الإيمان والثقة بالله هو زيت قنديل النهضة
|
يلاحظ على كثير من المسلمين الحماس والامل اذا سمعوا خبرا فيه رائحة عزة وكرامة للمسلمين ، ولكنهم في الايام التي يخلو منها ذلك ، كأنهم ينتكسون ويتراجعون وييأسون من روح الله ويصل بهم الامر الى حد الاستسلام للاقدار .
لا شك ان الخبر الحسن له وقعه في النفوس ورفع المعنويات والدفع نحو العمل . ولهذا كانت وسائل الاعلام – وخصوصا في الحروب – جزءا من الحرب نفسها ؛ ولهذا ضجت امريكا يوم عرض بعض جنودها المذعورين على وسائل الاعلام ومنعت بعض الفضائيات من عرض صور بعض المقاومين المتوعدين لقواتها في العراق وتمنع تصوير نعوش جنودها وكل ما من شأنه رفع معنويات الامة الاسلامية .
وبالمقابل يكثرون من عرض تحركات مجلس الحكم الانتقالي الخائن وتنقلاته هنا وهناك وفرضه كأمر واقع ، ويظهرون الاعتراض على الاحتلال - في العراق مثلا - شكليا ، وكأنه اعتراض لأجل تحصيل الحقوق من قبل سلطة الاحتلال المشكورة على أفعالها العظام لصالح الإنسان في العراق وغير العراق كأفغانستان . ويلاحظ هنا ان الحديث عن الحصار للعراق ونتائجه قد اندرس بينما الحديث عن جرائم النظام البائد يطلق لها العنان!!
بمثل هذه الاخبار وتكريسها وتضخيمها يصل المرء الفارغ عقديا وارادة للتغيير الى نتيجة كاذبة مفادها استحالة القضاء على الاحتلال وما هو امر واقع بقوة الحديد والنار ليصبح هذا ثقافة يعتمد العقلانية!! يروج لها الحمقى والامّعات مما يمهد الارضية والبيئة لتروج العملاء الجدد الذين ستنتقل اليهم سلطة الاحتلال بالوكالة . ويلاحظ هنا موقف رويبضات الحكم في البلاد العربية نحو هذا المجلس فمن خوفهم الى منهجة الاحتلال من الخارج وشرعنته مما سيشكل مطرقة اخرى فوق رؤوسهم جعلتهم يتحفظون الى الرضى بالركوع للضغوط الامريكية الى درجة الانصهار الكامل .ويلاحظ هنا فقدان الموقف المبدئي ولو على اسس باطلة . هذا ايضا يكرس ثقافة الاستسلام للكفر والكافرين ولمنطق القوة المغلف يترويج الحضارة والرقي للعالم المتخلف !!
هنا لا بدّ من الصراخ مذكرين ان الاعلام مسموم وانه جزء من الحرب على الامة وان الاصل فيه الكذب لان السياسة عند الكفار تعني الكذب والنفاق والخداع ، والاهم من ذلك عدم تأثير هذه الاخبار على عزمات الرجال لان هدفها الاول هو ذلك .
وفي هذا يبدو الصراع واضحا ما بين رجال عقديين مبدئيين يؤسسون لثقافة الكفاح والانعتاق والنهضة وبين رجال ملكوا القرار السياسي اصالة او وكالة يستميتون لخداع العوام وتضليلهم وتكريس الانهزامية في قلبوبهم باسم العقلانية والعصرنة.
وفي النهاية تنتصر القوى الايمانية الحقيقية ؛ فمن كانت عقيدته الايمانية راسخة لم يتردد في تقديم في تقديم نفسه وكل غال في سبيلها ومن كانت مجرد ديكور والفاظ يرددها نفعية في واقع الرخاء فانه سيرضى بالاحتفاظ بنفسه تأكل الحشيش وتتنفس الهواء المنتن في الشدة لانه احرص الناس على حياة .
ولكن لان عوام المسلمين هم من يقع أسيرا لتصوير الواقع اعلاميا في الغالب، بل وقد ينجر الى ذلك التصوير بعض المبدئيين ايضا، كان لزاما دراسة هذا الامر للخروج من مأزق الاسر في حبائل المكائد الاعلامية من جهة، ولا بدّ من توضيحلكيفية بناء العقيدة عمليا لتصل الى مستوى لا يتزعزع حتى لو بقي صاحبها وحيدا او شعر انه وحيد في هذا الكون الفسيح !!!
هذه سياسة صناعة الامر الواقع قبل الفكر ، أي الرغبة في التغيير للتغيير . وبعد وجوده في الواقع تبدأ جوقة جديدة من المنتفعين بوظيفة حكام واعلاميين وبحاثة ومخططين!! لتبدأ دورة جديدة من التيه في صحراء الفكر العربي!! عفوا الامريكي، عفوا الامريكي العربي!! الذي هو الامريكي الامريكي، الامريكي للامريكيين وله علامات وسمات والامريكي للاعراب وله علامات وسمات. واسألوا للتفصيل مؤتمرات الفكر لبناء العلاقات!! وتبقى ارادة الشعوب الحقيقية مغيبة في الديمقراطية!!! العربية!!!!
وما دامت وسائل الاعلام جزء من الحرب القائمة بالفعل ؛ وما دامت مملوكة لاعداء الامة ومن يعزف لحن الامر الواقع ؛ وما دامت تحجب الحقائق فان المسلم الحق لا ترتفع وتيرة الحماس والامل والشوق للنصر عنده بناء على خبر هنا او خبر هناك ، بل ان بعض الاخبار التي تسرب بين الفينة والاخرى لا تسرب الا لخدمة ارباب الامر الواقع .
وعليه يجب ان تكون الثقة بالله وحده وحسن الظن به بعد حسن العمل الصالح ابتغاء وجه الله ليس الا هو وقود الامل في الاستمرار والتضحية مهما كانت الصورة قاتمة ؛ لان ابراز أن التضحيات لا تؤدي الى شيء هو جزء من الحرب على الامة يجب الانتباه اليه وعدم نسيانه .
ان الكفار يدركون اهمية الاعلام في التعبئة الجماهيرية وفي الاحباط الجماهيري كذلك ؛ فهم تارة يؤججون واخرى يحبطون وان وقع في احابيلهم العوام فلا يجوز ان يقع فيها اصحاب المبادئ المؤمنون بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وآله وسلم نبيا ورسولا .
فمن نوّر الايمان قلبه أضاء الايمان دربه ورأى الهدف قريبا وان بعد، ورأى الكافر ضعيفا وان قويّ وانتفش ؛ لان القوة لله جمعيا .
فالكفار ( يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) {32} التوبة .
فينطلي ذلك على ضعاف الايمان الذين يصدق فيهم قول الله تعالى(... وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ){40} النور.
ان تضخيم قوة الكفار فتنة وابتلاء، وان نسيان قوة الله العظيم هوان وضياع .فيا أيها الذين آمنوا (... لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) {19} الحشر .
اللهم اجعلنا ممن يعظمونك ويوقرونك ويرجونك ؛ فتريهم اعداءك على حقيقتهم مجرد حشرات ضارة هي الى زوال ....
فالنهضة نصنعها بايدينا لتكون خبرا فريدا لا يمكن حجبه من اعداءنا لان نشره سيكون قرار لنا...
عابد الله
www.alokab.com