غادرت القاهرة أمس بعثة اتحاد الكرة المصري المكونة من حمادة إمام نائب رئيس الاتحاد وهاني أبوريدة أمين الصندوق في طريقها إلى زيوريخ في سويسرا لزيارة مقر الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا لتقديم الاحتجاج الرسمي لمصر على أحداث مباراة منتخبي مصر والجزائر، التي أسفرت عن التعادل 1/1 وخروج منتخب مصر من تصفيات كأس العالم، وصعود منتخب السنغال عن المجموعة الثالثة·
وقد جاءت فكرة سفر وفد مصري لتقديم الاحتجاج لزيادة اهتمام الفيفا بالاحتجاج وسرعة البت فيه من جهة، وكذلك لتقديم الأدلة والبراهين الرسمية على صحة الاحتجاج وأهمها شريط فيديو للمباراة وأحداث الشغب، وتوقف المباراة ثلاث مرات، وتعرّض البعثة بمن فيها اللاعبون والجهاز الفني لمحاولات اعتداء خلال المباراة ومنها اعتداء فعلي على علاء نبيل مساعد المدرب أسفر عن إصابته بجرح قطعي في الأذن·
وسيحاول الوفد المصري مقابلة كبار مسؤولي الفيفا لشرح ملابسات الاحتجاج وتقديم الأدلة بما فيها شريط خاص صوره مصور التليفزيون المصري خلال المباراة·· وسيطالب الوفد الرسمي لمصر خلال لقاءاته في زيوريخ بضرورة إعادة المباراة على أرض محايدة كما حدث خلال مباراة مصر وزيمبابوي الشهيرة عام 1993 حينما أعيدت المباراة في مدينة ليون في فرنسا·
وكان مجلس ادارة الاتحاد المصري لكرة القدم قد عقد اجتماعاً طارئاً ظهر أمس الأول لبحث وقائع وأحداث المباراة بين مصر والجزائر وملابساتها، واتفق الجميع على ضرورة تقديم الاحتجاج خاصة بعد مشاهدة شريط فيديو يصور الاعتداءات والمعاملة العنيفة من الجمهور الجزائري ومنها الاعتداء على سيارة الفريق وتكسير زجاج السيارة، وقد حضر الاجتماع هاني أبوريدة الذي رافق الفريق في الجزائر، وكذلك عزمي قريطم رئيس البعثة، وسمير عدلي المدير الإداري للمنتخب· وأشار هؤلاء إلى أن تقريري الحكم والمراقب سيتضمنان هذه الوقائع بما يعني وجود إمكانية للاستجابة لمطلب مصر بإعادة المباراة بشرط وجود ضغط دولي من خلال الاتصالات وضغط إعلامي على الفيفا·
ورفض أعضاء المجلس بقيادة اللواء يوسف الدهشوري حرب مناقشة مصير الجوهري وجهازه الفني في الوقت الحالي رغم الاتفاق على عدم تحقيق هذا الجهاز طموحات الاتحاد والجماهير، وربما يكون تأجيل القرار حســــب مصير الاحتجاج وقـــــرار الفيفا·
وعلم الاتحاد الرياضي في القاهرة ان هناك انقساماً واضحاً بين أعضاء المجلس حول التعامل مع الجوهري، فهناك فريق يرى أنه فشل تماماً في مهمته، وكانت أخطاؤه الواضحة والمباشرة وراء الفشل في التصفيات، ولهذا فلابد من دفعه لتقديم استقالته أو إقالته في الحال، وهذا الفريق يضم محمد السياجي وابراهيم يوسف وأحمد شوبير، وهناك فريق آخر يضم رئيس الاتحاد ومعه هاني أبوريدة وطلعت فواز يؤيد عدم إقالة الجوهري، وتركه يستأنف مهمة قيادة المنتخب في كأس الأمم الافريقية في فبراير المقبل، ولم يظهر انضمام حمادة إمام نائب رئيس الاتحاد إلى أي من الفريقين حتى الآن، ورغم رهان البعض على أن الجوهري سيتقدم باستقالته مع تقريره الفني عن مهمة قيادة الفريق في التصفيات، فإن الكثيرين يميلون لتأكيد أن الجوهري سيتأنى كثيراً في ذلك، وأنه يطمح إلى الخروج من الأزمة محتفظاً بمنصبه·
ورغم قناعته بأنه قضى وقتاً طويلاً في مهام تدريب المنتخب المصري على فترات متفاوتة، ورغبته في الاعتزال، فإنه كان يتمنى أن تكون هناك لحظة مناسبة يحتفل فيها بذلك دون أن يخرج وهو في حالة الفشل والانكسار·· وأياً كانت رغبات الجوهري، فإن الرأي العام الكروي في مصر أصبح ضده بكل المعايير، ولن يكون هناك سبيل لإنقاذه سوى قبول الاحتجاج المصري، وإعادة المباراة بل وتحقيق نتيجة مؤهلة لكأس العالم، أما ماعدا ذلك فلن يكون هناك بقاء للجوهري·
