السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
المرأة هي محور الغزل , وكل أنثى يحلو لها أن تكون موضع غزلا. والمرأة أجمل وأروع كائن
على البسيطة , هي بالنسبة للرجل عطور الكون لو ضاعت عطوره , وأجمل سكن لو خلت من
ألارض القصور, ولرجل يسكن مع امرأة يحبها في كوخ أسعد من رجل وحيدا في قصره مهما بلغ
عدد خدامه , والحياة بلا امرأة محبة محبوبة ..كحياة السجين الذي ينتظر السراب..
وعواطف المرأة هي الأخرى مرايا مبهجة للسعادة والحبور, وعلى الرغم من قوة عواطف المرأة
وحلاوتها الفريدة .. الا أنها كثيرا ماتلزم الصمت , وتعبر باختلاجة الشفتين , أو نظرة العينين ,
و((أي شاعر يرينا جمالا كالذي نراه في عيني المرأة)) كما يقول شكسبير..
فالأنثى حتى و أن لم تكن شاعرة , فكلمة منها ممزوجة بخلاصة أحاسيسها , أو نظرة حالمة بالحب,
تساوي آلالاف الدواوين.. وتفتح نوافذ السعادة على حياة حبيبها.
المرأة كائن رقيق , فاذا أكتسبت الشعر ايضا تمكنت من صياغة عواطفها بتعير بديع , وأعطته نفحه
من روحها المرهفة , وقد سمعنا العديد من القصائد الرائعة لجمع غفير من نون النسوة .. ولكن لازال
هناك بعض الخطوط الحمراء التي لا تستطيع المرأة الشاعرة أن تتجاوزها ومن أشهر هذه الخطوط أن
لم يكن الوحيد هو الغزل..
فماذا لو أنقلبت آلايه , ماذا لو كانت المرأة هي من تشدو بالغزل في محبوبها ماذا لو كان صوتها
هو من يهمس بالغزل في أذنه ؟؟ .. هناك كثير من العوائق التي تحجب هذا الصوت , وخاصة في
صحرائنا العربية , حيث هناك إرث هائل متراكم يخرس لسانها , ويلزمها الصمت , والدلال , والخجل,
ويقيدها بإلانتظار, مهما غرد طائر الحب في صدرها.
لهذا تعقد الدهشة ألسنتنا , ونستمتع متعة خاصة حين نجد , في صحرائنا العربية , قصائد غزل بصوت
أنثوي , صادق , وجرئ , ويتناغم جمال معناها بجمال شكلها , وكأنها ,هنا ,قصيدة تبدع قصيدة.
غير أن دهشتنا بهذا الصوت الأنثوي المترنم في وحدتنا السحيقة , دهشة مصحوبة بالوجل, ومتعتنا
الخاصة متعة مشوبة بالشفقة , كأننا رأينا وردة يانعة تتفتق عن أكمامها الحلوة فجأة في صحراء موحشة...
تقول عليه بنت المهدي كما ورد في كتاب الأغاني:
يا عاذلي قد كنتُ قبلك عاذلاً
حتى ابتليت فصرتُ صَبًا ذاهلا
الحبُ أول ما يكونُ مجانةً
فإذا تحكمَ صار شغلاً شاغلا
أرضى فيغضبُ قاتلي,فتعجبوا
يرضى القتيل ولا يرضى القاتلا!!!
وقالت فتاة عربية كما ورد في كتاب((أخبار النساء))المنسوب لابن القيم:
الحبُ أولهُ ميلُ تهيمُ بهِ
نفسُ المحبَ فيلقى الموتَ كاللعبِ
يكونُ مبدؤهُ من نظرةِِ عرضتٌ
أو مزحةِ أشعلتٌ في القلب كاللهبِ
كالنارِ مبدؤها من قدحةِ فإذا
تضرمتٌ أحرقتٌ مستجمعَ الحطبِ
ورغم التقدم الذي نحرزه في كل المجالات الا أننا نظل متاخرين في هذا المجال .. لماذا يرفض
الرجل الشرقي أن تكون أخته أو ابنته أو زوجته شاعرة .. ويعدها بالويل والثبور أن سمع لها
أبيات غزلية ؟؟ .. بما أن للرجال الشرقيين حيز كبير هنا , هلَ أوضحتم لنا موقفكم من هذه القضية
لنتبادل وجهات النظر فيما بيننا .. تقبلوا خالص تحياتي ..........
