أوقفت مجموعة شبكة MBC بث برنامجها المثير للجدل «الرئيس»، بعدما أثار أخيراً ضجة في الأوساط الإعلامية العربية، وفي دولة البحرين تحديداً مستضيفة البرنامج، والتي سادت شوارعها مظاهرات منددة بالبرنامج.
وأوضح ناطق باسم المجموعة في بيان صدر أمس تحتفظ «الشرق الاوسط» بنسخة منه، »أن المجموعة أجرت تعديلات على نسختها العربية لبرنامج «الرئيس» لتتناسب مع العادات والتقاليد«، مضيفا »أن برامج الدراما الواقعية التي بدأت تنتشر في المنطقة العربية، ووصلت إلى قمتها مع برنامج «الرئيس»، هو شكل جديد من برامج الترفيه والتسلية الذي لا يحتوي أي تمثيل بل هو مجرد نقل لوقائع كما تجري في الحقيقة دون تعديل أو نص مكتوب. وعليه فان هذا النوع من البرامج لا يحمل أي تحديات أو إشكالات اجتماعية تفوق ما هو سائد في الأفلام والمسلسلات التي تبثها جميع القنوات التلفزيونية الخاصة والرسمية«.
وأبان البيان »أن القرار جاء بناءً على طلب وزارة الإعلام البحرينية، وهي البلد المضيف للبرنامج، وحفاظاً على تماسكه الاجتماعي، وحرصاً من MBC ألا تكون سبباً في أي انقسامات في وجهات النظر، قررت إدارة المجموعة إعادة النظر في إنتاج برنامج «الرئيس» من البحرين لإعادة تقييمه بالشكل الذي يتناسب مع سياسة الشبكة«.
والحال أن البرامج التي انتشرت على شاشات التلفزة العربية، والتي عرفت أخيراً باسم «الدراما الواقعية»، قوبلت بحملات نقدية متتابعة من القوى المحافظة في العالم العربي، وإن كان رد الفعل تجاه برنامج «الرئيس» أقساها، مما دفعها لأن تكون موضوعاً لخطب الجمعة، والمادة السائغة في أعمدة كتاب الصحف، والمادة الدسمة للمحاضرات الدينية التي تعقد هنا وهناك.
اللافت أنه رغم الهجوم على هذه البرامج، إلا أنها ما زالت تحقق نسبا متابعة عالية. فعلى سبيل المثال حفلت الصحافة السعودية الأسبوع الماضي بأكثر من 17 مادة صحافية منتقدة لبرنامج «ستار أكاديمي» فضلاً عن خطب الجمعة الساخطة عليه، فيما حقق المرشح السعودي محمد خلاوي، في نفس الأسبوع، أعلى نسبة تصويت بلغت 71 في المائة بدعم من الجمهور السعودي. وجدير بالذكر أن هذه النسبة هي الأعلى منذ بدء البرنامج قبل ثلاثة أشهر.
وبرنامج «ستار أكاديمي» ليس وحده الذي تعرض للنقد، فقد سبقه في ذلك برنامج «على الهوا سوا» الداعي إلى اختيار شريكة العمر عبر برنامج تلفزيوني، مما دفع البعض لإصدار فتاوى في عدم جواز الارتباط بهن. حتى جاء برنامج «الرئيس» الذي خرجت في البحرين مظاهرات مناهضة لوجوده على أرضها. وعملت القوى المحافظة في البرلمان البحريني من جهتها على إيقافه. وفي تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، قال مسؤول اعلامي بحريني ان مسؤولين من محطة «ام بي سي» اجتمعوا مع وزير الاعلام البحريني نبيل يعقوب الحمر امس الاول الاحد لبحث مصير البرنامج الذي اثار جدلا كبيرا في البحرين. وقال المسؤول الذي فضل عدم الافصاح عن هويته، ان القرار «هو قرار الشركة المنفذة ونحن نحترم قرارها ونقدر الموقف الذي وجدوا انفسهم فيه، مضيفا ان «اعادة النظر والتقييم مسألة حيوية».
واشار الى ان المحطة «متميزة وليس هدفها الاساءة للقيم والاعراف» و«نحيي فيهم هذه الشجاعة» حسب تعبيره.
وقال ان مسؤولي المحطة «يشعرون بانه حدث لغط كبير حول البرنامج ولحقت بهم اساءات كثيرة تصورهم على انهم يخدشون القيم والاخلاق».
وردا على سؤال حول تبعات محتملة لقرار وقف البرنامج، اعرب هذا المسؤول عن اعتقاده بانه يرجح ان «تنقل المحطة تنفيذ هذا البرنامج الى مكان آخر»، واصفا هذه الخطوة ان تمت بانها «امر مؤسف».
واضاف ان ذلك «سيؤثر على امكانية البحرين في جذب الاستثمارات مستقبلا». وفي معرض شرح قرارها، تابعت المحطة في بيانها ان «تضحيتنا هذه في اتخاذ هذا القرار تهدف الى عدم جعل (ام بي سي) بقنواتها وبرامجها حجة او عرضة لاية اتهامات بانها تسيء الى القيم والتقاليد والاخلاق العربية لاننا نعتبر (ام بي سي) اولا واخيرا هي قناة الاسرة العربية».
ويصور البرنامج الذي يعتمد تلفزيون الواقع 12 متسابقا من الجنسين يعيشون في منزل كبير في قسمين منفصلين ويصوت المشاهدون على من يغادر من المتسابقين تباعا. وقد اطلق هذا البرنامج عام 1999 في هولندا ثم بث في بريطانيا والولايات المتحدة. وشهدت البحرين حيث يصور البرنامج جدلا حول هذا البرنامج الذي بدأ بثه قبل حوالي اسبوع. وقد اعلن نواب اسلاميون في البرلمان انهم قدموا طلب استجواب بحق وزير الاعلام البحريني حول البرنامج. وقد شهدت احدى جزر مشروع «امواج» في البحرين حيث يصور البرنامج، الجمعة مظاهرة طالبت بوقفه ضمت مئات البحرينيين وشارك فيها نواب اسلاميون.
