بسم الله الرحمن الرحيم
التواصل بين البشرحقٌ لمن؟
عندما يرغب أحد الكائنات البشرية بالتواصل مع كائن بشري آخر يلجأ لما هو شائع بين البشر من أشهر طرق التواصل وهو التواصل بالكلام, وذلك باللغة المشتركة بين الطرفين.
فعندما يبدأ الطرف الأول بالحديث ثم ينتظر التعليق على حديثه من الطرف الآخر أو ينتظر جواباً للسؤال الذي طرحه عليه أو يريد من الطرف الآخر أن يهتم بحديثه أو أن يبدي أي نوع من أنواع التجاوب معه, ولكن لا حياة لمن تنادي.
وكذلك أيضا عندما يشير اليه الطرف الأول بأنه لا يريد الحديث.
عندما يرى الطرف الأول عدم التجاوب من الطرف الآخر يبدأ في اتهام الطرف الآخر بعدم المبالاة وعدم مراعاة الآخرين وبالإستهزاء وبالتكبر وبالغرور و..و...الخ.
فهل يحق للطرف الأول أن يلقي كل هذه الإتهامات أو بعضها؟!
معظم الأشخاص إن لم يكن جميعهم يسلكون هذا المنهج..
فمن الذي منح الحق للطرف الأول أن يبدأ الحديث مع الطرف الآخر؟!
أليس من منح الحق للطرف الأول بأن يبدأ الحديث مع الآخر منح الحق كذلك للطرف الآخر بأن يمتنع عن الحديث؟
فلماذا يُمنع الآخر بأن يرفض التواصل ولا تُلقى عليه لائمة؟
فأي سلطه يملكها الطرف الأول لكي يجبر الطرف الآخر على التواصل معه(جميع ما سبق في تساوي الأحوال بين الطرفين)
فمن يسلك هذا المنهج كأنه يملك سلعه ثم يذهب لشخص فيفرض عليه أن يبتاعها منه!!
أليس من منح الحق لصاحب السلعة في أن يبيعها منح الحق كذلك للمعروض عليه في أن يرفضها؟!
فالحقوق فيما بينهم متساويه..
فلماذا يُجبر الطرف الآخر على شيء لم يتسبب في إيجاده, فلو كان هو المتسبب في إيجاده لكان لزاماً عليه أن يستمر فيما أوجد وأن ينهيه بما يستلزمُ ذلك من أمر.
وبالتالي لا يحق لكائن بشري أن يفرض أمراً على كائن بشري آخرمتساوي معه في الحقوق ولا أن يُلقي عليه شيء من الصفات دون وجه حق..
(سلسلة العزم والهمة في الإرتقاء بفكر الأمة).































oO.. مكتبة برامج التصميم..Oo)::+