برزت وفاة اللاعب الكاميروني الدولي مارك فيفيان فويه كأكثر الاحداث التي استحوذت على الاهتمام في ساحة كرة القدم العالمية عام 2003 حيث توفي اللاعب اثر أزمة قلبية داهمته داخل أرض الملعب أثناء مباراة منتخب بلاده أمام نظيره الكولومبي في الدور قبل النهائي من بطولة كأس العالم للقارات.
ورغم الحزن العميق الذي سيطر على عشاق كرة القدم في جميع أنحاء العالم إثر هذا الحادث قرر المنتخب الكاميروني خوض المباراة النهائية أمام المنتخب الفرنسي ممثل الدولة المنظمة وأهدى الفريقان هذا اللقاء إلى روح فويه لاعب ليون الفرنسي ومانشستر سيتي الانجليزي السابق.
وبالنسبة للمنتخب الفرنسي كان اللقب هو التعويض له عما فقده في العام الماضي عندما خرج صفر اليدين من الدور الاول لبطولة كأس العالم في كوريا الجنوبية واليابان 2002 دون أن يحرز أي فوز أو يسجل أي هدف.
وكان المنتخب الفرنسي قد بدأ عام 2003 بالهزيمة أمام المنتخب التشيكي لكنه استعاد توازنه سريعا وحقق الفوز في 13 مباراة تالية وسجل خلالها 40 هدفا مقابل أربعة أهداف اهتزت بها شباكه وأنهى الفريق العام الحالي بفوزه الكبير 3/صفر على ألمانيا وديا بعد تأهله بجدارة إلى نهائيات كأس الامم الاوروبية المقرر إقامتها في البرتغال عام 2004 ومن بين أبرز الاحداث الكروية في عام 2003 أيضا الثلاثية التاريخية التي حققتها كرة القدم البرازيلية حيث أصبحت الوحيدة التي تجمع بين ألقاب كأس العالم للكبار والشباب والناشئين.
وكان المنتخب البرازيلي قد حصل على لقب كأس العالم للكبار في منتصف العام الماضي ثم أكمل الثلاثية التاريخية بفوزه في العام الحالي بلقب بطولة كأس العالم للناشين (تحت 17 سنة) التي أقيمت في فنلندا وبلقب بطولة كأس العالم للشباب (تحت 20 عاما) التي أقيمت مؤخرا في الامارات العربية المتحدة وكان المنتخب الاسباني هو الطرف الاخر للمباراة النهائية في البطولتين.
وبرز تأهل منتخب لاتفيا المغمور أيضا إلى نهائيات كأس الامم الاوروبية في البرتغال من بين أهم الاحداث الكروية لعام 2003 حيث قلب هذا الفريق الموازين في التصفيات المؤهلة للبطولة واحتل المركز الثاني في مجموعته قبل أن يعبر إلى النهائيات من خلال الملحق الفاصل على حساب المنتخب التركي صاحب برونزية كأس العالم الماضية.
وفرضت بطولة العالم لكرة القدم النسائية نفسها على الساحة الرياضية مرتين كانت الاولى عندما تقرر نقل البطولة من الصين إلى الولايات المتحدة الامريكية بسبب تفشي وباء الالتهاب الرئوي القاتل «سارس»في جنوب شرق آسيا والمرة الثانية عندما فاز المنتخب الالماني باللقب.
كان وصول المنتخبين الالماني والسويدي إلى المباراة النهائية للبطولة تأكيدا واضحا على تغيير خريطة كرة القدم النسائية في العالم بعد أن سيطر عليها المنتخبان الامريكي والصيني في السنوات الماضية.
وعلى مستوى بطولات الاندية كان وصول ثلاثة أندية إيطالية هي يوفنتوس وميلان وانتر ميلان إلى المربع الذهبي لبطولة دوري أبطال أوروبا هو أهم أحداث عام 2003 نظرا لانها كانت مفاجأة حقيقية بعد تراجع نتائج ومستوى الاندية الايطالية في السنوات القليلة الماضية.
واستطاعت الاندية الايطالية أن تعلن عودتها لسيادة الكرة الاوروبية عندما تغلب ميلان على أياكس الهولندي وانتر ميلان على بلنسية الاسباني ويوفنتوس على برشلونة الاسباني في دور الثمانية لدوري أبطال أوروبا الموسم الماضي ليصل الثلاثة إلى المربع الذهبي مع ريال مدريد الاسباني.
واستطاع يوفنتوس أن يصل للنهائي بعد التغلب على الفريق الاسباني ليلتقي مع ميلان الذي أطاح بجاره انتر ميلان من الدور قبل النهائي ولم يستطع الفريقان حسم المباراة على مدار وقتيها الاصلي والاضافي حيث انتهيا بالتعادل السلبي ليحتكما إلى ضربات الجزاء الترجيحية التي حسمت اللقب لصالح ميلان بقيادة حارس مرماه البرازيلي الدولي ديدا.
وعلى الرغم من التقلبات والمفاجآت التي شهدتها بطولتا أوروبا للاندية ساد الاستقرار البطولات المحلية حيث فاز كل من ريال مدريد الاسباني وبايرن ميونيخ الالماني ومانشستر يونايتد الانجليزي وليون الفرنسي وايندهوفن الهولندي ويوفنتوس الايطالي ورنجرز الاسكتلندي وبشكتاش التركي ببطولات الدوري في بلادهم.
ومن بين الاحداث التي فرضت نفسها بقوة على الساحة في عام 2003 شراء الملياردير الروسي رومان ابراموفيتش لنادي تشيلسي الانجليزي والضجة التي أحدثها في سوق الانتقالات خلال الشهور الماضية بعدما تعاقد مع عدد من النجوم مقابل أكثر من مئة مليون استرليني.
ورغم خلو سوق الانتقالات هذا العام من الصفقات القياسية أثارت صفقة انتقال الانجليزي الدولي ديفيد بيكهام من مانشستر يونايتد الانجليزي إلى ريال مدريد الاسباني جدلا كبيرا حيث تردد في البداية انتقال اللاعب إلى برشلونة الاسباني بعد حادث الحذاء الشهير بينه بين مديره الفني في مانشستر الاسكتلندي سير أليكس فيرجسون في حجرة تغيير الملابس.
لكن بيكهام فاجأ الجميع في النهاية وانضم إلى قافلة النجوم في ريال مدريد رغم ما أعلنه النادي سابقا في بيان على موقعه الرسمي بشبكة الانترنت بأنه لا ينوي التعاقد مع اللاعب.
ومن الاحداث البارزة في العام أيضا فوز الفرنسي زين الدين زيدان بلقب أحسن لاعب في العالم في استفتاء الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»للمرة الثالثة في تاريخه ليعادل الرقم القياسي المسجل باسم البرازيلي رونالدو زميله في ريال مدريد ومتفوقا على مواطنه تييري هنري نجم هجوم المنتخب الفرنسي وهداف فريق أرسنال الانجليزي وجاء رونالدو في المركز الثالث.
وأكد عام 2003 سوء حظ تييري هنري فقد فشل في الحصول على الكرة الذهبية التي تمنحها مجلة «فرانس فوتبول»الفرنسية الرياضية المتخصصة لافضل لاعب كرة قدم في أوروبا حيث فاز بها التشيكي بافل نيدفيد نجم خط وسط يوفنتوس الايطالي وجاء هنري في المركز الثاني أيضا وحل الايطالي الدولي السابق باولو مالديني نجم دفاع ميلان في المركز الثالث.