من خارج منطقة الجزاء ولكن دوجلاس ببراعة يتصدى لها ويبعد الخطر مجددا!!
حان الدور على الفيلق الأيمن الهولندي لتجربة حظه
سيدورف يتقدم ويتبادل الكرة مع كلويفرت (الحاضر الغائب) وينفرد بالحارس مسددا برعونة خارج الشباك الاسكتلندية!!
سيدورف مرة أخرى يحاول بعد تمريرة من نستلروي، ولكن الدفاع الاسكتلندي ينجح في التغطية جيدا
تبديلين متتاليين من ديك أدفوكات على أمل حصد الهدف المطلوب دون جدوى..
الشاب الرائع رفاييل فان در فارت ينزل بديلا للرائع ديفدز، وروي مكاي يلعب مكان كلويفرت ليقف إلى جانب النونو (أخيرا!!)
وفي الأثناء، اسكتلندا تشن 3 هجمات متتالية على هولندا، ومن احداها كاد البديل كيني ميلر أن يحسم المباراة نهائيا ولكن فان درسار كان في الموعد هذه المرة
نعود مرة أخرى لسيل الهجمات الهولندية!!
فان در فارت يصنع لنفسه هجمة رائعة ولكن تسديدته اليسارية الجميلة تصل سهلة إلى الحارس الاسكتلندي
هجمة أخرى لهولندا في الدقائق الأخيرة الصعبة، هذه المرة ماكاي يمرر الكرة لنستلروي الذي سددها بقوة ولكن مدافعين اسكتلنديين يبعدانها، ودوجلاس يلتقط الكرة
ضربة ركنية أخيرة لهولندا في هذا الشوط العامر بالركنيات والهجمات، الكرة تصل لفان درفارت والذي عالجها بتسديدة يسارية هائلة مرت كالشبح أمام الحارس والدفاع الاسكتلندي دون أن تطرق - كرفيقاتها - شباك المرمى!!
هجمة أخيرة، والنونو يسدد كرة أخيرة بدت خاوية من كل قوة، يحتضنها دوجلاس بكل فرحة وسعادة مكملا فصول المفاجآة المدوية!!
ويبقى سؤال إلى متى يستمر النحس الهولندي؟!
نأمل أن يجد الهولنديين حلا لهذه المشكلة العويصة حقا، إذ لا يمكن تصور اليورو 2004 من دونهم أبدا، ولكن هل حقا سيغيبون عنها؟!
ألف مبروك لاسكتلندا، وبانتظار الكلمة الهولندية يوم الأربعاء بإذن الله
المصدر: NEDVED11
مرحبا بكم من جديد
، حرب نووية بحالها ولولا أمريكا ما كانت حتنتهي 
